آخر الأخبار

في يومهم العالمي..أطفال اليمن يصارعون معاناة مريرة فاقمها الوضع المعيشي المنهار ( تقرير خاص )

أطفال اليمن يواجهون أزمات متعددة

أطفال اليمن يواجهون أزمات متعددة

المهرية نت - إفتخار عبده
الخميس, 21 نوفمبر, 2024 - 10:21 صباحاً

صادف يوم أمس الأربعاء، الموافق 20 نوفمبر اليوم العالمي للطفل، ويحتفي العالم بهذه المناسبة من أجل تعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم، فيما يعيش أطفال اليمن معاناة مريرة نتيجة الصراع، فاقهما الوضع المعيشي المنهار.

 

وقد حرمت الحربُ أطفالَ اليمن من حقهم في الحياة الكريمة ليعيشوا في بعدٍ تام عن التعليم الجيد والصحة الجسدية والنفسية والأمن، تتخطفهم أيادي العنف، وتقذف بهم أمواج الغلاء المعيشي من مأساة إلى أخرى.

 

ويوم أمس الأربعاء، أعلنت الأمم المتحدة، أن 9.8 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية، كما وضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "في اليمن، بأنه يحتاج 9.8 مليون طفل إلى شكل أو أكثر من أشكال المساعدة الإنسانية".

 

*وضع كارثي

 

بهذا الشأن يقول، رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أحمد القرشي" يعيش أطفال اليمن وضعًا كارثيًا في مختلف نواحي الحياة، المعيشية والتعليمية والصحية، والأمن والعدل الحماية، وفي كل مناحي الحياة".

 

وأضاف القرشي لموقع" المهرية نت " الملايين من أطفال اليمن اليوم يتعرضون للإهمال وسوء المعاملة بسبب الحرب التي تدور من سنوات طوال، والحرب في اليمن قد ألقت بظلالها القاتل على الأطفال وأدت إلى انهيار منظومة عدالة وحماية الأطفال في البلاد وتسببت بكارثة كبيرة، اقتصادية ومعيشية؛ الأمر الذي جعل الطفل اليمني هو المتظرر الأكثر".

 

وأردف" لدينا أكثر من خمسة ملايين طفل بلا تعليم، وما يقارب هذا العدد من الأطفال الذين يتم استغلالهم في عمالة الأطفال بالإضافة إلى حرمانهم من الصحة والأمان وممارسة الحياة الطبيعية".

 

وتابع" هذه الأوضاع الصحية التي يعيشها الأطفال في اليمن تسببت وسوف تتسبب لعقود قادمة بكارثة اقتصادية وأمنية على اليمن وعلى المنطقة برمتها، ولم تتضرر اليمن وحدها؛ بل دول الجوار أيضا متضررة من الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال اليمن".

 

*نزوحٌ وحرمان

وواصل القرشي حديثه لموقع" المهرية نت" ازدادت الأوضاع الأكثر سوءًا في اليمن منذ عشر سنوات- على الأقل- إذ بلغت الحروب جميع المحافظات اليمنية بدون استثناء، مع تفاوت نسبي في حدتها، ولكن هذا أدى إلى نزوح الملايين، غالبيتهم من النساء والأطفال وهذا الأمر أدى إلى حرمانهم من احتياجاتهم الحياتية واليومية التي ينبغي أن تكون متوفرة لهم على الدوام".

 

*طفولةٌ مفقودة

 

في السياق ذاته يقول الناشط الاجتماعي، مكين العوجري" الطفولة الحقيقية في اليمن مفقودة منذ عشر سنوات، اليوم الأطفال محرومون من جميع حقوقهم بما فيها التعليم فهناك جيل كامل على مدى عشرة أعوام لم يتلق التعليم الجيد أو حتى أدنى مستويات التعليم خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها أرباب الأسر وفي ظل حرمان المعلمين من مرتباتهم". 

 

وأضاف العوجري لموقع" المهرية نت" الكثير من أطفال اليمن اليوم يلجؤون إلى الشوارع أو التسكع في الأماكن العامة أو يعملون في أماكن مختلفة بمهن وأعمال تفوق قدراتهم الجسدية ".

 

وتابع" هناك من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العشر سنوات إلى الثمانية عشرة سنة وهم لا يمتلكون أدنى معرفة في الجانب التعليمي وهذا يرجع إلى الحرب في الدرجة الأولى وإلى مآلاتها من انقطاع المرتبات والانهيار الاقتصادي المتسارع".

 

وأردف" اليوم أقل وصف يمكن أن يطلق على أطفال اليمن هو أنهم أطفال مسلبوا الطفولة، لا يعرفون الألعاب ولا الرفاهية والهدوء والسكينة التي ينبغي أن يعيشوها في هذه المرحلة؛ فهم اليوم لا يعيشون حياتهم الطبيعية على الإطلاق؛ لأنهم يعيشون في ظل العنف والصراع وكل الأساليب التي لا تتناسب مع أعمارهم وقدراتهم العقلية والجسدية".

 

وتابع" الأسر اليمنية اليوم أصبحت غير قادرة على تحمل تكاليف الأطفال من حيث مصاريف التعليم أو الترفيه لهم؛ فأغلب الأسر اليوم تكافح فقط من أجل إطعام أطفالها ليبقوا على قيد الحياة وإن فقدوا أشاء كثيرة غير ذلك، أما مسألة الإنفاق على الأطفال لأجل اللعب والكسوة فقد أصبحت بعيدة المنال عن غالبية الأطفال".

 

*الهجرة الداخلية

 

 وأشار العوجري في حديثه لموقع" المهرية نت" إلى أن" الكثير من أطفال اليمن اضطروا إلى الهجرة الداخلية من أجل الحصول على العمل في ظل غياب فرص العمل في المناطق التي يعيشون فيها، وهم بهذه الحال قد فقدوا احتواء الأهل الذي هم يحتاجونه في هذه المرحلة وذهبوا لحياة التشرد والبعد واستغلال أرباب العمل لهم ليعملوا ساعات طوال مقابل القليل من المال، سواء في البوفيات والمطاعم أو ورش الحديد والمحال التجارية".

 

وواصل" أعرف الكثير من الأطفال من تحولوا إلى عمالة، يذهبون إلى عدن وحضرموت أو إلى مأرب وغيرها من المناطق التي توجد فيها حركة اقتصادية، ويعملون فيها مقابل أجر زهيد ليعوضوا ما فقدوه من الحياة وليساعدوا أسرهم على تخطي عقبات الفقر؛ خاصة تلك الأسر التي ليس لديها معيل ممن مات في الحرب أو بسبب الظروف الاقتصادية أو أصيب بحالة نفسية فاليوم أغلب الأسر أصبحت تعتمد على الأطفال في حصولها على مقومات الحياة".

 

*ضحايا صراعات سياسية

 

بدوره يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي" أطفال اليمن يعانون كما يعاني آباؤهم من وضع معيشي منهار وحالات نفسية سيئة؛ فقد أصبح الأطفال في اليمن ضحايا صراعات سياسية لا تنتهي وهم من يدفعون ثمن الجشع والطمع الذي يمارسه الساسة واللاهثون وراء المناصب".

 

 

وأضاف الجبزي لموقع" المهرية نت" يفتقر أطفال اليمن لأبسط حقوقهم كالتعليم الجيد والصحة والأمن الغذائي والنفسي والصحي.. وغيرها من حقوق الأطفال التي يتنعم بها الأطفال في العالم".

 

وأردف" الأطفال في اليمن ما يزالون يدفعون ثمن أخطاء قادة سياسين أدخلوا البلاد في حرب لا نهاية لها؛ فاليوم الكثير من الأطفال ذهبوا للبحث عن عمل من أجل سد رمق جوعهم ومساعدة أسرهم في مواجهة متطلبات الحياة، ومن أجل هذا تسرب الآلاف من الأطفال من المدارس".

 

وتابع" تسرب الأطفال من المدراس خلال العشر السنوات الماضية ليس هروبا منها وكرهًا لها؛ ولكن الظروف المعيشية الصعبة والواقع المر الذي يعيشونه من أجبرهم على ذلك، في ظل وضع اقتصادي يصعب على الكبار أن يعيشوه أو يتعايشوا معه فكيف بمن هم أطفال". 

 

وواصل" اليوم الشوارع والأسواق والجولات ملئية بالأطفال الذين يبحثون عن عمل ولو بسيط؛ من أجل مواجهة الوضع الاقتصادي المنهار .. البعض منهم يعملون لأنهم فقدوا آباءهم في الحرب تراهم يعملون من أجل أن يوفروا مصاريف لأهلهم وأسرهم ومنهم من يساعد أهله على تخطي صعوبات الحياة".

  

 

وختم قائلا " مأساة الطفل اليمني موجعة؛ فهو يعيش في بلد دمرته الحرب ومزقته الصراعات السياسية، لم يذق طعم الطفولة وحُمِّل من الهموم والمآسي ما تنوء عنها الجبال، وهو في سن صغير كان من المفترض أن يعيشه في ظل الأمن والأمان واللهو واللعب والمرح".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية