آخر الأخبار

كفى تشكيلات لا تقدم دولة محترمة 

الأحد, 08 يناير, 2023

يتفق الجميع اليوم على غياب الدولة التي ننشد، في عملية اغتيال واضح للشرعية الدستورية ، الإطار السياسي والقانوني، الضابط للدولة (السلطة).
 
كنا جميعا دون استثناء شهود على عملية الاغتيال، في مشهد درامي أنتجه التحالف، ليقدم لنا مجلساً رئاسياً، على طبق من التوافق المبني على سلطات الأمر الواقع، الذي فرضه علينا، وأسس ادواته، وتشكيلاته السياسية والعسكرية، وهي أدوات وتشكيلات ما قبل الدولة، وصنعت لتستهدف مرحلة من مراحل التطور التاريخي للبلد، وهي مرحلة تأسيس الدولة الوطنية، والشرعية الدستورية للنظام الجمهوري، مرحلة قدمت فيها الأمة تضحيات جسام من فلذات أكبادها من أجل أن تنهض من كبوتها، لتتخلص من الكهنوت والاستعمار وأعوانه من السلاطين والاقطاعيين.
 
لو فحصنا كل فرع من فروع هذا المجلس، لوجدنا أنه يشكل معضلة من المعضلات الراهنة، التي تغذي الحرب، ولا تسمح للتوافق على دولة محترمة وضامنة للمواطنة، وشرعية دستورية،  تنهض بالبلد.
 
اليوم بفضل هؤلاء تسير بناء العجلة للخلف، لماضٍ تعيس، فلا حاضر لدينا ولا مستقبل، الحاضر اليوم لا دولة تهتم بحقوق المواطن، في توفير أبسط سبل الحياة الآدمية، وفرص عادلة للعمل والتعليم والصحة، وتوفير الخدمات والمعاش والمعيشة، هم مجموعة من السلطات التي زرعت لتبتز هذا المواطن،  كسلطات جبايات، وتنهب إيرادات الدولة، وتمارس الفساد والإفساد، تثقل كاهل الناس بالجبايات، ويموت الكثير منهم  بسبب الجوع والفقر والوباء، ثلاثي الهلاك للأمم والشعوب، ولا تقدم لمواطنيها أي شيء يذكر من استحقاقات الدولة المنصوص عليها في بروتوكولات الأمم، والتعريف العلمي للدولة، للأسف يقدمون أنفسهم محصلي جبايات فاسدين، لا ضوابط قانونية أو شرعية تكبح تهورهم وجشعهم.
 
أنظر لحال التعليم، والمدارس الخالية من المعلمين الاكفاء، ويتعرض الشباب المؤهل والخريج للابتزاز، بوظائف تعاقد ظالمة ما بين 20ــ 40 دولار فقط  كراتب شهري، يستلمونها كل كم شهر من منظمات، ولم تسلم من خصم غير قانوني للفاسدين،  في ابتزاز حقير للشباب، وتتكرر العملية  في كثير من المؤسسات، التي تعبث بالمال العام والإيراد، بينما تعجز عن توظيف الشباب وتوفير فرص عمل وراتب حقيقية، تساهم في محاربة الفقر والعوز والمجاعة، وتقديم استحقاقات الدولة التي يتشدقون بها، والدولة بريئة من أعمالهم وشخصياتهم.
 
بسبب هؤلاء تتعرض البلد لتجريف حقيقي لفكرة الدولة ودور المؤسسات، والخدمات واستحقاقات المواطن، لصالح تنامي الفساد والفقر والمجاعة،  يفتقد الناس للرعاية الصحية لتنتشر الأوبئة والأمراض، وفقدان الراتب مهانة وذل وقهر.
ولهذا الناس اليوم تسخر من مسرحيات إعادة ترتيب السلطات، والتشكيل الحكومي، وإعادة تموضع الأدوات، والنتائج مخزية، لا دولة ولا يحزنون.
 
الناس تنتظر لمن يقدم لها دولة محترمة ضامنة للمواطنة والحقوق والاستحقاقات، دولة تضبط الحياة العامة والامن والأمان وتوفير لقمة عيش كريمة، و وظيفة وراتب محترم لنعيش كسائر الأمم.