آخر الأخبار

"رأس عيسى".. أهمية الميناء النفطي وتداعيات تدميره بغارات أمريكا (تقرير خاص)

المهرية نت - خاص
الأحد, 20 أبريل, 2025 - 09:48 صباحاً

مساء الخميس، كان اليمن مع موعد حدث هام تمثل في تدمير ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة غربي البلاد بعد غارات أمريكية مكثفة استهدفت المنفذ البحري. 

 

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، "تدمير منصة الوقود في ميناء رأس عيسى الذي يسيطر عليه الحوثيون باعتبارها مصدر للوقود للجماعة المدعومة من إيران" .

 

وأضاف البيان أن "تدمير المنصة جاء بهدف حرمان جماعة الحوثي من الإيرادات غير المشروعة التي موّلت جهودهم لإرهاب المنطقة بأكملها لأكثر من 10 سنوات".

 

وتسببت الغارات الأمريكية في مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين، في أعلى حصيلة من حيث عدد الضحايا منذ بدء واشنطن شن ضربات عسكرية على اليمن مطلع عام 2024. 

 

موقع الميناء وأهميته 

 

يقع ميناء رأس عيسى النفطي على خط عرض (15درجة و15دقيقة) شمالاً وخط طول (42 درجة و36 دقيقة) شرقاً ، في الشمال الغربي لمدينة الحديدة ويبعد عنها بمسافة 42 ميلاً بحرياً و78 كم براً تقريباً .

 

وفي فبراير 2016، بدأ العمل فيه من قبل الحوثيين كمرسى إضافي يتبع إدارة ميناء الصليف وذلك بعد استكمال إنشاء الخزانات الخاصة به في 2014. 

 

وحسب وزارة النقل التابعة للحوثيين، يعتبر رأس عيسى من أعمق الموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، حيث يستطيع المرسى النفطي الذي تتراكى عليه النواقل النفطية بنظام الربط على العوامات وأحد مخاطيفها استقبال نواقل ذات أحجام كبيرة. 

 

 

كما يمتاز بأعماق طبيعية كبيرة تصل إلى 50 متراً، وتصل إلى 16 متراً بالقرب من الساحل، ما يؤهله لاستقبال سفن نفطية عملاقة. 

 

 

وتحمي جزيرة كمران هذا الميناء من الغرب، وتوفّر له حماية طبيعية من الأمواج، مما يجعله منطقة رسو آمنة، إضافة إلى أن المساحة المائية الواسعة لبحيرة وحوض المرسى النفطي تمكّنه من استيعاب أكثر من 50 سفينة وناقلة. 

 

 

تداعيات على حركة الملاحة والإمدادات النفطية

 

سيكون لتدمير الميناء آثار وتداعيات اقتصادية وإنسانية، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اليمن.

 

وقالت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية التابعة للحوثيين في بيان صحفي، إن" استهداف العدوان الأمريكي لميناء رأس عيسى، جريمة إرهابية جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي تطال موانئ البحر الأحمر منذ العام 2015، وتكشف إصرار قوى العدوان على استهداف المنشآت المدنية الحيوية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني". 

 

 

وأفاد البيان بأن" القصف الأمريكي، تسبب في أضرار كبيرة بالميناء، وأدى إلى تعطيل نشاطه الحيوي، ما سينعكس سلباً على حركة الملاحة والإمدادات النفطية ويضاعف من معاناة الشعب اليمني المتفاقمة جراء الحصار المستمر منذ عشر سنوات". 

 

وأضاف البيان أن" استهداف ميناء رأس عيسى، الذي يعد من الأعمدة الرئيسية لتأمين الوقود للشعب اليمني، يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية التي تجرّم قصف الأعيان المدنية، وتؤكد حرمة استهداف المنشآت الخدمية، سيما المرتبطة بمعيشة المواطنين واحتياجات". 

 

ضربة قاسية للاقتصاد 

 

بشأن العواقب المستقبلية، حذر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، من التداعيات الخطيرة لتدمير ميناء رأس عيسى، معتبرًا تدميره ضربة قاسية لاقتصاد المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وستنعكس سلبًا على معيشة ملايين السكان في تلك المناطق.

 

 

وأوضح نصر للمهرية، أن ميناء رأس عيسى يعد من أبرز الموانئ اليمنية الخاصة بتخزين وتصدير النفط، بطاقة استيعابية تصل إلى 3 ملايين برميل، وكان منذ ثمانينات القرن الماضي يُستخدم لتصدير الخام القادم من مأرب عبر خط أنابيب، قبل أن تستغله جماعة الحوثي خلال السنوات الأخيرة كمركز رئيسي لاستيراد وتخزين المشتقات النفطية.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن الميناء لعب دورًا مهمًا في تمويل جماعة الحوثي وتوفير السيولة من خلال عمليات استيراد النفط، ما ساهم في نشوء وتضخم شركات تجارية مرتبطة بها، مفيدا أن استهدافه يعرض أحد الشرايين الحيوية للسكان للانقطاع.

 

 

وأضاف نصر أن الولايات المتحدة أعلنت عقب قصف الميناء أنها لن تسمح بدخول أي شحنة وقود إلى الموانئ الخاضعة للحوثيين، ما يفتح المجال لتحويل عمليات الاستيراد إلى موانئ الحكومة الشرعية، وهي عملية ستستغرق وقتًا طويلاً نظرًا للعوائق التي تفرضها جماعة الحوثي على دخول البضائع من مناطق الحكومة، بما في ذلك رسوم جمركية جديدة.

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية