آخر الأخبار
في عشق ريفك يا يمن
على قمم جبال شاهقة الارتفاع يعيش أبناء الريف اليمني حياة مليئة بالنقاء والصفاء.
إنهم يعيشون أجواءً تحمل نسمات من الفردوس، في ذلك الهواء الطلق الخالي تماما من دخان المصانع وحرائق النفايات.
فما فيه إلا رائحة الخبز المصنوع على تنانير الحطب، ورائحة الملوج الممزوج بالحلبة البلدية، والقهوة السمراء التي تخالط رائحتها الجو فتبعث فيه الانتعاش واللذة والنشاط الكبير.
وليس فيه من الأصوات إلا أصوات الأطفال بضحكاتهم الشهية وترانيم المزارعين في حقولهم وبعضًا من أصوات الأغاني لعشاقها وقت الصباح فمن أبناء الريف من يبدأ صباحه بصوت أيوب (صباح الخير) ويدندن في وقت المقيل بصوت أبي بكر سالم (وامغرد بوادي الدور ) وما أجمله من صوت غنىً عندما يكون ممزوجًا بنسمات الريف الهادئة ورذاذ المطر والغيوم الملبدة في سماء الريف الجميل.
كم هو جميل جو الريف اليمني في جباله ووديانه المليئة بالأشجار والمياة التي تتسلل في شق تلك الأودية لترسم لوحة ربانية فريدة من نوعها، ناهيك عن الأمان المطلق الذي يتمتع به الريف اليمني بعيدًا عن ضجيج الحرب ودس المؤامرات.
فهو الملجأ للناس من الحرب هذه التي أكهلت الحرث والنسل، وهو المخبأ من الأوبئة التي كادت أن تبيد الكثير من سكان المدن بسبب الازدحام الكبير الذي يحدث في الأسواق وغيرها،
هناك قرى ريفية ما زالت تتسم بهذا النقاء الفريد، تلك المناطق التي لم تلطخ بدم الحرب والخراب فهي الملجأ الذي يلجأ إليه الناس باحثين عن أمن من الحرب وآمان من الموت بسبب الأمراض فتكون لهم وقاء من ذلك كله.
كم من أناس اليوم غادروا المدن عائدين للأرياف التي غادروها قبل ذلك بحثا عن حياة بها الرفاهية -كما كانوا يزعمون- ، فلقد عادوا اليوم ليشهدوا أن حياة الريف هي الحياة الجميلة الآمنة من المخاطر المحدقة ببني الإنسان.
وكثيرون هم الذين بدأوا بتشييد المباني في الأرياف تاركين المدن للمتخاصمين عليها، فهناك من عاد لريفه بعد غياب دام عشرات السنوات وهناك من عاد بعد أكثر من ذلك.
حقًا إن حياة الريف فيها من المتعة ما يُعجز القلم عن الوصف وفيها من الأمان ما يثير الرغبة للعيش هناك فحياة الريف متعة وأمان.