آخر الأخبار

في اليمن.. حرب على كل المستويات

الخميس, 18 يونيو, 2020

ليس جديدًا حديثنا -إن قلنا-  إن اليمن تعيش  حربا من جميع النواحي والأطراف، حرب على كل المستويات.

والجديد الذي يظهر لنا كل يوم هو الموت؛ فهذه حقيقة مرة يعيشها الناس هنا، حقيقة نتعايش معها على الرغم من مرارتها وقساوة تخيلها أو استيعابها.

 كم هو متعب ومؤسف أن تعيش في بلد يقطن فيه الموت، يتربع على أرضه ملكًا يأخذ من يشاء ويترك في حاله من يشاء، أن تعيش في وطن الإنجاز العظيم فيه هو افتتاح قبر  طوله لا يصل إلى ثلاثة أمتار  وعرضه أقل من ذلك بكثير.. فإذا ضمنته كنت من الفائزين وعليك أن تسابق الناس لتحصل عليه قبل فوات الأوان.

يمننا اليوم يفتح قبوره لغير القتلى، لا أقول إن الحرب انتهت هنا، وإنما  ابتدأت من جديد وبشكل آخر أكثر رعبًا وعبثًا بل أكثر همجية وعنفًا، الموت هنا  لا يستثني أحدًا ولا يعرف التفريق، لا يهمه أن هذا طفل صغير وأن هذه تعول أيتامًا عزل  أو أن ذلك يعول أسرة بأكملها.

لم يعد سببًا للموت أن تعرض نفسك للخطر فتمر بخطوط  النار أو تشارك في القتال أو تستأجر بيتًا قريبًا من خطوط النيران.
أسباب الموت اليوم هنا كثيرة أهمها الوباء الذي ينتشر في الأرجاء ويحطب الكثير وينشر الرعب حتى يفقد الكثير من مناعته خوفًا من أن يصاب.

  كثيرة هي الأرواح التي زهقت وتزهق بين الثانية والأخرى، كثيرة هي الجثث التي توارى في التراب بكل ساعة وحين.

 لقد وصل بنا الحال  أن من يملك قبرًا فقد أحس بالأمان وليس أمامه إلا أن ينتظر اللحظة التي تفارق فيها الروح الجسد وينتقل إلى رحمة العفو الغفور وهنا يكون قد ضمن له شبرًا بهذه الأرض تحميه من أن تنتشر رائحته في الأفياء من حوله ويكون عرضة للشاتمين  والمتأففين.

 ومن الناحية الأخرى فأصحاب القبور وما أدراك ماذا يفعل أصحاب القبور، هم الذين انتهزوا الفرصة للحصول على زيادة في المال من المقابر التي يمتلكونها وهنا يجب عليهم أن يبتاعوا القبر الواحد بمبلغ كبير من ورائه مال كثير، وبذلك ارتفع سعر القبر الواحد إلى مبلغ لم يكن في الخيال أن يصل إليه، وبهذا يكون الحصول على قبر هو المراد الأقصى وهو الهم الوحيد.

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده