آخر الأخبار

الإفطار الجماعي.. تكافل مجتمعي يتحدى المعاناة!

الثلاثاء, 02 أبريل, 2024

رغم أنف المعاناة يأبى اليمنيون إلا أن يكونوا يدًا واحدة متحدين الظروف الاقتصادية، ساخرين من الوضع السياسي المزري، الذي جعل ساسة  البلاد في منأى عن هموم المواطن واحتياجاته، غارقين في دوامة الصراع الذي   لا يسمن ولا يغنى من جوع، ولا يعود إلا بالضرر بعد الضرر.

لقد شهدت الكثير من المحافظات اليمنية في رمضان هذا العام إفطارًا جماعيًا  يقام بمجهود مجتمعي صرف؛ يخرج المواطنون يفترشون الشوارع، يصنعون موائد رمضانية طويلة، فيها الكثير من أصناف الطعام، إذا حضرتها يخيل إليك أن هذا البلد لا يشهد أي صراع وأن أهله ينعمون بالخيرات طوال العام، وهل هناك أفضل من أن يتحدث الإنسان عن نعم الله عليه وإن كانت قليلة محدودة، ثم يشارك الناس الأجر والثواب؟!.

هل كان أحد يتوقع أن تحدث أمور كهذه في ظل هذا الوضع الاقتصادي الذي يميت الشعب كل يوم بطريقة جديد يبتكرها الساسة ويتفننون في  ابتكارها بطريقة عجيبة؟!، ما أجمل هذه الرسالة الاجتماعية التي يرسلها المواطنون للساسة،  في أن الشعب بحاجة ماسة إلى أن تكونوا يدًا واحدة وأن تعملوا من أجله، من أجل إنعاشه وبقائه على قيد الحياة، وليس من أجل أنفسكم وأن تميتوه كيفما شئتم، الشعب اليوم بحاجة إلى تكاتفكم أكثر مما هو بحاجة إلى تفرقكم وانفراد كل واحد منكم برأيه وتخليه عن شيء اسمه وطن ومواطن.

مائدة واحدة يلتم حولها المئات  أو الآلاف من الناس، من جميع فئات المجتمع ومن مختلف الأحزاب السياسية، ترى فيها الأسود والأبيض، والكبير والصغير، المتعلم والأمي، الموظف والعاطل عن العمل، يتم تحضيرها على يد المئات من الرجال والنساء، ليس تباهيًا  بما يمتلكون ولا تفاخرًا بالذي يحصلون عليه ويدخرونه في بيوتهم؛ وإنما هو شعور أحسه الصائم خلال ساعات النهار، شعور بالجوع والعطش انتاب ذلك المواطن الذي يكابد قساوة الحياة ويعيش في ظل وضع اقتصادي خانق، شعور بالجوع والعطش جعله يشارك الناس بالقليل الذي يملكه، أراد ألا يجوع من حوله كما كان هو خلال النهار، ثم إنه بحثٌ عن الأجر والثواب ومشاركة الناس بهجة رمضان التي لا تأتي إلا مرة واحدة في العام.

لو ينظر السياسيون إلى هذا العمل المجتمعي الجميل بعين الاعتبار ويتخذون منه درسًا لهم، يجعلون الأهمية القصوى لحصول المواطنين على مصدر عيشهم  بطريقة سهلة، ألا يشعر المواطن بالجوع  أو العطش، فقط لو عمل الساسة جاهدين على ألا يشعر المواطن بالجوع، وأن تتوفر له مقومات الحياة دون المزيد من المعاناة، اااه لو التموا حول طاولة واحدة كما التم هؤلاء حول مائدة واحدة، وينسون الخلافات كما يتناسى هؤلاء قساوة العيش.

من يخبر الساسة أن الحياة أقصر بكثير من الجري وراء الملذات، وإثارة النعرات، وأن الكراسي التي يقعدون عليها ما وضعت لهم لأجل أن ينعموا بالراحة ويتركوا  مهماتهم خلف ظهورهم كأنهم لا يفقهون؟! من يخبرهم أن تلك المناصب التي تقلدوها وتلك الكراسي التي يقعدون عليها هي مسؤلية كبيرة قبل كل شيء؟! أخبروهم أن يتعلموا من الشعب مبدأ التكافل والتلاحم والشعور بالآخرين!.

*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده