آخر الأخبار

اليمن.. طعنات متواصلة من العدو والصديق

الثلاثاء, 08 سبتمبر, 2020

لم يكن ليخطر على بال أحد منا أن تصبح اليمن إلى ما آلت إليه اليوم، من فقدها لكامل السيادة والقرار، لا سماع لقولها  إن قالت ولا اعتبار لصوتها إن صرخت، ودوى في الكون نياحها وبكاؤها وأنينها المتواصل الناتج عن الطعنات المتواصلة التي تتلقاها كل يوم من عدوها والصديق.

 ومع  هذا الوضع الذي يعيشه الشعب اليمني  لا سماع لصوته إن قال ما يبغي أن يقوله، فالعالم عنه كأنه أعمى لا يقدر على الرؤية وأصم لا يستطيع السماع.

في السابق  كان القرار كله موكلًا بيد من يرأس الدولة فلا قرار للشعب يمكن أن يسمع له، لا يمكن للشعب أن يعبر عن رأيه إلا فيما يرضي أصحاب القرار ويخدم مصلحتهم وإذا ما كان عكس ذلك فلا صوت يعلو على صوت أصحاب السيادة، وأصحاب القرار وقتذاك لا هم لهم  سوى مصالحهم الشخصية  وحياة أسرهم ولا أكثر من ذلك.

 هكذا مضى الشعب اليمني من كبت عاشه في عهد الإمامة إلى كبت آخر عاشه مع الأسرة الحاكمة فترة زمنية ليست بالقليلة.

 حتى ضاق الشعب بالوضع ذرعًا فخرج ليعبر عن رأيه للناس، ليعلم العالم أن الشعب له مطالب وله حقوق ينبغي توفر له.

 وقد كان يحلم من وراء ذلك أن يلقى فائدة  فيعيش بعد ذلك في دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون  لها قرارها الذي يخدم مصالح الشعب ويرضي رغباته ويزيل عنه الضيم الذي عاشه فترة من الزمن لليست بالقليلة.

 اليوم تتوالى الأحداث المأساوية على أرض اليمن وتتوالى الأحزان بعد الأحزان التي لم تدع بيتًا إلا وغاصت فيه وتركت فيه بصمتها اللعينة، قتلٌ هنا واختطافٌ هناك، وبيع وسلب ونهب في نواحٍ عدة من أرض اليمن، فلقد كثر الباعة  ويزداد عدد الطامعين بين الفينة والأخرى. 

دماء تراق في كل مكان ينتمي إلى هذه البلدة، والشعب يعيش الوضع المأساوي  هذا الذي لا أحد يعلم  متى تكوك النهاية له، أصبح الشعب اليوم مسيرًا بين من يتلاعبون بدمائه بأموالهم التي  تكتظ فيها جيوبهم ويفتقدها الشعب المتعب الفاقد.

 لكم اشتكى الشعب من هذا الوضع ومن اللاعبين به وبمقدراته ، ولكم طالب دول العلم بالنظرة الجادة له ولحالته التي لا يحسده أحدٌ عليها.

وكأن شيئًا لم يكن، وكأن الموت الحاصل في هذه الأرض ليس سوى موت تمثيلي يستفيق الموتى فيه بعد فترة من الزمن حين ينتهي التصوير وتغلق الكاميرات.

لكم استنجد بالأقرباء وظهر له أن الأقرباء والجيران هم أكثر الناس طمعًا بأرضه وأكثرهم حقدًا ولعبًا عليه.

 ماذا يمكن للشعب والدولة اليمنية أن يفعلا ليوم وليس بأيديهم أي قرار يسمع ولا يمكن لاستجابة لهم، حتى الشرعية برئيسها  التي كنا نأمل منها خيرًا، أصبحنا اليوم نغسل أيدينا من هذا الأمل ؛ فهي الأخرى غير قادرة على الاستقرار بقراها والعزم على ذلك، إنها إن جاز لنا التعبير دولة بلا قرار وخالية من السيادة! 

مقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده