آخر الأخبار

عن تدهور التعليم وطلاب ثانوية لا يجيدون القراءة

السبت, 04 يوليو, 2020

مازلت أذكر الأيام الأولى لدخولي  المدرسة وذلك الزجر الذي كنت أتلقاه من أختي الكبيرة وإخواني لأني لا أجيد الإملاء بالشكل المطلوب ولساني لم يتعود على القراءة السريعةبعد.

وقتها أصدرت أختي الكبيرة تنهدات أحسست أنها طلعت من أخمص قدميها ملؤها الحسرة والندم وكلها تأففٌ من الزمن الذي نحن فيه، ثم سردت حكايتها عن التعليم في الزمن الماضي الذي تعلمت فيه هي، أيام ما كان الأساتذة المصريون والسودانيون  يديرون الحركة التعليمية، كانت تتحدث عن ذاك النشاط العظيم الذي يتمتع به الطلاب ومعلميهم  عن الاهتمام بالعلم وعن المنهج الدراسي الذي كان ثريًا بما يحمل ولم يقل عنه الطلاب يومًا إنه ثقيل عليهم أو ما شابه ذلك.

تقول: في ذلك الوقت كان من تخرج من الصف السادس أهلًا لأن يكون معلمًا ذا كفاءة عالية  وقدرة على الإنتاج المعرفي.

أنا في ذلك الوقت -قبل دخولي المدرسة- كنت قد حفظت من القرآن سورًا قليلة وكان باستطاعتي أن أقرأ  وأن أكتب مايطلب مني من كلمات أقدر عليها وأحفظ بعض كلمات من اللغة الإنجليزية لكن التذمر مني مازال حيًا.

لست كما تريد أسرتي أن أكون، وأنا في شوق شديد للعلم لأن أرى المدرسة والمعلمين وأرى طريقتهم في التعليم.

سبع عشرة سنة مضت من ذلك الوقت إلى الآن والتعليم يتدهور بين كل عام وآخر، والآن ياترى كيف هي وجهة نظر أختي وأمثالها بالعملية التعليمية،التي أصبحت أقل من أن يهتم الناس لها؟، والطلاب أنفسهم لم يعودوا بذلك الاجتهاد الذي كنا نعهده في السابق.

كم يحدث وأن ترى طلابًا وصلوا إلى المرحلة الثانوية وهم لا يقدرون على أن يقيموا جملة صحيحة لا كتابة ولا نطقًا  والكثير منهم  من لم يكتب طيلة حياته صفحة واحدة من خياله  حتى أن ماينشره ويتباهى به على صفحات التواصل الاجتماعي كله منسوخ يعج بالأخطاء.

ناهيك عن مسألة الغش في الاختبارات الوزارية وغير الوزارية.

وأما عن أداء المعلمين فحدث ولا حرج، لقد تم الاستغناء عن بعضهم بسبب المادة وتم استبدالهم بمن لا يفقهون قولا.

التعليم اليوم لا أقول إنه يمضي نحو الهاوية بل إنه قد وقع في الهاوية ووصل إلى مرحلة الهلاك.

كان الطلاب يشعرون بالرعب كلما قدم موعد الاختبارات الوزارية ويعدون لذلك العدة لاستقباله يسجنون  ذواتهم في غرفهم وينهمكون  بالمذاكرة والتحصيل، أما اليوم فقد وصل التساهل بهذه المسألة إلى أقصاه، إلى أن الطلاب يحصلون على معدلات عالية دون أن يكونوا أهلًا لذلك، ولقد جاء هذا الوباء المستجد ليكمل هذه القصة، أغلقت المدارس، والطلاب يحصلون على درجات وشهادات بالمجان .

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده