آخر الأخبار
تفخيخ البلد بأحزمة من المليشيات المسلحة !
كل لحظة وكل يوم يمر علينا في بلدي اليمن , يزداد الناس قناعة بأن التحالف بشقيه السعودية والإمارات , هم البلوة التي ابتلى بها بلدي , سياساتهم تدميرية أكثر مما هي إصلاحية , والشواهد كثيرة.
فخخوا البلد بأحزمة من المليشيات المسلحة , منفلته وذات ولاءات مناطقية ومذهبية , وبعد أن فقدوا السيطرة عليها , والسيطرة على المشهد العام , هم اليوم يحاولون استعادة تلك السيطرة , لإدارة المشهد بما يشتهون .
ها هم اليوم يحيطون المناطق المحزمة بدرع وطني جديد , يعيد تموضع أدوات السيطرة والتمكين , تحت شعار مواجهة المد الإيراني .
المد الإيراني وأدواته الحوثية , ما كان لها أن تبقى تتنفس الصعداء دون التحالف , والفشل الذريع لهذا التحالف في إدارة المعركة .
معركة لم تكن تستهدف إيران ولا الحوثي , أكثر من استهدافها للدولة اليمنية , ومؤسساتها الحيوية , ومرتكزاتها الاقتصادية , وقوتها العسكرية .
نسأل اليوم ونحن في عامنا التاسع من الحرب , أين الجيش الوطني ؟ وأين المقاومة الوطنية ؟ وأين الشرعية اليمنية ؟ وأين الأحزاب اليمنية ؟
لم يبق في البلد وفي العام التاسع من الحرب , غير الحوثي (أدوات المد الإيراني ) وأحزمة ومليشيات لا تحتكم للشرعية اليمنية , ولا الدستور اليمني , ومعظمها يجاهر بعدم انتمائه للهوية اليمنية , وما تبقى من شرعية , هي مسرحية المجلس الرئاسي , الذي تشكل من كل أدوات العبث ومليشيات هذا العبث , على أمل صناعة شرعية تخدم أجندات التحالف السعودي الاماراتي واسيادهم من العالم المنافق .
بعد أن استطاع التحالف كسر إرادة الدولة , وتحطيم أدواتها الوطنية , وتفكيك الجيش الوطني , الذي صار معظمه متهما بالإرهاب , ويشار لكل صوت وطني حر يرفض الارتهان والتبعية , وينادي بعدم المساس بالسيادة والإرادة الوطني , على أنه اخواني إرهابي , في مسرحيات سمجة , تكشف حقيقة تحالف الشر .
اليوم يسمح بعودة رئيس مجلس الرئاسة , ويعلن من خلاله عن درع وطن يحميه , ويحمي مصالح التحالف والإقليم والعالم المنافق , هي رسالة متفق عليها مع كل قيادات المليشيات والاحزمة المناطقية والمذهبية وكل معاول الهدم , لكل من تسول له نفسه وروحه الثورية , الحديث عن الدولة اليمنية الحرة والمستقلة , عن مخرجات الحوار الوطني , الذي مثلت إرادة حقيقية , ومخرج ناجع لوطن غارق في الانقسامات , حكمته سلطات متعاقبة رهنت نفسها والبلد للخارج .
ماذا سيقدم لنا درع الوطن , لوطن تحت سيطرة مليشيات مسلحة , تنهب ايراداته , وتقهر مواطنية , وتثخن الواقع بمزيد من الفساد والجبايات والاتاوات , تنهب الأرض و تستبيح الحقوق العامة والخاصة , في وطن مثخن بالجراح والسجون السرية , سجون مكتظة بالشرفاء والمناضلين , والمجرمين طلقاء في الداخل وفي دول الجوار يعيشون حياة الرفاهية , بينما الناس في الداخل يموت جوعا ومهانة .
البلد يحتاج لدرع وطني من القوى الحية , كتلة تاريخية تستعيد وطن من أيادي البغي والفساد , كتلة من المثقفين والأكاديميين والمفكرين , كانوا من اليسار أو اليمين , من الجنوب والشمال , ليبراليين أو إسلاميين , سكنهم الوطن منذ زمن ومازال يسكنهم , كتلة قادرة على أن تقلب موازين القوى لصالح الوطن والمواطن , وتعيد ترتيب أوراقها لمواجهة كل التحديات وإفشال كل المخططات والمسرحيات السمجة , كتلة تعيد للشعب حيويته , ويستعيد إرادته .
"وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" .
*المقال خاص بالمهرية نت *