آخر الأخبار
شيء من المهرة يبعث في النفس الانشراح!
نحن عندما نطلع على الأخبار الجديدة، ليس حبًا فيها؛ لأن أغلبها وجع يتوسط القلوب ويصيبنا بالاكتئاب، وإنما نحن- في كثيرٍ من الأوقات- نبحث عن شيء يبعث في النفس الانشراح، نريد أن نحصل على خبر جميل من بين أكوام الأخبار الموجعة، تلك التي تزيد في الصداع وتؤلم من عاشها ومن يتابعها ومن يقرأ عنها.
أثناء تصفحي للأخبار لفتني خبرٌ عن تدشين حملة توعية بمخاطر سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بالغيضة محافظة المهرة، وما أجمل أن يُلتفت لهذا الجانب، إنه لشيء جميل يبعث في النفس الانشراح.
ففي الوقت الذي تشهد فيه البلادُ حربًا داميةً وأزماتٍ متتالية تهد المواطنين هدًا، وتقتل أغلبهم إما بالسلاح أو بالمرض أو بالجوع- في هذا الوقت- هناك من ما زال يهتم بالجيل الناشئ، هناك من ما زال يعمل ويجتهد، لإخراج جيل واعٍ وصاحب هممٍ عالية، لا يقع في الزلات ولا يضطر لخوض معارك كبيرة مع المتلصصين الذين نذروا حياتهم لابتزاز الناس وإقلاق سكينتهم مقابل حصولهم على المال، أولئك الذين يأكلون في بطونهن أوجاع الآخرين دون مبالاة أو أسف.
جميعنا يدرك مدى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة إذا بقيت بيد المراهقين، وخاصة الفتيات، ونحن ندرك أيضًا أن الكثير من مستخدمي الجوالات اليوم، يستخدمونها بغير علم مسبقٍ أنه في هذا خطر قد ربما يكون أكبر من المنفعة التي سيحصل عليها المستخدم.
ففي زمن الحرب بالتحديد كثرت ضحايا الابتزاز من الفتيات، الأمر الذي أودى بالكثير منهن إلى التخلص من ذاتها عن طريق الانتحار؛ لأنها رأت ذلك حلًا للمصيبة التي وقعت فيها بعدما وصلت لطريق مسدود، وهذا الأمر يرجع إلى أن الكثير من الفتيات يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي بكل براءة دون معرفة أنهن يمسكن بين أيديهم سلاحًا ذا حدين وأنه قد يصيبهن بأذى أكثر من أن يدفع عنهن الأذى.
التوعية بهذا الجانب أمرٌ محمود؛ بل هو أمرٌ ضروري للحفاظ على بناتنا وأبنائنا من الوقوع في خطر يتربص بهم من هذه المواقع، خصوصًا وأن الجوالات اليوم أصبحت في متناول الجميع، وهناك من يدمن البقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤسف أن بعض الأهل لا يتابعون أبناءهم ولا يرشدونهم إلى الطريق الصحيح في هذا الجانب.
إن التوعية بمخاطر سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ضرورية؛ لأن هذا الأمر أصبح اليوم أشبه بالوباء الذي يحيط بالجميع وينتشر في الأرجاء وتتنقل عدواه بين أوساط الشباب والمراهقين فيحدث الكثير من الضحايا.
اليوم ثانوية بلقيس للبنات في محافظة المهرة تتطرق لموضوع مهم للغاية، هذه المدرسة تعد نموذجًا حسنًا ينبغي الاقتداء به من قبل الكثير من المدارس اليمنية في توعية الطلاب والطالبات بهذا الخصوص ليكونوا على حذر من الوقوع في الخطر، وهي دعوة لأن تحذو حذوها جميع المدارس.
*المقال خاص بالمهرية نت*