آخر الأخبار

عن مشاورات سويسرا وملف الأسرى!

الإثنين, 13 مارس, 2023

انطلقت يوم السبت الجولة السابعة من مشاورات الأسرى بين الشرعية والحوثيين في سويسرا بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

  وقد جاءت هذه المشاورات بالتزامن مع الاتفاق السعودي الإيراني في  الصين،  الذي  أحدث ضجة كبرى في الوسط الإعلامي والوسط الشعبي بين مؤيد ومعارض، وبين من ينظر له  بعين التفاؤل، ومن ينظر له على أنه  سيزيد الوضع في اليمن  سوءًا وتعقيدًا، وإن أحدث نوعًا من الهدوء في الحرب-  في بداية الأمر- إلا أن عواقبه ستكون وخيمة ما دام والأزمة في اليمن لم تحل من جذورها.

  الجدير بالحديث عنه هنا هو ملف الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا، الذين تم تغييبهم في السجون لأعوام كثيرة فمنهم من كاد أن ينهي عامه الثامن على التوالي وهو قابع خلف الزنازين، لا يعلم أهله عنه وعمَّ يعانيه شيئًا.


اليوم وفي الجولة السابعة من مشاورات الأسرى، يتطلع الكثيرون إلى أن يتم إنجاح هذه المشاورات والتي ستفضي- إذا ما تم نجاحها-  إلى حلحلة الأوجاع التي دخلت أغلب البيوت اليمنية بسبب سجن أو اخطاف أحد أقاربها؛ فأمهات المختطفين كالعادة يسعدن كثيرًا إذا ما سمعن أخبارًا من شأنها الإفراج عن فلذات أكبادهن،  لكنهن يحصلن على الكثير من الوجع والخذلان بعد فترة من الزمن بسبب فشل المشاورات، وعلى الرغم من ذلك فالأمل لديهن لم ينتهِ وهن اليوم يتطلعن إلى هذه المشاورات بأمل كبير في أن تكون النافذة  التي ستشرق منها شمس الحرية على أحبائهن الغائبين عنهن، وأن يتم اللقاء  بهم بعد طول غياب.

  لكن الذي يظهر هو أن الحوثيين أعجبهم كثيرًا أسلوب التسويف والمماطلة بحق الإفراج عن الأسرى والمختطفين  وخصوصًا الصحفيين الأربعة الذين رفض الحوثيون الحديث عنهم في هذه المشاورات وكأن هؤلاء لا علاقة لهم بمسألة مشاورات الإفراج التي يتحدثون عنها، والمبعوث الأممي من الطرف الآخر يتحدث على أنه مجرد ميسر لهذه لمشاورات في أسلوب يوحي أنه لا دخل له في الضغط على الحوثيين لأجل الإفراج عن الصحفيين الأربعة الذين يعيشون اليوم حالة صحية سيئة بالإضافة إلى أنهم  يواجهون أحكام الإعدام من قبل مليشيا الحوثي.

  إن فصل ملف الأسرى عن الملفين السياسي والعسكري، وتناول هذا الملف من منظور إنساني قبل أي شيء لأمرٌ ضروري؛  بل هو بوابة لحل الأزمة والوصول- بعد ذلك- إلى حل شامل لإنهاء الصراع  القائم في اليمن.

  إخراجُ الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا، الكل مقابل الكل، دون تجزئة  هذا أمر ضروري لأجل تضميد الجراح المفتوحة، التي اسمترت تنزف منذ قرابة تسع سنوات وحتى اللحظة،  أما مسألة استخدام أرقام معينة تتناول أشخاصًا محددين ثم لم يلتفت لغيرهم ممن يعانون الوجع ذاته أو ربما عناؤهم أكبر من غيرهم فهذا أمر مجحف بحق الكثير من المظلومين؛  بل مجحف بحق الإنسانية قبل كل شيء، ثم إن حدث شيء من هذه  التجزئات والمماطلات في ملف الأسرى المختطفين فمعنى هذا أن إحلال السلام في اليمن مجرد كلام يقال في اللسان ولا يطبق على أرض الواقع إطلاقًا.

  *المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده