تدشن محافظة المهرة، الجمعة، مرحلة جديدة من النضال السلمي ضد مخططات الفوضى الرامية إلى تحويلها قاعدة عسكرية لقوات أجنبية بمزاعم ومبررات فاشلة تخفي بداخلها مشروع خطير يسعى لاستعمار الأرض والإنسان.

وجاء التصعيد والخروج إلى الساحات بعد تحذيرات وبيانات متعددة أطلقتها لجنة اعتصام المهرة وقيادات قبلية ومكونات سياسية خلال الأيام الماضية تطالب برحيل القوات الأجنبية.

ويرى مراقبون أن العودة إلى ساحات النضال بعد توقفها بسبب كورونا خلال الفترة الماضية، أصبحت الخيار الوحيد لأبناء المحافظة لا سيما بعد جريمة القوات البريطانية الأخيرة،

وإعلان تواجدها بشكل صريح بعد أن كانت متواجدة في مطار الغيضة بشكل سري إلى جوار القوات السعودية المحتلة للمطار منذُ أواخر العام 2027.

والاسبوع الماضي كشفت “ديلي اكسبيرس” البريطانية عن إرسال لندن قوات إلى المهرة؛ للتحقيق في مزاعم استهداف سفينة اسرائيلية في بحر عُمان.

واستغلت بريطانيا حادثة السفينة الإسرائيلية لتمرير مخططاتها بالعودة إلى احتلال اليمن وسواحلها، بحجة مطاردة الجهات المستهدفة للسفينة.

وقبل الحادثة بأشهر أصدرت لجنة اعتصام المهرة بيانات عدة كشفت فيها عن تواجد قوات أمريكية وبريطانية إلى جانب السعودية في مطار الغيضة واستحداث سجون سرية لاستهداف المهرة وناسها.

وفشلت بريطانيا بتمرير حجتها وخرجت قبائل المهرة ومكوناتها السياسية تفند الرواية وتعتبر وصول قواتها إلى المحافظة انتهاك لسيادة اليمن واحتلال يجب وأده قبل أن تنفح رائحته النتنه في مناطق المهرة وسواحلها.

وقال اللواء محمد أحمد قحطان رئيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي وعضو مجلس الشورى في تصريحات صحفية إن البريطانيين موجودين منذ فترة في المهرة لكن بأعداد قليلة، ومنذ أيام قليلة تم تناقل أخبار بقيامهم بإضافة مجموعة جديدة تحت ذريعة تتبع الجهات التي قامت بضرب السفينة الإسرائيلية في بحر العرب، وتلك مبررات لصرف الناس عن تدخلهم غير المشروع والسافر في اليمن.

وأصدرت كافة القبائل والمكونات السياسية بيانات تستنكر مشاريع الفوضى وحذرت من استفزاز أبناء المحافظة المسالمين وطالبت برحيل كافة القوات الأجنبية.

وقوبلت تلك الدعوات والتحذيرات بتجاهل غير مسؤول، الأمر الذي دفع لجنة الاعتصام السلمي إلى استئناف الوقفات التصعيدية ضد “الاحتلال الأجنبي”، ودعت كل أبناء المحافظة للخروج والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية أمام مواقع ومعسكرات تتواجد فيها القوات السعودية والأجنبية.

وتدشن أولى فعاليات الانتفاضة الشعبية الجديدة عصر غدا الجمعة 20 أغسطس، في ساحة الأحرار شرق محيفيف مدينة الغيضة عاصمة المهرة، حماية للسيادة الوطنية ورفضاً لتواجد القوات الأجنبية، داعية المواطنين للمشاركة الفاعلة فيها.

اجماع غير مسبوق

يقول الناطق باسم لجنة الاعتصام علي بن محامد، أن الدعوة للاحتشاد جاءت بعد عدم الاستجابة لمطالب خروج القوات الأجنبية من المحافظة.

وأكد أن أعضاء اللجنة على اجتماعات مستمرة منذ قدوم القوات الأجنبية إلى مطار الغيضة، مشيراً إلى اجتماعات عقدت بالمكونات السياسية والأحزاب والشخصيات الاجتماعية حتى تم إقرار الحشد الجماهيري يوم الجمعة بمدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة".

ولفت إلى أن "الحشد الجماهيري المرتقب سيتوافد إليه من جميع مديريات ومناطق محافظة المهرة، من كل المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية للمجتمع المهري، وذلك للتنديد بالتواجد الأجنبي بمحافظة المهرة، وللمطالبة بخروجهم من المحافظة فورا.

من جانبه دعا مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي المواطنين والقبائل والشخصيات الإجتماعية والسياسية بمحافظة المهرة، إلى المشاركة القوية في الفعالية الكبرى المنددة والرافضة للوجود العسكري الأجنبي في المحافظة.

وأعلن المجلس تأييده لدعوة الشيخ علي سالم الحريزي زعيم مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي ورئيس لجنة الإعتصام السلمي في المهرة، بإقامة فعاليات ومهرجانات جماهيرية للتنديد بوجود القوات السعودية والإماراتية والبريطانية في المهرة.

والأحد، أقرت لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، في اجتماع لها برئاسة الشيخ الحريزي، خطوات تصعيدية ضد تواجد القوات الأجنبية في المحافظة، للمطالبة بسرعة رحيلها من خلال المسيرات والمهرجانات وخطوات تصعيدية أخرى.

وقال الشيخ الحريزي، إن "لجنة الاعتصام  السلمي تمثل اليمن بشكل عام لما لها من مواقف شجاعة في الدفاع عن السيادة الوطنية".

وناشد الشيخ الحريزي "جميع الأحرار اليمنيين مساندة أبناء المهرة في نضالهم ضد الاحتلال السعودي والإماراتي والتواجد البريطاني والأمريكي"، مؤكداً أن عزيمة أبناء المهرة صلبة لن تركع أو تلين، ولن تقبل إلا برحيل القوات الأجنبية.

الجماهير تتوافد إلى الغيضة

 وأكد القيادي في لجنة الاعتصام سعيد عفري، إن الجماهير بدأت بالتوافد منذ مساء الخميس، بالوصولِ إلى عاصمةِ المحافظةِ الغيضةِ للمشاركةِ في الفعاليةِ الجماهيريةِ يومَ غدٍ الجمعةِ.

وأضافَ عِفري أنَّ هناكَ إجماعاً من جميعِ المكوِّناتِ في المهرةِ على رحيلِ القواتِ الأجنبيةِ من المحافظةِ.

واستبعد القيادي في لجنة الاعتصام، أي احتمالات بوقوع صدام مع المحتشدين، لافتاً إلى أن أبناء المهرة وأحرار اليمن يقفون إلى جانب المطالب المحقة لأبناء المهرة باعتبارها مطالب وطنية قبل أن تكون فعالية احتجاج.

المهرة لن تكون ساحة صراع دولية

وفي سياق متصل أعلن وزير الدولة محمد عبد الله كدة، عن تأييده ودعمه لدعوة لجنة الاعتصام السلمية بالمهرة، للخروج ضد الوجود الأجنبي في المحافظة.

وأكد اللواء محمد كدة في تصريح لـ"المهرية"، أن محافظة المهرة تشهد وصول قوات أجنبية بشكل متكرر ودون مبرر، مشدداً رفضه تحويل المحافظة إلى ساحة صراع إقليمية ودولية.

وقال بن كدة، إن "أبناء المهرة لا يرغبون بالوجود العسكري للسعودية فكيف يقبلون بالوجود الأمريكي والبريطاني، وتساءل عن مبرر وجود هذه القوات الأجنبية، مشددا أن المهرة خالية من كل الجماعات المسلحة.

وأضاف كدة أن "محافظة المهرة مستقرة ولن تكون إلا مع الدولة اليمنية والحكومة الشرعية، وليست في حاجة لكل هذه الجحافل العسكرية الأجنبية".