آخر الأخبار

عدن والموت الذي لا يلفت الإنتباه !

الخميس, 07 مايو, 2020

قيل " لن يسمح العالم لامرأة جميلة أن تموت من الجوع." ، وإذا جاز أن تحل مدينة محل المرأة في هذا الإقتباس، فإن عدن حاليا هي الجميلة التي يسمح لها أن تموت ليس من الجوع فحسب ، بل كذلك من ارتفاع درجة الحرارة والإنتقالي  وكورونا .

تتذرع الشرعية بانعدام سيطرتها على الواقع في المدينة لتتهرب من بذل أي جهد حقيقي ، وكأنها تبذل جهدها في مأرب أو شبوة أو تعز
 أو حضرموت .

وكأن السلطة الشرعية  كانت ستحضر في عدن ، لولا الأمر الواقع ، وستمكث فيها حينا وتفرض فيها الحضر المطلوب، وهي التي لا تعرف من عاصمتها المؤقتة سوى مطارها منذ مدة طويلة .  
 
الحقيقة أنه لا ذريعة لهذه السلطة أبدا لأن غيابها عن الواقع  وعن مسؤولياتها سابق لجميع الموبقات التي استخدمتها لاحقا كمبرر لتمديد الغياب إلى أجل غير مسمى ، بما فيها الإنقلاب الحوثي قبل 5 سنين . كورونا ، أحدث هذه الموبقات لن يشكل فارقا بالنسبة لهذه السلطة المدمنة على المنافي ، ولن يكون حافزا لتحرك أكبر يكسر دورة الفندق والطائرة . 

بالنسبة للمجلس الإنتقالي فإن الحديث عن نوع من المسؤولية ، أي نوع ، يصطدم بحقيقة هذا المجلس نفسها ، حتى وإن كان على سبيل دعوته لتقديم صورة إعلامية جيدة أمام العالم وأمام رعاته في أبو ظبي . في نهاية المطاف ، يفترض أن يكون هذا الوباء تهديدا للحياة نفسها ، وأن تسعى سلطات الأمر الواقع لحماية نفسها وافرادها على الأقل عبر حماية شركائهم في الحياة داخل نفس النطاق الجغرافي ، طالما أنها تجد صعوبة في أن تدين لهم بحق أو بشراكة أخرى في الإنسانية والوطن والمدينة . 

يمكن للإنتقالي أن يقطع لبعض الوقت مهمته في إدارة عدن "ذاتيا" ويلتفت لجوانب أخرى يبدو أنها لا تدخل ضمن هذا النوع من الإدارة ؛ جوانب  هامشية وتتعلق فقط بالحياة والموت .

المعلومات القادمة من عدن تتحدث عن تفش أكبر حجما  بكثير لكورونا مما هو معلن ، وهذا متوقع تماما في ظل محدودية أدوات الفحص عن الفايرس ، ولكن حتى لو تعاملنا مع ما هو معلن فإن عدد الحالات الذي بلغ العشرات يبدو مخيفا وكارثيا في ظل أوضاع كالتي تعيشها عدن . 

كورونا علمنا حتى الآن أن عشرات الإصابات يعني المئات ، وأن المئات يعني الآلاف ، وأن الآلاف يعني عشرات الآلاف ولا نجرؤ على أن نمضي أبعد من ذلك . هذا هو سر خطورة هذا الوباء .

وسط كل هذا يظهر الناس في عدن وحيدين تماما ، حياتهم تحت تهديد مباشر وكثيف ، في حين تغرق أذانهم أحاديث وقحة عن الإدارة الذاتية والحرب .

المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021