آخر الأخبار

تجارة الأرواح البشرية في اليمن

الاربعاء, 08 أبريل, 2020

اشتهرت اليمن بالتجارة منذ القدم، فالتجارة اليمنية ضاربة جذورها في عمق التاريخ؛ فهي التي كانت تصل إلى حدود الهند وإلى الصين، وإلى ما بعد ذلك من البلدان؛ فالبخور واللبان والمر والبن اليمني كان له سعره وصيته الخاص، الصيت الذي ميز اليمن ورفع اسمها عاليًا بين الدول العربية والعالمية.
 
فالتجارة سمة جميلة اتصف بها الإنسان اليمني منذ القدم وبها ارتقت البلاد كثيرًا وكان يُسمع لقولها وقتذاك؛ فعادة ما تكون الدولة المصدرة للآخرين لها قبول بين الدول وهذا ما كان يميز اليمن في السابق.
 
وأما اليمن في الوقت الحالي فما زالت تمارس التجارة، ولكن اختلفت السلعُ كثيرًا عن ذي قبل، فقد كانت تتاجر باللبان والبخور وبالبن اليمني وتفوق بقية التجار بهذا المجال.
 
واليوم هي تفوق بقية التجار ولكن السلع قد اختلفت تماما، ومن الأسى أن نقول إن التجارة في اليمن تحولت وتبدلت من تجارة في المواد إلى تجارة بالأرواح البشرية.
 
فالمشهور اليوم في بلدي الحبيب هو التجارة بالأرواح البشرية؛ فكم من أناس اليوم راحوا ضحية هذه التجارة الممقوتة، كم أطفال أبرياء تم اختطافهم وتصديرهم  إلى الخارج للتجارة بأعضائهم الجسدية وهذه التجارة تزداد ارتفاعًا وتفشيًا مع غياب الدولة.
 
فثمة الكثير من الناس الذين فقدوا أبناءهم وهم لا يعلمون أين مصيرهم إلى الآن.. هل هم من الأحياء أم أنهم قد فقدوا الحياة؟!
 وهناك من لحق ابنه مخدرًا في كيس على حدود اليمن مغادرًا الدولة إلى الجحيم.
 
 ومن أبناء اليمن من يزج بابنه في سوق العمل ولا يرى له وجهًا بعد ذلك ويظل يبحث عنه قائلًا ذهب ولم يعد، وحقيقة لن يعود له فقد دخل في عدد المفقودين، فقد تم بيعه بثمن بخس لتاجرٍ غريب.
 
 إن صور المأساة في هذا الجانب لكثيرة تدمي القلوب وتبعث في النفس الأسى والخوف معًا.
 
ناهيك عن أن هناك من يقتل الآخر مقابل مبلغ زهيد من المال وهناك من يختطف ويسجن ويغيب غيره قسريًا لأنه مأمور بذلك ومدفوع له مقابل هذا مبالغ من المال.
 
لقد أصبح القتل في بلدي الحبيب سهلًا للغاية والأرواح البشرية غدت أرخص ما يكون؛ فالباحثون وراء المكاسب قد زاد طمعهم والأبرياء لا يستطيعون أن يحركوا ساكنًا والدولة في سبات عميق عن هذا، فكيف لا يمكن أن تزدهر تجارة الأرواح في بلدي المنكوب والظروف مناسبة لها تمامًا.
 

المزيد من إفتخار عبده