آخر الأخبار

حكايات اليمنيين مع العيد

الخميس, 30 يوليو, 2020

على ما اعتدت ذلك.. زيارتي للسوق وكما تعلمون أن زيارة المرأة للأسواق  أمرٌ لا يمكن الاستغناء عنه مهما كان السبب ومهما كانت الظروف خصوصًا قبل العيد، فما يهمنا نحن النساء في الأعياد إلا شراء الحاجيات التي تخص العيد وقد لا نرضى في كثير من الأحايين أن نتنازل عن شيء نحن بحاجته.

تركت كل ما حولي وذهبت بالفرح ذاك الذي ينتاب الطفل عندما يأخذه والده إلى السوق لشراء لعبته المفضلة.

أحدث  ذاتى طوال الطريق ما الذي يمكنني شراءه وهل فعلًا سأوفق باختيار الألوان؟، وماذا يمكنني ياترى أن أقتني لصغيرتي التي لا يتجاوز عمرها الشهر والنصف؟، إنني أريد أن آخذ أشياء فريدة هذا العام أشياء أبهر بها جاراتي لأجعلهن يعترفن بذوقي الفريد، سأنسق الألوان  بين ملابسي وملابس صغرتي لنكون الأجمل وحسب.

وفي خضم شرودي   ونظراتي تلك التي كانت تخترق زجاج الباص لتصل إلى المحلات فتعرض ذوقها  وتتحدث أن ذلك اللون جميل للغاية وأن الآخر  ماكان ينبغي لهم  أن يجعلوه عرضًا، أي ذوق يتمتع به أصحاب هذا المحل ولماذا هو على الشارع العام ياترى؟، وذاك المحل الآخر تظهر عليه علامات الرقي(..) في هذا الوقت بالتحديد تحدث السائق قائلًا: هنا نهاية المشوار.
نزلت من على الباص بذلك الشوق الكبير الذي تحمله الأنثى تجاه السوق  بما فيها من محلات الملابس ومحلات الزينة وأدوات التجميل ونحو ذلك، أغمس  ذاتي بين تلك النسوة التي وجدتها تعبث بما يعرضه لها الباعة  تقلب هذا وتتركه ثم تطلب ذاك وتتركه أيضًا لتبحث عن ثالثٍ ربما يكون مرضيًا وهكذا  يستمر النقاش بين الباعة والنساء حتى يصل إلى الجدال، أسعار خيالية ليست بالمتوقعة وبضاعة رديئة ليست بالشكل المطلوب وأسلوب غرور يتمتع به الباعة، أسلوبٌ جديد جاؤوا به في هذه الأيام التي تسبق العيد، (خذيه بهذا السعر أو اتركيه، غيرك سيأخذه دون شك)  هذا قولهم وتلك أساليبهم التى لا يظهرونها إلا بهذه الأيام الحرجة.

أطفال جاؤوا مع أمهاتهم ليختاروا ما يريدونه،  يحدث شجارٌ بين طفل وأخته، هو يقول إنه سوف يخبر أمه أن تشتري له إلى جانب كسوة العيد مسدس ماء، وهي تخبره أن أمها هي من وعدتها في سالف الأيام بأن تشتري لعبة جميلة وأنها هي أحق بذلك من غيرها ثم يواجهها الأخ بالأسلوب الصارم: إن المبلغ غير كافٍ وقد كفلت ْ كسوتك ما يقارب العشرين ألفًا فالزمي الصمت أخير لك.

أجواء ظاهرها فرحٌ كبير فالسوق يضج بأصوات التكبير التي تخرج من مكبرات الصوت وهذا مايشعرك  بنوع من الحماس وأصوات أخرى لزفةٍ وأغانٍ تخرج من محلات فساتين الأعراس، ثم روائح البخور التي تجع بالمكان، وفي باطن هذه الأجواء حزن يخيم في قلوب الناس الذين جاؤوا السوق لا يحملون إلا قليل من المال لا يكفي أبدًا لشراء ملابس الأطفال فقط  مع هذا الارتفاع الكبير للأسعار وهذا الغرور الذي يتمتع به التجار مما جعل الناس يقونون تمامًا أن العيد عيد العافية لا أكثر.
المقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده