آخر الأخبار

جائعون فقط ... هذا هو تعريفنا الحالي !

الاربعاء, 16 ديسمبر, 2020

ننتظر إعلان الحكومة بفارغ الصبر ، ولكن هذا لا يعني بالضررورة أن لدينا أدنى فضول للتعرف على المولود الجديد ؛ المولود الجديد الذي ليس جديدا أبدا ، فضلا عن أنه لا يشبهنا في شيء بحكم أنه يأتي أساسا كثمرة للعبث الإماراتي والسعودي في الجنوب . حين تعلن الحكومة ، لن نجد الحماس حتى للتوقف عند أسماء وأشكال الوزراء الجدد ، ولا أظن أن أحد اليمنيين قد يجد الحافز للتنازل عن مساحة في ذاكرته المجهدة من أجل الاحتفاظ بإسم وصورة أحد هذه الكائنات الوهمية التي ستظهر فقط لحظة أداء اليمين الدستوري ثم ستتبخر فورا في هيئة مجموعة تغريدات مملة في أحسن الأحوال .


ننتظر إعلان الحكومة فقط لأننا نعول على الوديعة المالية السعودية التي قد ترافق إعلانها ، وبالتالي قد نعود من جديد لشراء أربعة أقراص من الخبز بمائة ريال، لا قرصين فحسب ! هذه هي الحقيقة وهذا هو حالنا . لقد نال الأوباش منا تماما واختصروا وجودنا كله إلى مجرد بطون جائعة ولا شيء أكثر . لقد حولوا شعبا كاملا إلى قطيع هائل من الكلاب الضالة ، أوفرها حظا هي القلة التي أفلحت في القفز خارج الحدود والحصول على وجبات منتظمة مقابل العمل بدوام كامل على حراسة بوابات قصور الخليج ، فيما تتضور البقية الغالبة في خرائب الداخل ، لكنها تجد نفسها أيضا منقادة من معدتها ، ورغما عنها ، إلى نفس السادة ونفس القصور . 


أما فيما يخص السياق السياسي للحكومة القادمة ، ومسارها ومصيرها المحتملين ، وطبيعتها العامة ، وطبائع أفرادها ،  فإنها كلها أشياء تبدو بلا بريق وبلا معنى ، رغم أنه يمكن القول بداهة أن حكومة ليست للشعب ولا لمصالحه ، هي بالضررة ضد الشعب ومصالحه . لا طاقة للناس على المراقبة والاحتجاج وتعقب مصالحهم الكبرى أو تفعيل الضمير الوطني في هذا الظرف ، وكأن لسان حالهم : " أتقول :  ضمير؟ دعك من هذا الهراء ، فأنت أحقر من أن يكون لك ضمير . أنت جائع " ، على طريقة بطل الرواية الشهيرة (الجوع) لكنوت هامسون .


من خلال تجربتنا مع حكومات الرئيس هادي منذ استقالة باسندوة في 2015 ، فإن بعض المسؤولين الحكوميين النادرين الذي قدر لنا أن نشعر بوجودهم ، سجلوا حضورهم القوي فقط من خلال تمتعهم بقدر هائل من الوقاحة والانحطاط ، والجرأة على إهانة اليمنيين وتنكيد حياتهم، وليس عبر اليقظة الأخلاقية أو الإنجاز؛  وأبرز الأمثلة على ذلك هاني بن بريك في وقت سابق، أو نجيب غلاب  في جولته الأخيرة ضد أبناء تعز . ما عدا ذلك ، يمكن التيقن أن المسؤولين مختارين بعناية ليكونوا مجرد عرائس عاجية ، بلا أي شخصية أو قدرة أو بعد وطني، عدا البراعة العادية في حشو الجيوب بالمال العام والرشوات بالطبع . 


 من يضمن لنا ، على سبيل المثال ، أن معين عبد الملك كائن له وجوده الإنساني والحقيقي ، وأنه أكبر من مجرد 'دبدوب" قطني وديع وهادئ أنتجته إحدى مصانع أبو ظبي ؟ من يستطيع أن ينفي واثقا أن الوزير معمر الإرياني ليس روبوتا مبرمجا على أفكار وطباع خادمة فيلبينية في القصر الملكي ؟


لتأت الحكومة كيفما هي وعلى أي شرط، فالخيبة قد بلغت مداها عند اليمنيين منذ زمن بعيد ، وسلسلة الهزائم المريرة التي جرعوها تحت قيادة هادي  قد أخرجتهم تماما من الفضاء العام ، وأعادتهم إلى الحالة البهيمية لإنسان ما قبل الحضارة ، حيث هناك فقط معدة ، والقليل أو ربما لا شيء آخر .

المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021