آخر الأخبار

في يوم الصحافة اليمنية.. صحفيو اليمن في مرمى الجماعات المتطرفة

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 10 يونيو, 2020 - 01:19 صباحاً

 

حل يوم الصحافة اليمنية، فيما لا يزال الصحفيون اليمنيون يدفعون ثمناً باهظاً معمدا بالدم منذ أكثر من 5 أعوام هي عمر الحرب، في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

وتعيش حرية الصحافة في اليمن أسوأ مراحلها، حيث تتجاهل أطراف النزاع قضايا الصحفيين الإنسانية، وتعمل على الزج بملف الصحفيين في الصراعات والسياسية والحرب، إذ باتت الأطراف المتنازعة تقايض المختطفين الصحفيين بأسرى حرب، في تناقض مع كل القوانين والتشريعات الدولية والمحلية، واتفاقيات حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة.

 

ويوجد العشرات من المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، ومليشيا المجلس الانتقالي، بعضهم أمضى 5 أعوام، وتمارس بحقهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وباتت حياتهم مهددة بالخطر بعد تداول أنباء عن تفشي فيروس كورونا المستجد داخل السجون التي يقبعون، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

 

ويدفع الصحافيون في اليمن، ثمناً باهضاً جراء ممارسة علمهم، ويعيش الكثير منهم وضعاً مأساوياً، سواءً المختطفين أو النازحين، حيث بات العمل الصحفي في نظر أطراف الصراع "جريمة" وممتهن المهنة مطلوبا أمنياً بالنسبة إليها.

 

حملة إلكترونية للتضامن مع الصحفيين

 

وفي ذكرى يوم الصحافة اليمنية، أطلق نشطاء وصحفيون يمنيون، حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل، وذلك للتضامن مع الصحفيين ضحايا انتهاكات المليشيا الحوثية وغيرها من الجهات، في مبادرة تهدف إلى كشف حجم الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون، ولفت نظر العالم لقضيتهم الإنسانية، كما جاء في بيان تدشين الحملة.

 

وغرد الصحفي زكريا الكمالي تحت هاشتاغ #يوم-الصحافة_اليمينة، قائلاً: إنه منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، أصبح الصحافي "هدف سهل" لكل المليشيات المنتشرة داخل اليمن.

وأوضح في ذات التغريدة، أن الصحفي بات "لا يجرؤ على تعريف نفسه كصحفي ويمسح المهنة من جواز سفره، فيهرب إلى مواقع التواصل باعتبارها مكان آمن، فيتحول إلى هدف للذباب الإلكتروني، ولا يسلم من التحريض".

 

ووافق الصحفي وليد الراجحي، القول فيما ذهب إليه الكمالي، فقال هو الآخر، إن الحوثيون عملوا على طمس معالم الصحافة في اليمن، فاستولوا على القنوات الفضائية الرسمية والخاصة، وسطوا على الصحف والإذاعات المحلية، وحجبوا المواقع الإلكترونية، واتجهوا إلى الصحفيين قتلاً وخطفاً وتعذيباً وتشريداً وارتكبوا بحقهم أبشع الانتهاكات.

 

أما الصحفي رشاد الشرعبي، فقال في #يوم_الصحافة_اليمنية، إن مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي تصر على أن تذكر الصحفيين أنها الأخرى عدو للصحفيين، مستدلاً بإصدارها أوامر بالقبض على الصحفي فتحي بن لزرق في مدينة عدن.

 

الناشط زكريا الشرعبي، علق هو الآخر بالقول" فيما العالم يواجه جائحة فايروس كورونا بإخلاء السجون من جميع السجناء، تواصل جماعة الحوثي الانقلابية اختطاف 10 صحفيين يمنيين منذ يونيو 2015 بل وذهبت أبعد من ذلك لإصدار أوامر إعدام بحق أربعة".

 

 

وفي أول تعليق رسمي، شارك وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، بالحملة التضامنية، حيث أعلن عن تضامنه مع عشرات الاعلاميين والصحفيين والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي من منازلهم ومقار أعمالهم وزجت بهم خلف قضبان معتقلاتها غير القانونية ومضى على اعتقال غالبيتهم أكثر من خمس.

 

وقال ايضاً، إن الإعلام والصحافة في اليمن تعرض منذ الانقلاب الحوثي لأكبر موجة قمع وتنكيل في العصر الحديث لم يسبق لها مثيل بعد مصادرة ونهب جميع مؤسسات الاعلام الرسمي والأهلي من قنوات تلفزيونية وصحف وحجب المواقع الالكترونية وتصفية الصحفيين واخفائهم قسرياً.

 

من جهته، قال الصحفي والحقوقي همدان العليي، إن الحوثيون يعتمدون على عدد كبير من الأكاذيب التاريخية والدينية والسياسية والمجتمعية المعاصرة.

 

ولفت إلى أن مهمة كشف هذه الأكاذيب هي مهمة الصحفي والمثقف والمعلم والأكاديمي لعامة الناس. ولهذا يعتبر (الحوثي) أصحاب هذه التخصصات هم العدو الأشد خطورة.  

 

بدوره، ذكّر الصحفي عبدالباسط الشاجع، في #يوم_الصحافة_اليمنية، بقضية الصحفي الاستقصائي محمد العبسي، الذي قتل مسموما بصنعاء، واتهم  فريق الخبراء الأممي جماعة الحوثي بتصفيته بسبب كشفه فساد 3 من قادتها (هوامير النفط) وارتباطهم بالأسواق السوداء، وتهريب المشتقات.

 

اما شقيق أحد الصحفيين المختطفين وضاح محمد المنصوري، فقد ذكر في منشور له، بتحريض زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطابات سابقة، عناصره في استهداف الصحفيين، ووصفهم بأنهم خونة، ودعا إلى أن يكون هناك عمل في مواجهتهم.

من جانبها، أعلنت منظمة رايتس رادار الدولية، عن تشكيل لجنة حقوقية من عدد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان للمتابعة اليومية والمستمرة لإنقاذ حياة الصحفيين وكافة المختطفين والسجناء في اليمن.

 

وقالت المنظمة، إن بقاء الصحفيين طول خمس سنوات نتيجة كارثية للتغاضي عن سلوك القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، وغياب آليات فاعلة لمحاسبة المتورطين فيها، وتمثل نقطة سوداء في سجل حقوق الإنسان وحرية الصحافة زمناً بعيداً.

وفاة 38 صحفيا وإعلاميا منذ 2014

 

وبالمناسبة، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين، إن موجة العنف تجاه الصحفيين تتوسع في كل مناطق البلاد، لتبلغ تغييب حياتهم لافتة إلى مقتل 38 صحفياً منذ 2014.

 

وأضافت النقابة، "نشعر بأسى كبير أن تأتي هذه المناسبة وهناك 16 صحفيا يعانون الويلات في السجون، بعضهم صدرت بحقهم أحكام سياسية ظالمة بالإعدام من قبل جماعة الحوثي بصنعاء، فيما لا يزال هناك أيضا زميلان قابعان في سجون الحكومة بمحافظتي مأرب وحضرموت (شرق)، وآخر مخفي من قبل تنظيم القاعدة في حضرموت منذ العام 2015".

 

وتابعت: "يحتفل الصحفيون بيوم الصحافة، في ظل وضع شديد الخطورة، والوضع المزري لحرية الرأي والتعبير منذ 6 سنوات".

 

وجددت النقابة دعوتها لإطلاق سراح كافة الصحفيين المختطفين، وإيقاف سياسات العداء المستمرة ضد الصحافة والصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.

 

30 منظمة تدعو للإفراج عن الصحفيين

 

على الصعيد، دعت 30 منظمة حقوقية عربية ودولية، كافة الأطراف اليمنية، للإفراج الفوري عن الصحفيين كافة، دون قيد أو شرط، ومساءلة الأطراف التي تورطت في تعذيب وقتل الصحفيين وتقديمها للعدالة.

 

وحذرت المنظمات في بيان مشترك لها، وصل موقع "المهرية نت" نسخه منه، بمناسبة يوم الصحافة اليمنية، من سياسات المماطلة والتأجيل التي أسفرت عن استمرار بقاء الصحفيين رهن التعذيب والسجون، طيلة خمس سنوات.

 

وناشد البيان، سرعة الإفراج عن الصحفيين وسجناء الرأي والناشطين السياسيين كافة وفي مختلف السجون والمعتقلات التابعة لأطراف النزاع في اليمن، حرصا على حياتهم عقب تفشي جائحة كورونا في اليمن.

 

وأعلنت المنظمات الموقعة على البيان، رفضها لأي توظيف أو تسييس أو استغلال لقضية الصحفيين، كما تأسف لقبول أطراف الصراع بالزج بملف الصحفيين فيما يسمى ب "التبادل" معتبراً ذلك يتناقض مع كل القوانين والتشريعات الدولية والمحلية، واتفاقيات حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، ويعتبر انتهاكا خطيرا يجب أن يتوقف فورا.

 

كما، أعلنت المنظمات عن تضمانها، مع كافة الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا للتشريد والملاحقة والانتهاكات الخطيرة، ونطالب الجهات كافة بسرعة صرف مرتبات الصحفيين وتسوية أوضاعهم.

 

ودعت الأطراف اليمنية، إلى التوقف الفوري عن استهداف الصحفيين، أو التضييق عليهم وعلى الحريات الإعلامية بأي شكل من الأشكال.

 

وبمناسبة #يوم_الصحافة_اليمنية، ذكّرت المنظمات بمأساة تسعة صحفيين يقضون خمسة أعوام خلف القضبان، لدورهم في كشف انتهاكات حقوق الإنسان، حيث اختطفتهم جماعة الحوثي وزجّت بهم في سجونها.

 

وأعربت المنظمات، عن أسفها، لتجاهل الأطراف الفاعلة لقضية الصحفيين الإنسانية، وللدعوات التي طالبت بإنقاذ السجناء من خطر فيروس كورونا.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في محلي