آخر الأخبار

الإنتقالي الجنوبي والإنفصال الذي لم يعد أكثر من مجرد إعلان !

الاربعاء, 29 أبريل, 2020

تتوالى  بيانات الرفض الدولية - بعد أن توالت المحلية  - لإعلان"المجلس الإنتقالي الجنوبي"  الأخير بشأن الإدارة الذاتية ، ويتأكد يوما بعد يوم أن ما أقدمت عليه هذه "الشلة" لم يكن محسوبا بالمرة ، أو أنه كان محسوبا ولكن ليس بالمعنى الذي يمكن أن نفهمه بشكل مباشر ولأول وهلة . 

ليس مؤكدا إذا كانت خطوة الإنتقالي الأخيرة استجابة  لحالة الإحتقان والتحشيد العسكري المتبادل الذي يجري في أبين منذ مدة ، أو أنها محاولة للسيطرة على المجتمع المحلي الساخط في عدن بعد تصاعد الغضب الشعبي مؤخرا وصولا إلى الخروج إلى الشارع والهتاف ضد المجلس ، أو هي ردة فعل على الإنذارين معا . 
المؤكد هو أن ما أقدم عليه الإنتقالي  قفزة مجنونة في الهواء ، وراءها شعور مستحكم بالخطر . 

مرت على الإنتقالي أكثر من لحظة كان سيبدو فيها هذا الإعلان خيارا متوقعا وأكثر انسجاما مع المعطيات السياسية والعسكرية في الجنوب، لكن هذا التوقيت يكشف أن قرار الإنتقالي لم يكن خيارا رجحته الوقائع  ، بل اندفاعا مذعورا إلى الأمام ، واستدراكا في الوقت الضائع لما يعتقده المجلس فرصة نادرة للإستيلاء على الجنوب. 

يشعر الإنتقالي أن الحصانة الخليجية المريحة بدأت تنسحب عنه بعد أن أصبح التعارض السعودي الإماراتي أكبر من أن يغض عنه الطرف من الجانبين ، ويريد أن يستمتع بصيغة معينة من إعلان الإستقلال ويسترضي بها قطاعا واسعا من الناس المطالبين بالإنفصال ، وحتى يتسنى له الإدعاء لاحقا أنه مضى بشعار الإنفصال حتى أبعد نقطة .


منذ ولادة هذا المجلس كان واضحا أنه لم يكن تعبيرا أصيلا عن قضية حاضرة أو حتى عن حالة سياسية ناجزة لها ما يبررها على الواقع ، بل مجرد استثمار إماراتي حاول التماهي مع مزاج الإنفصال الحاضر  في الجنوب . لم يكن هناك ما يوحي بالجدية أو الأصالة فيما يخص قيادات المجلس وسياساته . 

هل يترك بن بريك مثلا أي انطباع غير التفاهة والسطحية والهزل؟


شعار الإنفصال الذي ارتفع قبل أكثر من عقد من الزمن ، كان حينها تمثيلا شجاعا لمظالم فادحة ألحقها نظام صالح العنصري  بالجنوبيين كما أنه شكل استدعاء تاريخيا لثورة شعبية شاملة اشتعلت بعده بسنوات قليلة ، لكنه أصبح تحت ظل الآلة العسكرية الإماراتية  عنوانا تتكشف في تفاصيله ضروب من البطش واللصوصية والإرتهان  وستارا لأطماع امبريالية خارجية وطموحات سلطوية داخلية سوداء ، ليس فيها بصيص من عدالة أو تحرر .

يتأكد الآن بطلان الإعتقاد الذي ساد خلال السنوات الأخيرة في أن فكرة الإنفصال اكتسبت عبر هذا المجلس قوة الإنجاز ووسيلة التحقق ، ويظهر جليا أنها خسرت حافزها الأخلاقي والمعنوي حين أصبحت علكة رخيصة في فم أمثال هاني بن بريك .

المقال خاص موقع "المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021