آخر الأخبار

حياتي ثمينة لن أفقدها.. هكذا انتصر الشاب محمد على سرطان الدماغ رغم ضعف الإمكانيات

الشاب محمد

الشاب محمد

المهرية نت - تقرير خاص
السبت, 06 فبراير, 2021 - 09:27 صباحاً

بمجرد أن عرفت أن إصابتي هي ورم سرطاني شعرت أن الأرض ضاقت بي وأن لا مفر ولا مهرب، وأن لا سبيل سوى المقاومة إلى أن أنتصر؛ فالحل الآخر كان الاستسلام والتسليم وانتظار الموت الموت.

 

هكذا بدأ محمد خالد عنتر (29 سنة) خريج إذاعة وتلفزيون من كلية الاعلام جامعة صنعاء يتحدث عن معاناته بمرض السرطان ومعركته التي خاضها مع المرض.

 

يقول لـ"المهرية نت": أكتشفت إصابتي بمرض السرطان في أكتوبر 2017..  لا أنكر أنني بكيت  وشعرت بضيق تنفس وبدأت بضرب نفسي من شدة تخبطي وقلة حيلتي لكن سرعان ما استعدت توازني وقررت خوض رحلة العلاج بكل قوة وصلابة.


ويسرسل عنتر حديثه: هناك مشكلة أعاني منها بسبب العلاج الإشعاعي والتي تأتي بعد معاناة طويل في طوابير الانتظار والحجز وهي خلو منطقة في رأسي من الشعر وهذا ما يلفت انتباه الناس وأحياناً يدفعهم إلى التساؤل وهنا أبدأ بالتضايق.


ويعد مرض السرطان مرض فتاك يطارد اليمنيين في الريف والحضر في ظل غياب شبه كلي لوسائل مكافحته وانعدام الإمكانيات وندرة العلاج.


 يواصل الشاب محمد حديثه قائلاً: اكتشفت إصابتي بورم في الفص الأيمن من الدماغ بعد أن اغمي علي في الشارع وتم إسعافي على إثر ذلك وإجراء الفحوصات والأشعات اللازمة.


وفي سؤال "للمهرية نت" حول تعامل المجتمع اليمني مع المصاب بمرض السرطان، يجيب محمد : نعم تغيرت طريقة تعاملهم معي خاصة أهلي وأقاربي، صاروا أكثر خوفاً علي ومهتمين أكثر بي وحريصين على تجنيبي أي شيء قد يسبب لي الأذى أو المضاعفات.


وأضاف: لا توجد أسئلة معينة ولكن هناك مشكلة أعاني منها بسبب العلاج الإشعاعي وهي خلو منطقة في رأسي من الشعر.
وكان أصعب جزء هو ما بعد العملية لأنها تمت في جمجمتي لذا فقد كانت آلام رأسي قويةٌ جداً لدرجة البكاء بحرقة والصياح بعجز كلما باغتتني هذه الآلام.

حياتي ثمينة

حياتي ثمينة ولن أفقدها، بهذه الكلمات خاض محمد معركته ضد مرض السرطان قائلاً: كان مستوى الورم هو من الدرجة الثانية لهذا لم أخضع للعلاج الكيماوي ولكتفيت بالإشعاعي، ولا أظن بأنني كنت سأتوقف عن العلاج حتى وإن كان كيماويا لأن حياتي ثمينة ولن أفقدها بسبب بعض الآلام اللحظية التي لن تدوم طويلاً وعمرها منحصر بفترة تعاطي الجرعات.


وتابع قائلاً: من الناحية الإيجابية تغيرت نظرتي للحياة وأدركت قيمتها واكتسبت مزيداً من القوة في مواجهة عقبات الحياة.
"أما سلبياً فقد اكتسبت بعض الموانع والعقبات التي تجعلني ولو بنسبة بسيطة جداً عاجزاً عن ممارسة بعض الأنشطة التي قد تكون مهمة أحياناً".


واختتم عنتر حديثه قائلاً:  المرض قد يكون شيء صعب ولكنك تستطيع التعامل معه كصديق ومسايرته حتى النهاية بدون ضعف .. أنا طوال فترة مرضي لم أضعف وكنت نشيطاً ومرحاً وضحوكاً للغاية لدرجة أن الغالبية ممن عرفوني في فترة المرض لم يصدقوني أنني مريض، بل في أغلب الأحيان كانوا يظنون بأنني مرافق المريض، الإرادة هي أقوى سلاح ضد أي مرض، والسرطان لا يقتل القوي بل إنه ينتصر على الضعيف.


أرقام مفزعة

أوضحت آخر التقارير الصحية الصادرة عن وزارة الصحة بصنعاء والواقعة تحت سيطرة الحوثيين عن وصول عدد مرضى السرطان إلى 72 ألف خلال سنوات الحرب وأن هناك تسعة آلاف حالة بمرض السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة بين الأطفال، لافتاً إلى وفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض.


ويقول التقرير الذي اطلع "المهرية نت" عليه أن هناك ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة وأن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي