آخر الأخبار
في شهر رمضان... المرأة الريفية صيام عن الراحة وكفاح بلا نهاية! (تقرير خاص)

تعبيرية
المهرية نت - رهيب هائل
الثلاثاء, 11 مارس, 2025 - 01:11 صباحاً
الثلاثاء, 11 مارس, 2025 - 01:11 صباحاً
تزداد أعباء المرأة الريفية في اليمن خلال شهر رمضان، وتصبح مسؤولياتها أكثر مشقة مع استمرار نمط الحياة التقليدي الذي يعتمد على الجهد البدني، نتيجةً لتردي الخدمات في الريف وغياب وسائل الراحة المتوفرة في المدن.
وتظل المرأة الريفية تكافح يوميًا في تلبية احتياجات أسرتها، من خلال إعداد الطعام بالحطب، وجلب الماء، ورعاية الماشية، بالإضافة إلى أعمال المنزل بينما يتحمل الرجال أعباءً أقل مقارنة بها.
*أعباء ثقيلة*
بهذا الشأن، تقول المواطنة أم علي، 39 عامًا، وهي ربة منزل تقطن في ريف مديرية سامع إن "المرأة الريفية في رمضان المبارك تتحمل أعمالًا ثقيلة وشاقة طوال النهار، من الصباح إلى المساء".
وأضافت للمهرية نت "أبدأ في إعداد السحور الساعة الثالثة صباحًا في غرفة مخصصة خارج المنزل، مستخدمة الحطب، وأستغرق في الإعداد نصف ساعة وأحيانًا ساعة، ثم أقدمه لأفراد أسرتي المكونة من ثمانية أفراد".
وتابعت "بعد الانتهاء من ذلك، أقدم الحشائش للأبقار والبهائم، ثم أذهب بعد الصلاة لجلب الحشائش، بينما تذهب ابنتي لجلب الماء من الآبار المجاورة للقرية، أعود من الجبل في الساعة التاسعة صباحًا وأحيانًا العاشرة، حيث يكون أطفالي الصغار قد استيقظوا، فأحضر لهم الطعام".
وأردفت "ابنتي تستغرق في جلب الماء حتى الساعة السابعة صباحًا، وبعدها تخرج البهائم، وتنظف المنزل، وأحيانًا تقدم الطعام لإخوتها الصغار، وبعد الظهيرة، ندخل البهائم، ثم تبدأ رحلتنا في إعداد الطعام حتى أذان المغرب، مستخدمين الحطب كونه شبه متوفر".
وواصلت "بعد الفطور وتنظيف الأواني، قد تسهر المرأة الريفية حتى الساعة العاشرة كحد أقصى، أو تخلد للنوم استعدادًا ليوم آخر مليء بالتعب، خاصة مع استمرار تردي الخدمات في الريف، واعتماد الأسر على الحياة التقليدية عكس المدن".
وأشارت إلى أن "الرجال في الريف يقضون النهار في النوم، والليل في السهر وزيارة الأقارب، ومع ذلك، تجد بعضهم يغضبون إن أخطأت المرأة في تقدير الملح للطعام أو تعرضت أجزاء من الخبز للاحتراق، دون أن يقدروا حجم المعاناة التي تواجهها المرأة الريفية طوال اليوم".
ومضت قائلة: "هذا هو واقع المرأة الريفية، تكافح من أجل أسرتها ومواشيها بشكل يومي، متناسية العطش والجوع في نهار رمضان، والكلمات القاسية التي قد تتلقاها من أسرتها إذا وُجد أي تقصير في عملها".
*أعباء إضافية*
بهذا السياق، تقول الناشطة المجتمعية هدى عبده إن: "المرأة الريفية تتحمل أعباء إضافية في شهر رمضان المبارك، خصوصًا في النهار، من خلال جلب الماء والحشائش، وتنظيف المنزل، وغسل الثياب، وإعداد مختلف أصناف الطعام بالطريقة التقليدية القديمة".
وأضافت للمهرية نت أن "المرأة تعمل من الصباح الباكر حتى الساعة العاشرة مساءً دون توقف، نتيجة غياب الخدمات العامة عن الريف، مثل الماء والغاز المنزلي وجميع وسائل الراحة التي تستخدمها النساء في المدن".
وتابعت "تستمر المرأة الريفية في الكفاح من أجل أسرتها وماشيتها التي تعمل على تربيتها، بالإضافة إلى الاهتمام بالأرض، خاصة في مواسم الزراعة، حتى وإن صادف الموسم شهر رمضان".
ولفتت إلى أن "الأعمال المتراكمة على المرأة في الشهر الفضيل قد تصيبها بالأرق والتعب الشديد، وقد تتعرض لبعض الوعكات الصحية أو الأزمات النفسية مستقبلًا، خصوصًا إذا لم يقابل عملها بالتقدير من قبل أفراد أسرتها".
وأشارت إلى أن "الأسر في المدن، وخصوصًا في بعض الأحياء الفقيرة، تعيش ظروفًا مشابهة لسكان الريف، بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية، مما يضطرهم إلى جلب الماء من مياه السبيل، واستخدام الحطب لطهو الطعام، نتيجة الحرب الدائرة في البلاد".
وشددت على ضرورة تمدين الريف، وتوفير الخدمات مثل الماء والغاز وكافة وسائل الراحة، حتى تنعم المرأة بالراحة ولا تتأثر نفسيًا وصحيًا".
من جهتها، تقول الناشطة المجتمعية، داليا محمد إن: "معاناة المرأة الريفية مستمرة وليست محصورة بأشهر أو مواسم، بحكم طبيعة الريف القاسية، لكن معاناتها تزداد في رمضان بسبب الصوم وتحملها هذه الأعباء طوال النهار بشكل يومي".
*تأثير الحرب على المرأة الريفية*
وأضافت للمهرية نت أن "أغلب المناطق الريفية قريبة من خطوط النار، وقد تتعرض المرأة للمخاطر أثناء جلب الماء، مثل القنص أو الألغام أو الهجوم من قبل الحوثيين، كما حدث في الجبهة الغربية لمحافظة تعز، حيث تسببت الحرب في بقاء الأسر بدون إفطار، نتيجة عدم قدرتها على طهو الطعام أو جلب الماء".
وتابعت "العديد من المناطق الريفية أصبحت قاحلة، والمياه غير متوفرة، مما يضطر النساء إلى قطع مسافات كبيرة لجلب الماء لأسرهن، أو شراء الحشائش وعلف البهائم من الأسر التي تدخره خلال موسم الزراعة لمواشيها".
وأشارت إلى أن "الحرب أثرت على المرأة الريفية بشكل كبير جدًا في الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية، كما أفقدتها مصادر عيشها، مثل الزراعة وتربية الماشية، نتيجة الألغام والقذائف وغياب الديزل والكهرباء".
ولتخفيف معاناة المرأة الريفية، تقترح داليا محمد "ضرورة إنشاء مرافق صحية ومراكز لمحو الأمية في الريف، ودعم النساء نفسيًا، وتمكينهن اقتصاديًا، وتنمية مهارات حياتية لمساعدة الأسر في الزراعة، بالإضافة إلى توفير خدمة الكهرباء أو منظومات الطاقة الشمسية، وتشغيل الآبار لري المحاصيل".
*حياة متعبة وصعبة*
بدورها، تقول المواطنة أم سعيد، 30 عامًا، التي تسكن مع أسرتها في مديرية الصلو :" حياتي متعبة وصعبة، فأنا الوحيدة المسؤولة عن أفراد أسرتي الأربعة، حيث أقوم بجلب الماء والحشائش والحطب، وإعداد الطعام، بالإضافة إلى الاهتمام بالأعمال المنزلية".
وأضافت لـ"المهرية نت": "مع الصوم في رمضان، نتحمل هذه الأعباء رغم الجوع والعطش، ونعمل كل ما نستطيع القيام به من أجل أسرنا، من الصباح إلى المساء، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة".
