آخر الأخبار

صحفي يمني يسخر نشاطه في توثيق التراث الغنائي وأرشفته

محمد سلطان اليوسفي

محمد سلطان اليوسفي

المهرية نت - وكالات
الإثنين, 24 يوليو, 2023 - 11:32 صباحاً

بشغف كبير واهتمام لافت يواصل الصحافي اليمني محمد سلطان اليوسفي نشاطه الفني الملحوظ في توثيق وأرشفة التراث الغنائي الذي تزخر به بلاده المعروفة بحب الفن والغناء والموسيقى رغم أوجاع الصراعات المستمرة.

 

الشاب اليوسفي الذي تخرج في كلية الإعلام بجامعة صنعاء قبل سنوات يفخر بنشاطه الفني الهادف إلى الحفاظ على تراث بلاده الغنائي من الضياع، خصوصا في ظل القصور الحكومي الكبير في أرشفة الفن وتوثيقه نتيجة ظروف البلاد الصعبة.

 

ويفيد اليوسفي بأن “أسبابا كثيرة دفعته إلى الاهتمام بجمع الأغاني اليمنية من عدة مصادر، وتوثيقها وأرشفتها ومن ثم القيام بنشرها”.

 

ويشير إلى أن ميوله الشخصية وحب الاستماع لرواد الغناء اليمني كانا المنطلق الأول لهذا النشاط.

 

ومع استمراره في الاستماع للفن اليمني، والبحث والقراءة حول الغناء في بلاده، تكونت لديه أفكار كثيرة حول الغناء المحلي بمختلف ألوانه.

 

وأضاف اليوسفي “مع هذا الاهتمام رأيت أن أكوّن مكتبة صوتية تضم التسجيلات الفنية والكتب والأبحاث التي تتناول الغناء اليمني، ومع متابعتنا للإعلام وبالأخص الوسائل الجديدة كيوتيوب وفيسبوك والمدونات، وجدنا أن هناك فوضى عارمة في النشر تتمثل بنسبة بعض الأعمال الغنائية إلى غير أصحابها، وفي هذا ضياع للحق الفكري للمبدع اليمني”.

 

وفي إطار شرحه لدوافع دخوله هذا المجال يوضح “لاحظت أن هناك خلطا والتباسا في معرفة بعض الأصوات الغنائية اليمنية القديمة بالأخص الأجيال الأولى، فبعض من يقومون بالنشر عبر هذه الوسائط يقعون كثيرا في الخلط وعدم التفريق بين تلك الأصوات وأسماء أصحابها فتجدهم ينسبون أعمالا هذا إلى ذاك أو العكس، فحرصت أن أصحح أشياء كثيرة صادفتها تتعلق بهذا الشأن”.

 

ويشدد اليوسفي قائلا “نشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الإرث الفني الضخم، وعلينا الحفاظ عليه بمختلف الطرق والأساليب، والتعريف به وبروّاده على نحو يسهم في تقديمه وإبرازه بشكل يليق بثرائه وتميزه، ونقله للأجيال المتعاقبة… الغناء اليمني يحمل هوّية وطننا الحبيب وتاريخه”.

 

ويتحدث اليوسفي عن حكاية شغفه الفني منذ طفولته “كنت في البداية مسكونا بالكثير من حب الاستماع إلى أغاني رواد الطرب اليمني سواء من المذياع، كإذاعات عدن وصنعاء وتعز ولحج، وكذلك إذاعة جيبوتي التي يصل بثها إلى قريتنا في ريف محافظة تعز، وكانت تخصص في فترة البث بالعربي مساحة كبيرة لبعض الأصوات اليمنية القديمة خصوصا الفنان عبدالقادر بامخرمة وغيره من المطربين اليمنيين”.

 

وأشار إلى أنه كان” كذلك يستمع للأشرطة المتوفرة، والتي هي من مقتنيات والده، إضافة إلى أشرطة قام بجمعها بعد ذلك”.

 

ومع سفره من ريف محافظة تعز إلى صنعاء ودراسته للإعلام في العام 2012 دشن اليوسفي النشاط الفني عبر الإعلام من خلال إجراء الحوارات الصحفية مع بعض الفنانين والأدباء، وخلال هذه الفترة تعرف على أناس مهتمين بالمجال الثقافي والفني، وبعضهم لهم أرشيفات تضم تسجيلات غنائية كثيرة منهم الأستاذ أمين درهم والدكتور عبدالله عبدالمجيد مسعود، وغيرهما.

 

 

وفي العام 2014 كانت هناك نقطة تحول في مسألة توثيق الفن، حيث أنشأ اليوسفي قناة على يوتيوب، ومنذ ذلك الحين ينشر فيها الكثير من التسجيلات الغنائية النادرة، التي لاقت اهتماما كبيرا من المتابعين.

 

ويقول في هذا الشأن “فتحت لي قناتي على يوتيوب نطاقا أوسع للتعرف على فنانين ومهتمين يزوّدوني بالكثير من التسجيلات، منهم أبومحمد المخلافي والفنان علوي صالح الكاف، وغيرهما ممن لهم باع طويل في التوثيق”.

 

ولم ينس اليوسفي الإشارة إلى أن” هناك أناسا مخلصين لهذا الإرث الغنائي، يحتفظون به، حيث قاموا بجمعه على مدى سنوات، مثل جهود ‛البيت اليمني للموسيقى والفنون’ بقيادة فؤاد الشرجبي الذي عمل ولا يزال يعمل على توثيق وجمع الكثير من التسجيلات الصوتية”.

 

ويتخذ اليوسفي عدة وسائل في ترويج الفن وتوثيقه وأرشفته، مثل نشر التسجيلات الغنائية عبر قناة يوتيوب، وبقية وسائل التواصل مثل فيسبوك وواتساب.

 

ويعرب اليوسفي عن سعادته من الأثر الإيجابي الذي تركه نشاطه الفني المستمر منذ سنوات. ويفيد قائلا “تصلنا آراء إيجابية تشيد بهذا الجهد، وبتميز نشاطي من قبل شخصيات كثيرة، وهذا يدفعنا إلى الاستمرار في النشاط بحب ودأب”.

 

وبيّن أن “الجمهور اليمني يعتز في الغالب بتراثه الغنائي ويفخر به، إلا أن جمهور هذه الروائع الغنائية يكاد يكون جمهورا نوعيا، فمعظم الشباب يذهبون إلى سماع الأغاني الجديدة التي تتوافق مع ميولهم، وهذا من حقهم، ولكن لا بد أن يكون لهم اهتمام بسماع الغناء اليمني القديم المتجدد بتجدد الكلمة واللحن والأداء”.

 

وفي رده على سؤال حول أبرز الفنانين الذين يكن لهم اهتماما أكبر يقول اليوسفي “صانعو الجمال ومهندسو الكلمة واللحن نكن لهم كل الحب والتقدير سواء مطربينا القدامى ممّن أوصلوا لنا هذا الإرث الغنائي العظيم، وكانوا كما وصفهم فناننا الكبير محمد مرشد ناجي (توفي عام 2013) بقوله: إن المطرب اليمني عبر هذه القرون أشبه ما يكون بالمحارب الحامل لراية الحرب في حومة الوغى إذا ما وافته المنية سلم الراية لمحارب آخر”.

 

 

وأضاف “كذلك نكن كل التقدير لفنانينا الشباب الذين يبدعون في هذه الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا”.

 

وفي تقييمه لأثر المطربين اليمنيين الجدد يتابع اليوسفي “التقييم في حاجة إلى قراءة متأنية للإنتاج الغنائي في الأعوام الأخيرة، ومتابعة جادة لكل جديد حتى يكون التقييم منصفا”. وأضاف “نسمع اليوم أصواتا شابة قوية لها مساحات صوتية مميزة، ولكن الصوت وحده لا يصنع لنا أغنية متكاملة، فالوسط الفني ـ مقارنة بالمراحل السابقة ـ يفتقر إلى النص الذي يتناسب مع الغناء ويفتقر بشكل أكبر إلى الملحن الجيد”.

 

ومع الظروف الصعبة التي يعانيها اليمن، يحتاج الفن أيضا إلى تطوير واهتمام ورعاية أكبر .وفي هذا السياق يقول اليوسفي “بات من السهل انتشار الأعمال الغنائية لتصير متاحة للمتابع في أيّ قطر من الأقطار، وذلك بفعل تطور وسائل التواصل التي جعلت العالم قرية كونية”.

 

وحول ما تحتاجه الأغنية اليمنية قال “لكي تعزز من حضورها عربيا، لا بد أن تقدم بأصوات الشباب المبدع والمتمكن وبإمكانيات موسيقية عالية”.

 

المصدر: وكالة الأنباء الألمانية( د. ب. أ )


تعليقات
square-white المزيد في محلي