آخر الأخبار
بن زايد وخيانة القضية المركزية للعرب
في إزاء ردة الفعل الغاضبة على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي قبل أيام ، انبرى المسؤولون الإماراتيون للدفاع عن هذه الخطوة مسلحين بذريعة مثيرة ، وهي أنهم فعلوا ذلك لغاية حماية الأراضي الفلسطينية من قرارات الضم الإسرائيلية.
في خضم انهماكه في تدبير الحيل وابتكار المخططات للدفاع عن أراضي الفلسطينيين ، نسي بن زايد وضع أصحاب الأرض في الصورة ، وربما كان ذلك سببا في غضب الكثير من المسؤولين الفلسطينيين واتهامهم للقيادة الإماراتية بخيانة القضية المركزية للعرب ، وهو ما سيتسبب بدون شك بالكثير من الخيبة لبن زايد الذي دائما ما يكافأ على مبادراته القومية والإنسانية بنكران الجميل !
الرجل ورط نفسه في علاقة مع الصهاينة البغيضين وقام بإغوائهم إلى فراش التطبيع حتى يتسنى للفلسطينيين الإفلات ببعض الأرض من وراء ذلك ، لكن ذلك لم يشفع له عند سيئي الظن الذين يعتقدون أن بن زايد فعل ما فعل لأن اسرائيل قد شغفته حبا !
نحن اليمنيون شهود على أحد الأمثلة التي كانت فيها سلطة أبو ظبي ضحية لمسارعتها النبيلة وغير المشروطة لإنقاذ العرب وأراضيهم.
لدى أول إشارة ، انخرط بن زايد بكل إمكاناته في جهود استعادة الدولة اليمنية العربية من قبضة الانقلابين المستخدمين من قبل إيران ، وأرسل جنوده وطائراته ومدرعاته إلى حيث الأصل والجذر ، ومن أجل سواد عيون الجد الأول للعرب ، والذي لا تزال دماؤه تنبض بحرارة في عروق الأمير الإماراتي بعد آلاف السنوات !
الآن ، بعد كل ما أنفقه بن زايد في اليمن من مال ودماء ، وما أنفقه بشكل خاص في صناعة وتصدير الشخصية الفذة لهاني بن بريك ، تتعالى أصوات معظم اليمنيين بالإدانة للرجل وتدمغه بالسعي لسرقة موارد البلاد وتمزيقها مناطقيا وعرقيا !
وكأن ثروات اليمن يمكن أن تثير طمع الأمير الثري أو تعوضه عن كيلومتر واحد من الجدران الذي رصد لطلائها الغالي والنفيس داخل عدن؟!
وكأن الشخص الذي لا يزال يشعر بانتماء الإمارات نفسها لأصل يمني يمكن أن يفكر أو يدفع باتجاه يمنين منفصلين ؟!
إلى جانب فلسطين واليمن المنكوبتين بمشاريع قوتين استعماريتين ، إسرائيل وإيران ، هناك ليبيا التي يحرسها بن زايد بعين لا تنام من الغزو التركي عبر تمويل المرتزقة الروس ، وهناك أيضا يتذمر الليبيون بلا انقطاع من حروب التحرير الإماراتية ، وكأنما قدر لهذا القائد القومي ، الذي يقاتل عن العرب ثلاث دول إقليمية طامعة ، أن يعاني الخذلان من العرب أنفسهم أينما ذهب بدراهمه الشريفة أو بجيشه الجسور !
يحمي بن زايد فلسطين بالتطبيع فيغضب الفلسطينيون ، ويحمي اليمن بالتقسيم فيحنق اليمنيون ، ويحمي ليبيا بالروس فيشتكي الليبيون !
المقال خاص بموقع المهرية نت