آخر الأخبار
"غزة" ما بين الهوان العربي والخساسة الغربية
كلنا نشاهد صورا مأساوية كل يوم لأطفال غزة وشيوخها ونسائها وهم يتعرضون لأبشع جرائم الإبادة، فنغضب ونبكي ونبتهل إلى الله أن ينصرهم وينتقم لهم من الاحتلال المجرم، وما أن تنظم مظاهرة للتضامن مع أهلنا في غزة إلا ويسارع الجميع للخروج ونرفع الهتافات المنددة بجرائم العدو الصهيوني وهتافات أخرى تستنكر الهوان العربي غير المسبوق.
وكما نخرج في اليمن بشكل مستمر للتظاهر والتنديد تقوم بذلك معظم الشعوب العربية والإسلامية في مظاهرات ومسيرات غاضبة والكل يهتف لفلسطين ومقاومتها وشعبها العظيم، لكن وللأسف الكل يشعر بالإحباط والعجز جراء الخيبات والذل والانحطاط في مواقف الأنظمة العربية التي تخلت عن عروبتها وأصبحت تنظر إلى غزة بذهن شارد وينطبق عليها قوله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾.
لكن الغليان الكبير في أوساط الشعوب كان له دور بارز في دعم القضية الفلسطينية والتذكير بأنها قضيته الأولى على الرغم من حالة الحروب والفوضى التي سادت معظم الدول العربية وأهلكت الحرث والنسل مثل اليمن وغيرها، لكن الجميع تناسوا أوجاعهم وخرجوا في الشوارع يهتفون لفلسطين والقدس وغزة والمقاومة بشكل موحد رغم الخلافات التي تمزقهم شر ممزق.
وفي المقابل وسع الموقف الرسمي من قبل الأنظمة العربية المتناهي مع الاحتلال وإعطائه الضوء الأخضر لارتكاب جرائم إبادة بحق غزة وأهلها مشاعر الغضب والاحتقار في أوساط الشعوب العربية لتلك الأنظمة والحكومات التي أصبحت ساقطة في مستنقع الذل والخضوع للولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها المدللة إسرائيل.
ولم يشن الاحتلال عدوانه البغيض على قطاع غزة إلا بعد أن أدرك وأصبحت لديه قناعة بعدم وجود ردة فعل عربي رسمي موحد يتصدى لجرائمه الوحشية بحق الملايين من الفلسطينيين.
في المقابل كشفت لنا حرب غزة الوجه للقبيح للدول الغربية التي لطالما زعمت أنها تقف مع حقوق الإنسان وتنظم المؤتمرات والبيانات والقمم التي تندد بانتهاك حقوق الإنسان، حتى جاء طوفان الأقصى وأماط الستار عن أبشع أشكال العنصرية الرخيصة فذهب أدعياء حقوق الإنسان للتعصب مع الاحتلال وتقديم العون والمؤازرة ولم يلتفتوا إلى ما يقوم به من جرائم إبادة وتنكيل بحق شعب كامل منذ عشرات السنوات.
وقامت الأنظمة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي بممارسة إرهاب وسخ ضد كل من يجرؤ على التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومن خلال الحرب في غزة وصلنا إلى قناعة أن قضية حقوق الإنسان التي لطالما تبناها الغرب، ليست سوى مسخرة ودعاية يتم استخدامها ورقة ضغط من أجل الحصول على مصالح من الأنظمة المعادية لها وخاصة العربية.
ومن هنا نقول لكل تلك الأنظمة والمنظمات وغيرها: حرب غزة أسقطت كل القوانين والمبادئ التي تزعمون أنها تقف إلى جانب المظلوم وتحاسب الظالم، وكلما تحدثتم عن حقوق الإنسان من بعد اليوم حليت عليكم لعنات أطفال غزة الذين أبيدوا وأنتم تنظرون وتضحكون وتدعمون.