آخر الأخبار

أكاديميون يمنيون: ضعف الاعلام الرسمي نتاج طبيعي لهشاشة الحكومة وارتهانها للخارج

الدكتور "محمد الظاهري" خلال حديثه لبرنامج "استوديو التاسعة"

الدكتور "محمد الظاهري" خلال حديثه لبرنامج "استوديو التاسعة"

المهرية نت - خاص
السبت, 21 مارس, 2020 - 01:53 صباحاً

قال أكاديميون يمنيون، مساء الجمعة، إن الهشاشة الكبيرة في الاعلام الحكومي خلال الخمس السنوات الماضية ناتجة عن ضعف الشرعية وابتعادها عن الأرض والجمهور.

 

جاء ذلك في برنامج "استوديو التاسعة" الذي يقدمه الإعلامي الشهير "علي صلاح أحمد" على شاشة قناة المهرية الفضائية.

 

وابتدأ "صلاح" أولى حلقات البرنامج عقب احتفال التدشين الذي شهدته القناة بالتطرق لواقع الاعلام الحكومي الضعيف بينما في الجانب الآخر استفادة جماعة الحوثي من اعلامها إلى حد كبير في الحرب التي تطحن البلاد منذُ خمس سنوات.

 

واستضاف "صلاح" في حلقة البرنامج التي جاءت تحت عنوان "الاعلام.. الحلقة الأضعف في سلسلة النضال الوطني" أستاذ العلوم السياسة في جامعة صنعاء الدكتور "محمد الظاهري" بالإضافة إلى أستاذ الاعلام في جامعة قطر الدكتور "عبدالرحمن الشامي".

 

شرعية مرتهنة

 

وتمنى "الظاهري" في بداية البرنامج الحواري أن تكون قناة "المهرية" ماهرة في التعبير عن مهريتها وصادقة في التعبير عن يمانيتها.

 

وقال "الظاهري" إن المناهج السياسية تقول إن السياسة هي عبارة عن الاستمرار في الحدث الاتصالي، بينما يتحدث "كارل دويتش" أن السياسة هي عبارة عن رسالة اتصالية، أي أن الفاعلين السياسيين كي يحققون أهدافهم لابد لهم أن يستخدموا أدوات الاتصال والإعلام تحديدا.

 

وحول نظرته للإعلام التابع للحكومة الشرعية واعلام الحوثيين، قال الظاهري، إن للنظام الاتصالي عدد من الأركان وهي "مرسل ومستقبلا، ورسالة وهدف وقناة".

 

وأفاد أن التعريف الاجرائي للشرعية في العلوم السياسية هو" إرضاء طوعيا اختياريا من قبل المحكومين تجاه الحاكم لكن للأسف شرعيتنا في اليمن هي شرعية مرتهنة.

 

وقال للأسف: الحكومة الشرعية بدل أن تكون ذات قرار سياسي مستقل لليمن أصبحت شرا وتبعية، مؤكدا في الوقت ذاته أن اليمني دائما يفتخر بتبعيته وليس تبعيته.

 

وأكد "الظاهري" أن الحكومة الشرعية تعيش حالة سبات عميق، ورئيسها يعيش بين أربعة جدران في أحد فنادق الرياض، لكن الطرف الآخر أو ما يسمى بالانقلاب الحوثي: هم يتكلمون من داخل أراضي اليمن.

 

وحول الأطماع الدائرة في المحافظات المحررة: أفاد الدكتور الظاهري أن اليمن أصبحت مطمعا للتدخلات الأجنبية المتكالبة.

 

وتابع: على سبيل المثال السعودية والامارات، دول قريبة من شؤوننا، الأولى جاءت إلى "المهرة" ولديها أطماع واضحة، أما الثانية وهي الإمارات فقد جاءت من أجل أن تسيطر على موانئ وجزر اليمن ثم يزعمون أنهم يفرخون بعض الجماعات ويتحدثون عن يمن مستقل.

 

وأردف قائلا: السؤال المطروح هنا، استعادة الشرعية كهدف للتحالف أين هذا الهدف: هل من المشروع أن يهرول السعودي إلى المهرة بينما يقول إنه سيحرر صنعاء.

 

وحول مزاعم مكافحة التهريب: قال الظاهري إنه لا يتفق مع هذا الطرح أو التحليل، لان هناك مخططات واضحة لتقسيم اليمن من قبل جيراننا الذين وللأسف كنا نعتبرهم أعوانا لنا.

 

ضعف الاعلام ناتج عن هشاشة الشرعية

 

من جانبه تمنى أستاذ الإعلام في جامعة "قطر" الدكتور "عبدالرحمن الشامي"، أن تكون قناة "المهرية" إضافة مهمة فقد سئم اليمنيون التمترس الإعلامي.

 

وقال "الشامي" إن الاعلام في زمن الحرب غالبا ما يكون قليلا منه اعلام والكثير دعاية وتعبئة وحشد وتمترس خلف المواقف ومن ثم ما يجري باليمن لا يخرج عن هذا التوصيف إلى حدا كبير.

 

وأكد أن ضعف الاعلام هو جزء من ضعف الشرعية على مدى الخمس السنوات، لذلك ماذا بوسع الاعلام أن يقدم؟

 

ولفت "الشامي" إلى أن الشرعية أتت لها فرص كثيرة، لو استطاعت أن تقدم نموذجا لليمنيين في المحافظات التي تحررت والتي تقع تحت سيطرتها لكان الاعلام شيء آخر وكان الوضع مختلف كثيرا.

 

وأضاف: لكن أداء الشرعية يتهاوى سنة تلو أخرى ومن ثم يصبح الاعلام كمن يغرد خارج السرب.

 

وقال إن الاعلام في نهاية المطاف هو انعكاس بطريقة أو بأخرى لتجليات كثيرة على أرض الواقع، ومن ثم إذا كان هناك من ملوم قبل الاعلام فالملوم هو الأداء الهش في الشرعية الذي تزاد هشاشة يوما تلو آخر.

 

وأوضح "الشامي" أن الشرعية افتقدت قراراها، ومن ثم المواطن حينما يرى هذا الأداء على أرض الواقع ووجود الاعلام من خارج الوطن يؤخذ نظرة غير إيجابية عليه وهنا يكون الاعلام في موقف الضعف.

 

وبين أن ضعف الشرعية واعلامها ناتج عن التواجد خارج البلاد، بينما في المقابل الطرف الآخر (جماعة الحوثي) اجاد توظيف الاعلام الخطابي الدعائي، والحشد التعبوي إلى حدا كبير، ودغدغ على عواطف ومشاعر دينية وجوانب من أوجه الدعاية المختلفة ولذا يمكننا القول إنه أحدث التأثير.

 

وأضاف: لكن لا نستطيع الحكم على ما سبق لعدم وجود دراسات تقول إلى مدى هذا الاعلام ناجح، أو هذا الاعلام فاشل لكن مما يؤسف له أن هذا الأداء في صف الشرعية أصبح بحاجة ماسة إلى مراجعة واسعة.

 

وقال: خمس سنوات فترة ليست بالقليلة، فيها انكشفت الكثير من المواقف، لكن الأداء الحكومي لايزال مرتهنا في أرض المهجر وكذلك الاعلام، ومن ثم لا نتوقع في ظل أداء هذا نهجه أن يكون الاعلام استثناء منه.

 

 

 

 




تعليقات
square-white المزيد في حوارات