آخر الأخبار

منظمات لحصر الوجع!

الإثنين, 15 فبراير, 2021

أكثر من ست سنوات تعيش اليمن في ظل حرب قاسية وأوقات أكثر تعاسة ووجع، تعيش  بين دوي الانفجارات وأزيز الرصاص، والجوع والعطش والمرض المستمر إضافة إلى المجاعة التي وصلت إليها مع مرور الأيام في كثير من مناطق اليمن التي عاشت قساوة النزوح ومرارة الفقد للبيت والمأوى والأهل المعينين لها والزاد والعتاد أيضًا.


هذه السنوات التي مرت واليمن تعيش هذا الوجع كله كانت على مرأى ومسمع من العالم حولها، المجتمعات الدولية كلها تشهد هذه الحرب عن بعد وتتابعها بكل صمت إلا من كلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل إنها تديرها عن بعد وتحاول إشعالها  كلما شعرت أنها ستخمد نيرانها.


هناك منظمات دولية منها منظمة حقوق الإنسان،   والتي عليها رعاية الإنسان بشكل عام وضمانها له البقاء على قيد الحياة والعيش الكريم، هذه المنظمات خلال هذه السنوات تبذل جهدًا كببرًا حسب قولها لكن جهدها هذا لم يحقق عدلًا على أرض الواقع سوى حصدها للأعداد ونشرها الأخبار العاجلةالتي توضح  أن عدد كذا وكذا من الأطفال تم تجنيدهم في الحرب داخل اليمن، وأن عدد كذا  ممن فارقوا الحياة  خلال سنوات الحرب من المدنيين في اليمن.


إنها تحصر الوجع وحسب تحصره ولا تحاصره  تعد الإصابات الموجعة والضربات التي يتلقاها اليمنيون العزل ثم بعد ذلك تعرب عن قلقها الشديد إزاء ذلك  لا أكثر، وهذا القلق الذي تبديه لم ينفع هؤلاء المنكوبين بشيء لكنه زاد فيهم الغضب.


كثيرةٌ هي المحاولات  التي قدمت لإنهاء الحرب في اليمن الحبيب، تلك المحاولات التي أقيمت لأجل الإنسان اليمني، لإيقاف الحرب هذه بالصلح بين الطرفين سلميًا، وعن هذا كم يحق لنا أن نأسف، كم هي المحاولات التي قدمت منذ أن بدأت الحرب إلى الآن وكلها باءت  بالفشل الذريع، كم من الاتفاقات التي أقيمت في عدد من الدول لنشر السلام في اليمن ولم تجنِ اليمن من هذه الاتفاقات شيئا فقد كانت كلها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، لم يجد منه سوى مماطلات الهدف منها إطالة أمد الحرب في اليمن، فعادة ما يتم خرق الاتفاقات من قبل المليشيات  على مرأى  من العالم أجمع ومن الأمم المتحده على وجه الخصوص وهي تظل تساير هذه المليشيات على ما تريد.


ما أريد قوله هو أن الوجع الذي تعيشه بلادنا اليوم في ظل الحرب المهلكة للحرث والنسل لا يشعر به أحدٌ غير  اليمنيين وحدهم  ولم يتضرر من هذه الحرب التي طالت كثيرًا سوى اليمنيين، فاليمنيون هم الذين ماتوا قتلًا وتفجيرًا وجوعًا ومرضًا، وهم الذين نزحوا من منازلهم مجبرين إلى أماكن لم يألفوها وليست أهلًا للسكن فيها.


اليمنيون هم الذين فقدوا الأهل والأحباب فلم يبقَ بيت من بيوتهم إلا ودخله الحزن من كل زاوية فيه ، والحل لهذا كله يكون بأيديهم هم وحسب، هم المشكلة وهم الحل في حد ذاته الحسم الحقيقي لإنهاء هذه الحرب لن يكون إلا محليًا أي من اليمن واليمنيين أنفسهم فقط.

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده