آخر الأخبار

شهر شعبان.. موسمٌ لاستغلال التجار ومعاناة المواطن!

الإثنين, 06 مارس, 2023

ما إن يطل علينا شهر شعبان إلا وترى تغييرًا كبيرًا يحدث في الأسواق اليمنية، ارتفاعٌ في أسعار المواد الغذائية، والأدوات المنزلية والملابس وكل ما يحتاجة الإنسان في هذا البلد، كل هذا يحدث حتى وإن لم يرتفع سعر الصرف، فالحجة في ذلك فقط أن هذا الشهر يسبق شهر رمضان الكريم، الذي سيأتي بعده عيدٌ، إذن فهذا موسم للتجار ليزيدوا في أرصدتهم من وراء المواطنين الذين هدتهم الحرب وأوزارها، وأفقدتهم الكثير من أساسيات الحياة الضرورية.

  يأتي شعبان ويأتي معه الهم الذي يصاحب الكثير من المواطنين الذين يحاولون طوال العام أن يدخروا القليل من المال لهذا الموسم؛ فهم يدركون ما سوف يحدث عند مجيئه، لكن أوضاعهم ما سمحت لهم بذلك، وهنا يبقى المواطن في حيرة من أمره كيف سيفعل إزاء كل هذا الغلاء الذي يحدث في الواقع من حوله،  والفقد  الكبير الذي في جيبه.

  الأزمة التي تبدأ عندما يطل هذا الشهر هي:  أزمة الغاز المنزلي،  فيبدأ عقال الحارات بإصدار قوانين جديدةً مجحفةً  في حق المواطنين، مثل: أن يحكم العاقل أن كل بيت سيأخذ في الشهر الواحد اسطوانة غاز واحدة سواء كانت الأسرة كبيرة أم عكس ذلك؛ بسبب أن كمية الغاز التي تصل الحارة أصبحت أقل من السابق، ومن هنا يبدأ مشوار الجري والتخبط وراء الحصول على الغاز  من عقال الحارات أو أن يلجأ المواطن- في حالة العجز- لتعبية اسطوانته من المحطات بأسعار مضاعفة، فيما أصحاب الوساطات من الناس قد  يحصلون على ما يحتاجونه من الغاز المنزلي بسهولة ويسر.

  يأتي بعد ذلك غلاء أسعار المواد الغذائية، والمعلوم لدى الجميع أن الكثير من الناس اليوم  يشترون  المواد الغذائية بالكيلو، حتى الدقيق فقد  أصبح المواطنون يشترونه بالكيلو، إذْ  يحضر رب الأسرة  لأسرته خمسة كيلو من الدقيق- إن استطاع إلى ذلك سبيلا-  تستخدمه  بينما يدبر قيمة غيره، وهكذا تستمر حياتهم على القليل القليل من كل الأشياء الضرورية، فإذا ما اقترب شهر رمضان  ترتفع الأسعار لتزيد الطين بلة والوجع تفاقمًا لدى الكثير من المواطنين.

  وأما عن غلاء الملابس فحدث ولا حرج؛ فأسواق الملابس تبدأ من هذا الشهر برفع أسعارها تدريجيًا،  بالبطيئ، كل يوم  تزيد بعضة آلاف أو أقل على القطعة الواحدة، وهكذا يستمر غلاء الملابس يرتفع ببطء حتى اقتراب يوم العيد وحينها لا يقدر الكثير من الناس على الشراء بسبب جشع التجار من ناحية وغرورهم من الناحية الأخرى، إذْ أنه أول  ما يطل الزبون على  باب المحل يسأل عن  سعر البضاعة يبادره التاجر بالسؤال كم في جيبه أولًا وكأنه يخزن في محله قطعًا من الذهب والفضة.

  من يخبرِ التجار أن شعبان ورمضان هما شهران من أشهر السنة لا يختلفان عن غيرهما إلا في الجانب الروحاني، الاختلاف في الجانب الإيماني، وليتهم يرفعون  معدل عملهم للخير كما يرفعور في الأسعار!.

  *المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده