آخر الأخبار

(الدنق) بضاعة نفاق     

السبت, 09 مايو, 2020

نعيش ظرفاً استثنائياً يتطلب أعلى درجات الوعي والالتزام الوطني , وعي نضالي يستند على رؤية صائبة , وعقل راجح , يتغلب على العاطفة والنزعات السلبية , (مناطقية طائفية ايدلوجية ) سموم مدمرة لحركة التحول والتغيير لمستقبل منشود وتطلع مأمول , تطلع لا يمكن ان يتحقق دون ان نرتقي لمستوى التحديات , ونترفع عن صغائر الامور و وملذات الذات والشهوات , والانحطاط القيمي والاخلاقي , ونتحرر من الارتهان للخارج لغير الوطن  .
 
في كل مرحلة من مراحل النضال , تبدأ بالصفوة من المناضلين الصادقين ,اصحاب القيم والمبادئ الحقيقية للنضال , وكلما تحقق نصر على الارض , يلتحق بالركب عدد من المنافقين , واصحاب المصالح وذوي المذاهب النفعية , المتحولون سياسيا وثقافيا وفكريا وفق المصالح الذاتية , بهلوانيون في القفز من قارب لقارب , متاجرين بالقضية السائدة , ومزايدون بالقضايا الوطنية  .
 
يستغرب الكثير من مناضلي القضية الجنوبية العادلة , وهم يشهدون تراجيديا المشهد الهزلي  للمنصة , ومحك عدالة القضية , عندما يجدون فيها من تلك الاصناف المتحولة وفق المنفعة  , وبل ويواجهون مزايدات عدد من المنافقين الذي طفو للسطح , ولا هم لهم الا تقديم انفسهم على انهم اصحاب مواقع متقدمة في مواقفهم ، لا يبغون منها الصالح العام ، ولا يهمهم  الهم القومي ، ولا الاحساس بالشعور الانساني الاممي ، لان بوصلة تقدمهم هي المصلحة الخاصة التي تتنافى مع المصلحة الوطنية ،وان ظهر اصحاب هذه المواقف بادعاءاتهم الوطنية لان الوطنية منهم براء ، كما هي القومية والدينية ، فهؤلاء لا وطن لهم ، ولا قومية ولا دين ، دينهم دولارهم وصلاتهم وقبلتهم المواقع والمزايا التي يريدون اقتناصها والحصول عليها بغير وجه حق , قدموا انفسهم بضاعة للبيع والتوظيف .
 
ان هؤلاء هم المزايدين والمنافقين معا ,يدخلون كل معترك سياسي دون التزام وتحديد موقف ثابت ، لان الالتزام بالموقف نقيض لأهدافهم ومبادئهم ، فهم بلا مبادئ وليس لهم اخلاق ،تجدهم يتحدثون عن الوطنية في غير مكانها وعن الاخلاق في غير موضعها ، فهم يريدون تسجيل مواقف على هذا الطرف او ذاك واحيانا كثيرة على جميع الاطراف , ونجدهم اليوم يصدحون من على قنوات العمالة والارتزاق والارتهان , بتوافق مع رؤى واهداف مشاريع صغيرة , لضرب المشروع الوطني الكبير , توافقوا مع الكهنوت الحوثي في ضرب مخرجات الحوار ومسودة الدستور , على امل استخدامه كسلم للعودة للسلطة , كان اذكاء منهم في الاستخدام والتخلص .
 
كانت الفرصة مواتية للتكفير بالذنب , والعودة لجادة الصواب , ليكونوا ركن من اركان المشروع الوطني , والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة والحريات والعدلة , لتصون السيادة والارادة الوطنية الحقة وكرامة الوطن ارض وانسان .
 
التقط البعض هذه الفرصة , واخرين ابو الا ان يكونوا كما كانوا ادوات بيد اطماع خارجية , تصنع لهم اصناما يعبدونها , وتديرهم برمت كنترول وفق اهواء تلك الاطماع , ادوات صراع وتمزيق وانقسامات حادة , تضعف الوطن والامة ليسهل استلابها وادارتها وفق مخطط الاطماع , وتمزيقها وفق ما يشتهي الوزان .
 
فلا تستغرب ان يلتقي دنق النظام السابق وادواته الرخيصة مع المشاريع الصغيرة , التي تمزق الوطن وتشتت اواصره , بحيث لا يكون الجنوب جنوبا ولا الشمال شمالا ولا اليمن يمنا , بل كنتونات متناحرة لخدمة الطامعين من اعداء اليمن التاريخيين و وحدته المباركة , ودولته  الاتحادية المتوافق عليها , ولعنة الله على المنافقين حيثما حلو .
 
 

اليمن ولقمة الخانوق
الاربعاء, 24 أبريل, 2024
معركتنا مع القوى العفنة
الإثنين, 15 أبريل, 2024