آخر الأخبار
احتفاء غير مسبوق.. كيف أحيا اليمنيون ذكرى ثورة 14 أكتوبر ؟ (تقرير خاص)
إحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر
الثلاثاء, 15 أكتوبر, 2024 - 11:15 صباحاً
في الذكرى الـ 61 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، يستذكر اليمنيون اليوم هذا التأريخ العظيم بمزيد من الزهو والافتخار، وينظرون للواقع بمزيد من الحذر، في ظل انتشار المليشيات الطامعة بتمزيق اليمن والمنفذة لرغبات أجندات خارجية.
وعلى الرغم من الواقع الاقتصادي والمعيشي المنهار، فقد حظيت ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر هذا العام باحتفالات بهيجة وكرنفالات وحشود غير مسبوقة، في شمال اليمن وجنوبه، ومن كافة شرائح المجتمع وأطيافه السياسية والحزبية.
واحتفى الملايين من اليمنيين داخل اليمن وخارجه بهذه المناسبة العظيمة التي تحرر فيها جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثمًا عليه مدة 129عامًا، مارس خلالها القمع والاستبداد والظلم بكافة أنواعه على اليمنيين في الجنوب وقتذاك.
مسيراتٌ حاشدة وكرنفالات كبيرة وألعابٌ نارية ملأت الأجواء، شهدتها العديد من محافظات اليمن شمالاً وجنوبًا، أظهرت مدى يقظة اليمنيين ورفضهم القاطع للتدخلات الخارجية التي تصفها بالاستعمار الجديد ذي الوجه المختلف.
ويتخذ اليمنيون هذه المناسبات الوطنية درعًا منيعا ورسالة قوية لكل المتآمرين على الوطن، منذرين إياهم بالهلاك كما هلك سابقوهم، مؤكدين سيرهم على نهج الآباء والأجداد حتى يتم تحقيق أهداف ثوراتهم.
وفي هذا الشأن يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي" على الرغم من التدهور الاقتصادي المريع، والحالة المعيشية الصعبة نتيجة الانهيار المتسارع للعملة المحلية والتي تعدت حاجز الـ 500 أمام الريال السعودي؛ إلا أن اليمنيين يحتفلون بذكرى الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر مؤكدين أن هذه الثورات لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الأجيال النضالية، وأنهم سيسيرون على نهج هذه الثورات مهما كانت هناك من عوائق وعثرات ".
وأضاف الفاتكي للمهرية نت" هذه الثورات ستظل خالدة مخلدة في أذهان اليمنيين وسيظلون يناضلون على خطى أهداف ومبادئ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر مؤكدين على أن كل المشاريع الرامية إلى العودة باليمن إلى الوراء، والرامية أيضًا إلى القضاء على أهداف هاتين الثورتين أنها ستبوء بالفشل بكل تأكيد".
وأردف" عاش الشعب اليمني زخمًا ثوريًا غير مسبوق قبل أيام بالاحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر واليوم يعيش ابتهاجًا كبيرًا واحتفاءً غير مسبوق بثورة الرابع عشر من أكتوبر في شمال اليمن وجنوبه، ومن الطبيعي أن تستمر هذه الشعوب في مرحلة كفاح مستمر حتى تصل إلى ما تصبو إليه".
وتابع" ثورة الرابع عشر من أكتوبر حققت حلم اليمنين في جنوب اليمن بالتحرر من الاستعمار البريطاني، واليوم ما تزال هذه الثورة قائمة ومتمثلة بهذا الجيل الثوري الذي يقيم بهذه المرحلة زخما ثوريا كبيرا على منوال زخم الآباء والأجداد في مرحلة نضال وكفاح مستمر باسترداد الثورة من أجل استعادة الدولة المسلوبة".
وأشار الفاتكي إلى أن" أبناء وأحفاد ثوار الرابع عشر من أكتوبر ما زالوا يشدون عضد أبناء وأحفاد سبتمبر وما زال اليمنيون سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية أو الشرقية.. ما زالوا يعيشون مرحلة من النضال والكفاح في ظل هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد؛ لأن الثورة اليمنية هي ثورة واحدة ووجدان الشعب اليمني هو وجدان واحد".
وزاد" قدر اليمنيين المشترك سواء في الشمال أو الجنوب ألحَّ على اليمنيين أن يستمروا بمقاومة الاستعمار بكافة أطيافه وتوجهاته، من أولئك الذين يحاولون إعادة اليمن إلى الوراء، فاليمنيون دائما تواقون إلى الحرية والكرامة؛ ولهذا هم مستمرون بروح النضال، ومتمسكون بثورتهم التي أشعلها الآباء من أجلهم مستمرون بهذا الكفاح حتى تحقيق أهداف ثورتهم".
وواصل" هذه الاحتفالات البهيجة التي شهدتها وتشهدها اليمن هذا العام توضح بكل تأكيد أن اليمنيين على الرغم مما يعانونه إلا أنهم سيقفون حاجزَ صدٍ أمام كل المشاريع التآمرية الرامية إلى النيل من استقرار واستقلال الوطن وسيادته كما تؤكد أيضا أن اليمنيين سيظلون في كفاح مستمر حتى تحقيق ما يتمنونه وما يصبون إليه من العيش تحت كنف دولة مستقرة تمنحهم العيش الكريم تحت سيادة الدستور والقانون".
*طابع عفوي
في السياق ذاته يؤكد الصحفي مكين العوجري قائلًا" احتفل الشعب اليمني بأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر هذا العام بشكل مختلف تماما عن الأعوام السابقة، الاحتفالات هذا العام غلب عليها طابع العفوية وخاض فيها المواطنون من كافة الأطراف والتجمعات والتكتلات الحزبية والسياسية والعسكرية وكان الحضور الأبرز للمواطنين التواقين إلى دولة مستقرة يسودها النظام والقانون".
وأضاف العوجري للمهرية نت" هذه الاحتفالات الشعبية والاجتماعية العامة ترسل للعالم مدى تمسك اليمنيين بقيم الجمهورية وأهداف الثورات الوطنية وأنهم لن يكونوا إلا ثوارًا أحرارًا وباحثين عن الكرامة، يرفضون الذل والخضوع، ويرفضون كل مسميات العبودية والاضطهاد".
وأشار إلى أن" الاحتفالات بالذكرى الـ 61 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة قامت في العديد من المحافظات اليمنية في الشمال والجنوب وكل محافظة لها طابعها الخاص في عدن وحضرموت والمهرة والضالع وتعز ومأرب وغيرها، كانت جميعها احتفالات بهيجة وما تزال هناك احتفالات ستستمر لأيام بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، وهذا الأمر يعكس مدى وعي اليمنيين بأهمية هذه الثورة والحركات الثورية بشكل عام التي قامت ضد الظلم سواء المستعمر البريطاني أو المستعمر الجديد".
وتابع" الحشود للاحتفال بثورة الرابع عشر من أكتوبر كبيرة سواء في الشمال أو الجنوب والحضور كان لافتًا في هذه الكرنفالات التي شهدت خطابات فنية وتواجدًا جماهيريًا عفويًا للغاية دون أن يكون هناك أي دور للسلطة في الحشد أو الدفع بهم لحضور هذه الاحتفالات فقط هي دعوة ولباها المواطنون لأنهم يحبون هذا الوطن بهذا الشكل الذي أظهروه من خلال هذه الاحتفالات".
وواصل" اليمنيون اليوم اكتسبوا وعيًا كبيرا بأهمية الثورة وقيمة هذه الثورة التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني والقمع والاضطهاد الذي كان يمارسه ضد اليمنيين آنذاك؛ ولهذا خرجت الجماهير الكبيرة في جنوب اليمن وشماله لترسل رسالة أن اليمنيين يقظين وهم ضد أي تدخل خارجي بشأنهم".
*إيصال رسالة للمستعمر الجديد
من جهته يقول المواطن عبد الحكيم أحمد" خرجنا نحتفل بالذكرى الواحدة والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وكلنا أمل بأن تتحرر اليمن من المليشيات الموجودة في شمال اليمن وجنوبه والتي تمثل اليد اليمنى للمستعمرين الجدد الطامعين باليمن وثرواته".
وأضاف أحمد للمهرية نت" نحن اليوم نستذكر تأريخ آبائنا الأحرار وفي الوقت نفسه نعاهد أنفسنا ووطننا بأننا على درب أولئك الأحرار سنمضي ولن ترك يمننا تعبث بها المليشيات، ويحقق الخارج منها رغباته المنشودة".
وأردف" اليوم الملايين من اليمنيين خرجت للشوارع ولها رسالتها التي تريد أن توصلها للعالم وهي أنه حتى وإن عاد الاستعمار بوجه مختلف فثوار الرابع عشر من أكتوبر ما يزالون بيننا وأرواحهم وعقولهم موجودة هنا ولكن في هذا الجيل الذي سيتصدى لكل اعتداء".
وتابع" ينبغي على المليشيات أن تعي تماما أنها لن تدوم طويلا فبطبيعة الحال العدو هالك لا محالة طال الزمن أو قصر، وعلى كل اليمنيين أن ينظروا للماضي بعيد الاعتبار وهم مخيرون بين أن يذكرهم التأريخ بالأعداء أو يذكرهم بأنهم كانوا أحرارًا لم يقبلوا أي ظلم عليهم أو على أوطانهم".
وواصل" أكتوبر مجيد كل عام واليمن واليمنيين بخير وببعدٍ عن الملشنة والتمزيق والانسياق وراء الأطماع التي لا شيء منها سوى الخراب والدمار للأرض والإنسان".