في الوقت الذي كان يراقب فيه العالم جرائم الاحتلال الإسرائيلي، كانت لولوة الخاطر المرأة القطرية الشجاعة تجاهد من أجل غزة وتنتقد عنصرية العالم الذي لطالما تحدث عن ضرورة المساواة والعدالة وغيرها.

وهاجمت عقب الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة التعامل الغربي مع ما يحدث من مأساة في غزة، وقالت إن الغرب يكيل بمكيالين في تعامله مع الأحداث الدولية.

وقالت مخاطبة الدول التي صمتت على ما يحدث من مجازر في غزة، "أين ذهبت إنسانيتكم ومبادئكم وحقوق المرأة، بجدية كيف تسوغون ذلك لأنفسكم، المستشفيات مستهدفة وتقدمون مسوغا لذلك، هل هناك قاع آخر لم تصلوا إليه بعد؟".

وفي كل أزمة تجري في أي دولة عربية أو في العالم أجمع تجد الوزيرة لولوة الخاطر تتقدم الصفوف وتصدح بقول الحق في وجه الظالم، ولها مع حرب اليمن صولات وجولات وكان لها مع الحصار الذي فرضته كل من: السعودية، البحرين الإمارات العربية المتحدة، مصر، في يوم 5 يونيو 2017 مواقف شجاعة وقادت الدبلوماسية القطرية بكل اقتدار لتكون لسان الدبلوماسية القطرية وصوتها.

الحديث عن مواقف الخاطر الشجاعة كثيرة وما نريد قوله هنا: كيف أعطتنا هذه المرأة العظيمة دروس عملية وميدانية في التضحية ونصرة فلسطين وقضيتها، فهي لم تكتف بالبيانات والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي بل حزمت حقيبة السفر وتركت حياة الرفاهية ومكتبها في الدوحة وغادرت نحو قطاع غزة، هناك في تلك الأرض المحروقة والمدمرة نزلت حيث يجب أن ينزل كل وزير عربي ليدافع عن أطفال غزة ونسائها وشيوخها، ومن هناك سيعرف الاحتلال ما هي قيمة فلسطين عند كل فرد عربي، لكن لم يفعلوها ونالت وسام الشرف والعظمة لولوة الخاطر التي كل يوم بل كل لحظة نشاهدها وهي تتنقل في شوارع غزة وتنتقل للعالم كمية الإجرام والوحشية التي ارتكبها الاحتلال الغاشم.

وهناك في قطاع غزة الجريح تقوم الخاطر بواجبها الإنساني وتبذل كل ما بوسعها من أجل جبر الخواطر وتخفيف الآلام، وبرفقتها قوافل المساعدات، وقلبها الطاهر النقي الذي يتوجع قهرا وكمدا على آلاف الأسر التي ارتكب الاحتلال بحقها جرائم إبادة لا تحصى ولا تعد.

وكان للرسالة التي وجهتها الأحد الماضي إلى سكان غزة عقب وصولها إلى القطاع الأحد الماضي تأثير ومشاعر في نفسي شخصيا، لقد أحيت بداخلنا ضمير الإنسانية وجعلتنا نبتسم لها ونبارك خطواتها الشجاعة، ومن المهم هنا ذكر بعض ما جاء في رسالتها الخالدة التي سيدونها التاريخ، "إنها جاءت لقطاع غزة محملة برسالة إخاء ومحبة ورسالة تضامن وتعاضد من دولة قطر قيادة وشعبا".

وخاطبت أهل غزة في مقطع فيديو نشرته على حسابها في منصة إكس "أقول لكم: إننا وكل أحرار العالم معكم.. والحق والإنسانية معكم.. والله جلّ في علاه معكم".

وأضافت "وأيم الله يا أهل غزة لقد أحييتم الموات، وأيقظتم إنسانية العالم بعد سبات".

قبلكم كانت كل الكلمات جوفاء، وكل الحكايا مكررة، وكل معاركنا اليومية تافهة، وكل الخطابات والبيانات لا معنى لها (…) ثم جاءت غزة لتعيد ترتيب أولويات هذا العالم، ولا أبالغ إذا قلت: إنكم اليوم تعيدون لنا جميعا إنسانيتنا التي سلبت منا أو ربما نسيناها".


وأكدت أن سكان القطاع هم اليوم من يدفعون الثمن؛ "ثمن فضح ازدواجية المعايير، ثمن كسر آلة الاحتلال المتغطرسة، ثمن المنافحة عن مقدسات مليارات من المسلمين والمسيحيين حول العالم".


رسالتها وظهورها في غزة أشعل في نفوس كل أحرار العالم روح الإنسانية وحب الخير، لقد أحدثت برسالتها ضجيجا وتفاعلا غير مسبوق لأنها قالت ما يلمس القلوب، ويعبر عن كل إنسان عربي أصيل وشهم.

وفي الأخير سلامي لسيدة الأفعال التي لم تكتف بصياغة بيانات الشجب والتنديد من داخل مكتبها، بل نزلت الميدان لتجاهد ومارست صلاحيتها في نصرة قطاع غزة الجريح.