أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية ، اليوم الأربعاء، أن قوات السعودية ارتكبت انتهاكات مرعبة بحق المدنيين في محافظة المهرة، أقصى شرقي اليمن.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن" القوات العسكرية السعودية والقوات اليمنية المدعومة من السعودية نفذت انتهاكات خطيرة ضد اليمنيين منذ يونيو/حزيران 2019 في محافظة المهرة".

وأضاف التقرير أن:" الانتهاكات شملت الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والنقل غير القانوني للمحتجزين إلى السعودية".

وحسب التقرير، وثقت المنظمة قضايا 16 شخصا احتجزتهم القوات السعودية واليمنية المتحالفة تعسفا في محافظة المهرة بين يونيو/حزيران 2019 وفبراير/شباط 2020، حيث نقلت قوات الأمن السعودية 11 من أصل 16 إلى المملكة.

  ونقل التقرير عن مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش قوله إن : "الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها القوات السعودية وحلفاؤها اليمنيون ضد سكان المهرة المحليين هي أمر مرعب آخر يُضاف إلى قائمة الأعمال غير القانونية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن".

وأضاف:" السعودية تُضّر بسمعتها بشدة لدى اليمنيين عندما تُنفّذ هذه الممارسات التعسفية ولا تُحاسب أحد عليها".

وتابع:" على الحكومتين السعودية واليمنية الإفراج فورا عن اليمنيين المحتجزين أو الذين نُقِلوا بغير وجه حق إلى السعودية والتحقيق في التعذيب المزعوم والاختفاء القسري من قبل قواتهم في المهرة".

وطالب بيج فريق "الخبراء البارزين المعني باليمن التابع للأمم المتحدة" التحقيق في هذه الانتهاكات، بهدف محاسبة المسؤولين".

وشدد التقرير على أن القوات السعودية في اليمن مُلزمة بالتقيّد بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما شدد على القوات السعودية بأن تُعامِل الأشخاص المحتجزين لأسباب أمنية بطريقة إنسانية، وإذا اعتقلت شخصا للاشتباه بارتكابه جريمة جنائية، ينبغي إحالته إلى الحكومة اليمنية للتحقيق معه ومقاضاته.

 ونقل التقرير عن سكان قولهم إن" القوات السعودية والمدعومة من السعودية اعتقلت بشكل تعسفي متظاهرين كانوا يحتجون على وجود القوات السعودية، وغيرهم من السكان المحليين غير المرتبطين بالاحتجاجات، في الغيضة عاصمة المهرة".

وقال محتجزون سابقون، حسب التقرير، إنهم اتُهموا بدعم معارضي السعودية، واستُجوبوا وعُذِّبوا في مرفق احتجاز غير رسمي في مطار المدينة يُشرف فيه ضباط سعوديون على القوات اليمنية الموالية للسعودية".

ونقل التقرير عن عائلات المحتجزين قولها إن القوات السعودية أخفت قسرا خمسة محتجزين على الأقل لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر بينما نقلتهم بشكل غير قانوني إلى السعودية ولم تُقدم معلومات عن مكانهم.

كما نقل عن أربعة مسؤولين في الحكومة المعترف بها دوليا، ومحتجزين وناشطين سابقين قولهم إن الضباط السعوديين والقوات اليمنية المدعومة من السعودية يديرون منشأة احتجاز غير رسمية في مطار الغيضة في المهرة.