آخر الأخبار

وطن معاق وساسة بلا ضمير

الخميس, 23 أبريل, 2020

 مأساة كبيرة استمرار الحرب، ووجع مؤسف تواصل قتل البشر بدم بارد في بلدي الجريح بوباء الصراع وأوبئة الخلافات والمشاحنات التي قضت على أحلام الكثير من سكان هذا الوطن العزيز.
 
سنوات واليمن ترزح تحت وطأة الحروب والصراعات والخلافات جعلتها أسوأ مكان للعيش سواء للصغار أو الكبار، ومع ذلك لا نجد أي آذان صاغية لدعوات وقف الصراع وإنهاء القتل والمواجهات، وكأن هناك من يستلذ باتساع رقعة القتل وأنهار الدماء.
 
كم من مآسٍ وأوجاع خلفتها هذه الحرب اللعينة، التي تواصل جرف أحلام وطموحات الكثير منا، وجعلت الولدان شيبا، والعديد من السكان في دائرة "الإعاقة".
 
 كم من معاقين أنتجت هذه الحرب، فهناك عشرات الآلاف من الجرحى الذين باتوا معاقين حركيا أو بصريا أو سمعيا، بسبب قذيفة أو رصاصة أو شظايا اخترقت الأجساد النحيلة الباحثة عن أمل ووطن فيه نسبة ولو بسيطة من العيش.
 
مؤسف جدا أن تنتج هذه الحرب معاقين مبتوري الأطراف، أو فاقدين لأعضاء بالجسد، لا يستطيعون التحرك وأحيانا لا يقدرون على الرؤية أو حتى مجرد التفكير بواقع تغييري إيجابي.
 
وكم من معاقين بقوا مكانهم بانتظار حتفهم أو حاولوا جاهدين النزوح كما يفعل الناس فلم يستطيعوا بسبب ضعفهم وقلة حيلتهم وسوء أضاعهم المعيشية والنفسية وحتى الاجتماعية.
 
وكم من المعاقين اليوم حركيا وبصريا وسمعيا وذهنيا يعانون الأمرين، في ظل انعدام الوسائل التي تبعد عنهم بعضا من الصعاب وعدم الاهتمام الرسمي فيهم، مع تركيز المسؤولين على ذواتهم وأهلهم وترك كافة الشرائح الضعيفة تعاني الألم وتعيش الوجع الذي تضاعف بسبب الصراع المتفاقم.
 
والمؤسف اليوم أنه المعاناة للمعاقين اتسعت بشكل غير مسبوق، في ظل تقديرات دولية بأن هناك أكثر من 4 ملايين يمني يعانون المأساة والإقصاء من المسؤولين والمجتمع.
 
وهنا نريد القول إنه كان لمعاقي اليمن في السابق توفر لهم بعض من وسائل الحياة السليمة كالمدارس الخاصة بالصم والبكم، والكراسي الخاصة بالمعاقين حركيا، وبعض الوسائل للمعاقين بصريا لكنها كادت أن تختفي اليوم أو اختفت تماماً على الرغم من ازدياد عدد المعاقين.
 دولة تقف على حافة الانهيار وأناس قد ضاقوا بالرفاهية ذرعا بينما في الطرف الآخر أناس أبرياء يشكون حالهم لمولاهم لا يكاد يذكر وضعهم إلا في هذا اليوم الذي خصص لهم، ولقد خصص لهم كي يتذكرون مآسيهم ويعيشونها بمرارة أكبر من التي هم فيها.. وأولئك الذين يعملون على مساعدتهم يكتفون باحتفالهم بهذا اليوم بأخذ الصور التذكارية معهم أو محاولة رصدهم.
 
 وبينما يفرح غيرهم في دول أخرى بالحصول على الوسائل التي تتيح لهم العيش دون شعورهم بالإعاقة، وشعبنا يتجرع مرارة الإعاقة أقداحا.
 
وبسبب معاناة المسؤولين من إعاقة الضمير والإنسانية، بات المعاقون في اليمن بوضع صعب للغاية، يحزن القلب والروح والجسد.
 
 * المقال خاص بموقع"المهرية نت"
 

المزيد من إفتخار عبده