آخر الأخبار

التحالف وخيبة أملنا

الاربعاء, 18 مارس, 2020

تعيش اليمن اليوم حالة عصيبة تزداد سوءًا وتعقيدًا يومًا بعد يوم بسبب الحرب الآثمة، ففي كل يوم نراها تدخل دوامةً جديدة، لها بداية، ونهايتها في علم الغيب لدى علام الغيوب.
 
وما يُسمى بالتحالف العربي لم نجد له أثرًا إيجابيًا يمكن أن يقال أو يحسب في صالح الناس العزل والمواطنين الأبرياء، فدخوله أرض المعركة كدخول المشاهد ميدان اللعب، وإن كان يعمل -حسب قوله- للخلاص من مليشيا الحوثي التي عاثت في الأرض فسادًا وأرادت إبادة الشعب اليمني أو تحويله إلى كتلة لا دور لها في المجتمع خاليةٍ من العقل والعقيدة الصحيحةِ معا.
 
تلك المليشياتُ التي هدفها الهدم والتخريب والدمار تحس بالأمان تجاه التحالف لكأنه يعطيها الضوء الأخضر في كل أعمالها التخريبية؛ يفسر لنا هذا تجاهله المتعمد لما تقوم به تلك المليشيات من تخريب وحصار للمدنيين واختطافها لهم بين الحين والآخر وتعذيبها الناس دون ذنوب يقترفونها، ونحو ذلك من الأعمال التخريبية والإجرامية التي لا تمت للإسلام وأهله بأية صلة.
 
 أصبحنا اليوم لا ندري هل التحالف العربي مع المواطن اليمني أم أنه ضده؟، فكل يوم نحن نشاهد توسعًا لهذه المليشيات في أعمالها الفاسدة، وكل يوم تظهر لنا بوجه آخر وبأعمال مفسدة أخرى، واختراع جديد في التعامل مع الناس الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها.
 
لقد أصبحت تتحكم في كل شيء حتى مجالسَ المقيل التي يجتمع فيها الأهل والأحباب غدت ترسل إليها رجالًا يستمعون للأحاديث التي ستقال وقت المقيل وتبحث عن الداخل فيها والخارج منها، يحدقون في الوجوه بحثاً عن صيدٍ جديد يدخل سجونهم التي لا خروج منها إلا إلى القبور أو إلى الجنون.
 
ومواقف التحالف تجاه ذلك كله نجدها جامدةً كأن لا وجود لها، وآراؤه في ذلك متناقضة تشعر القارئ لها والناظر فيها بنوع من الارتباك وعدم الفهم؛ فهل فعلاً التحالفُ وجد لإنقاذ الشعب اليمني أم لهلاكه؟!
 
سنوات مرت ليست بالقليلة منذ بداية الحرب كان بالإمكان أن يعمل التحالف فيها عملًا موفقًا، وأن يصنع موقفًا نبيلًا تذكره الأجيال القادمة، وبإمكانه دحر العدو، وإقامة الحق وإعتاق النفس البشرية في هذه الأرض التي ملت من إراقة الدماء وزهق الأرواح واستعبادها.
 
لكنا وللأسف الشديد وجدنا الضرر منه أكثر بكثير من المنفعة التي حلمنا أن نحصل عليها.
 

المزيد من إفتخار عبده