آخر الأخبار

مجلة بريطانية: الاتحاد الأوروبي يولي أخيرًا اهتمامًا جادًا بأزمة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)

المهرية نت - ترجمة خاصة
الثلاثاء, 27 أغسطس, 2024 - 05:39 مساءً

نشرت مجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية، التي تهتم بالثقافة والسياسية والشؤون الجارية، مقالًا للكاتب إيليوت ويلسون، وهو كاتب ومحلل للشؤون السياسية والدولية والأمنية، تحت عنوان: الاتحاد الأوروبي يولي أخيرًا اهتمامًا جادًا بأزمة البحر الأحمر.

 

وبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى حادثة اشتعال النيران في ناقلة النفط اليونانية التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام في البحر الأحمر بعد تعرّضها لهجوم من الحوثيين؛ وقال الكاتب إن بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية في المنطقة "أسبيدس" حذّرت من كون الناقلة تمثل "خطراً ملاحيًّا وبيئيًّا خطيراً"، وأن الحريق "قد يؤدي إلى كارثة بيئية حادة ذات آثار مدمّرة على التنوع البيولوجي في المنطقة".

 

وأضاف: "في تطور خطير، هاجم الحوثيون الناقلة يوم الأربعاء الماضي، إلا أن الفرقاطة الفرنسية فوربين تمكنت - لاحقًا - من إجلاء طاقم السفينة المكون من بحارة فلبينيين وروس يصل عددهم إلى 25 بحارًا، بالإضافة إلى أربعة من أفراد الأمن الخاص، ونقلتهم إلى القاعدة الفرنسية المشتركة في جيبوتي.

 

واعتبر الكاتب إيليوت ويلسون أن "من الواضح أن بعثة الاتحاد الأوروبي محقة في تسليط الضوء على خطر تسرب نفطي كبير في البحر الأحمر. حيث يمكن أن يؤدي تسرب ما يقدر بمليون برميل من النفط إلى كارثة بيئية تفوق حجمها أربعة أضعاف حادث إكسون فالديز في عام 1989. ومع ذلك، يمكن أيضاً القول إن هذه الأزمة ربما كانت أقل احتمالاً لو كان الاتحاد الأوروبي قد استجاب بشكل أسرع وأكثر حزماً لأزمة البحر الأحمر".

 

وأشار إلى أن الحوثيين بدأوا في 19 نوفمبر 2023 بمهاجمة السفن الإسرائيلية، العابرة لمضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي، قبل أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عملية "حارس الازدهار"، وهي مهمة بحرية متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية الملاحة التجارية وتعزيز الأمن الإقليمي.

 

وقال: "كانت خطورة الوضع واضحة، حيث أن 30% من حركة الحاويات العالمية تمرّ عبر البحر الأحمر، وإذا أصبح هذا الطريق غير آمن، فسيتعين على السفن التفكير في مسار أطول وأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح".

 

وتابع: سارعت المملكة المتحدة إلى دعم عملية "حارس الازدهار"، حيث انضمت المدمرة "إتش إم إس دايموند" إلى قوة العمل، وتم تعزيزها بسرعة بفرقاطتين من نوع 23، وهما إتش إم إس ريتشموند وإتش إم إس لانكاستر. في البداية، أعلن البنتاغون أن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ستشارك أيضاً، لكن هذه الدول انسحبت في غضون أيام.

 

حيث أكدت وزارة الدفاع الفرنسية أن قواتها العسكرية الموجودة في المنطقة ستبقى تحت قيادتها الفرنسية. أما إيطاليا، فأعلنت عن نشر الفرقاطة "فيرجينيو فاسان" في البحر الأحمر لحماية السفن التجارية الإيطالية فقط. ورفضت إسبانيا المشاركة تحت القيادة الأمريكية، مشيرةً إلى أنها ستشارك فقط في مهمة يقودها حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.

 

في فبراير، وافق المجلس الأوروبي على إنشاء عملية "أسبيدس" البحرية، التي بدأت في 19 فبراير وستستمر لمدة عام. ومع ذلك، أكدت الخدمة الأوروبية للعمل الخارجي أن المهمة ستكون "دفاعية بحتة". كانت هذه إشارة ضمنية إلى الضربات الصاروخية والجوية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد مواقع الحوثيين في اليمن في الشهر السابق. وبحلول الوقت الذي بدأت فيه مهمة الاتحاد الأوروبي، كانت 32 سفينة قد تعرضت لهجمات من قبل الحوثيين، على الأقل أربعة منها تحمل أعلام دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي؛ وفق المجلة البريطانية.

 

وأشار الكاتب في مقاله أن "الاتحاد الأوروبي كان متأخراً في استجابته، وتصرّف بحذر مفرط لأسباب سياسية داخلية: حيث سعت الدول الأعضاء إلى إظهار استقلالها عن الولايات المتحدة، وتجنبت التصعيد العسكري من خلال التأكيد على أهمية عدم الدخول في صراع مسلح جديد. وقد أدى هذا الوضع إلى تحمل الولايات المتحدة وعدد قليل من الحلفاء الرئيسيين، مثل المملكة المتحدة، العبء الأكبر من العمليات العسكرية ضد الحوثيين..".

 

وأضاف: "قامت البحرية الأمريكية بنشر مجموعة حاملة طائرات تضم مدمرتين، واثنتين من الطرادات، وتسعة أسراب من الطائرات الحربية، بالإضافة إلى أصول أخرى مثل الغواصات، في حين قامت البحرية الملكية البريطانية بنشر أربع سفن حربية بالتناوب في هذه المهمة. وقد شنت طائرات تايفون إف جي آر 4 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، انطلاقاً من قاعدة أكروتي، غارات جوية".

 

وتساءل: هل كان من الممكن تحقيق تقدّم أكبر في الحملة ضد الحوثيين لو تم حشد دعم عسكري أوسع من دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واليونان؟!

 

وأشار الكاتب في مقاله للمجلة البريطانية ان الاتحاد الأوروبي لم يولي الاهتمام الكافي لهذه الأزمة. في حين يكتفي أعضاؤه بالتنديد بمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، لم يدركوا أن محاولات إغلاق الملاحة البحرية في البحر الأحمر تشكل تهديدًا خطيرًا على التجارة العالمية وسلاسل التوريد والنظام الدولي بأكمله".

 

وقال: "إن الاستراتيجية الدفاعية وحدها لا تكفي لمواجهة التهديد الحوثي المتصاعد، فالحوثيون لن يتوقفوا عن شن هجماتهم، وسيستمرون في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ التي ستنجح في بعض الأحيان في الوصول إلى أهدافها وإغراق السفن".

 

واختتم الكاتب مقاله في "ذا سبيكتاتور" بالقول: "نحن نأمل ألا تتحول سفينة سونيون إلى كارثة بيئية، ولكننا نأمل أيضًا أن تكون هذه الحادثة بمثابة صدمة للاتحاد الأوروبي تدفعه إلى إدراك خطورة الوضع البيئي في البحر الأحمر، ولا بد من هزيمة الحوثيين بالقوة العسكرية لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية. لا مجال للتردد أو التهاون. لا يمكننا أن نخسر هذه المعركة".

 

*لقراءة المادة الأصلية من هنا




تعليقات
square-white المزيد في ترجمات