آخر الأخبار
بعد 61 عاما من ثورة سبتمبر .. هل يستعيد اليمنيون جمهوريتهم المسلوبة؟
وثب الشعب بصوت القدر وجلال الحق للانقضاض على أوكار الظلام في فجر السادس والعشرين من سبتمبر ليهدم طغيان واستبداد الإمامة البغيضة.
تلك هي ثورة سبتمبر، والتي كانت ضرورة إنسانية وأخلاقية، بل وفريضة شرعية لتخليص اليمنيين من أبشع سلطة كهنوتية، تسلحت بادعاء الحق الإلهي في الحكم وقهر الشعب ونهب خيراته.
ظلت الإمامة جاثمة على صدور اليمنيين لقرون طويلة تنخر أجسادهم المنهكة بمخالب الجهل والفقر والمرض، ذلك الثالوث الذي تتسلح به أبشع سلطات القمع الكهنوتية عبر التاريخ البشري.
لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وليدة اللحظة بل كانت ثمرة كفاح طويل ونتاج محطات ثورية وتضحيات جسيمة ابتداء بثورة ثمانية وأربعين الدستورية في صنعاء، مرورا بانتفاضة الثاني من أبريل 1955 في تعز، تلتها حركة مارس 1961 في الحديدة والتي قادها اللقية والعلفي والهدوانة ليعدم الثلاثة بعد فشلهم في القضاء على رأس الإمامة.
ليبزغ فجر الحرية في السادس والعشرين من سبتمبر 1962 وتكللت بذلك نضالات اليمنيين من أجل العدالة والمساواة، ليبدأ فصل جديد من الكفاح ضد فلول الإمامة البغيضة في حرب الدفاع عن الجمهورية لمدة سبع سنوات راح ضحيتها عشرات الآلاف من اليمنيين.
ومع نكسة حزيران 1967 بعد الضربة القاسية التي تعرضت لها الجيوش العربية في فلسطين وانسحاب القوات المصرية المساندة للثورة في اليمن، تعرضت صنعاء لهجوم غادر من قبل فلول الإمامة، وبعد سبعين يوم من الحصار الخانق انتصرت الجمهورية ودحرت الإمامة وداعميها من القوى الاستعمارية.
لتطوى صفحة الحرب الأهلية حينها بمصالح شاملة في مارس 1970 اتخذتها الإمامة جسر عبور للتغلغل مجددا في جسد الدولة الوليدة، مستغلة تسامح اليمنيين وغفلة النخب والخلافات العبثية في الصف الجمهوري.
وبعد أكثر من ستة عقود من الثورة بات اليمنيون أمام جمهورية مهدورة بفعل طيش وفساد النخبة السياسة وحقد الإمامة الدفين، لتصبح معركة استعادة الدولة الضامنة لكرامة اليمنين جميعا فريضة وطنية وحتمية أزلية.