أغنية من طراز فريد تجتمع فيها عذوبة الكلمات للراحل أحمد الجابري، وذائقة اللحن للفنان أيوب طارش.

إنها نشيد الليل اليومي، وأغنيته السرمدية الممزوجة بنضج العقل، والتوقف عند حيرة الليالي، والتساؤلات الذاتية المتدفقة، التي يحاصرها الشوق، ويفتك بها السهر، وتتقلب بين الأسى والضحك، والدموع والحزن، رغم صرامة الحياة، ثم تخرج بنتيجة واحدة وهي الليل والسهر واستطابته بعين العاشق.

نص القصيدة الأصلية للشاعر، بينما تبدو القصيدة المغناة فيها نوع من التعديل:

يا عاشق الليل ماذا أنت تنتظـــر

أضلَّك الدرب أم ضلَّتْ بك الفكــــرُ؟

تسامرُ النجم والأطياف حائـــرةٌ

تحوم حولك لا تدري فما الخبــــرُ؟

أمست لياليكَ حيرى لا يحرِّكهــا

شوقٌ ولا موعدٌ يأتي ولا قمــــرُ

أكاد ألمحُ في عينيك أنجمهـــا

تغيب في صمتها الأحلام والصـــورُ

عرائس اللحن ضاعت أين سامرها؟

وأين منها الهوى والليلُ والوتـــرُ؟

ما عاد لليل غير الآه تعصـــرهُ

ذوبًا من الشَّوق فيه القلبُ منصهـرُ

وأدمُعٍ خلتها تبكي مفارقــةً

عيناك بيت حبيبٍ عافه الأثــــرُ

ماذا تفيد دموع الحزن تذرفها

أيُرجعُ الدَّمعُ ما أودى به القــدرُ؟

كفكفْ دموعك إن الحبَّ تقتله

هذي الدُّموع على خدَيك تنحــدرُ

فاصدح به الليل أنغامًا مجنَّحةً

فالحبُّ هذا الذي يشدو به البشـرُ

نأسو ونضحك للدنيا إذا صرُمتْ

عادت وفي فجرها الموعود منتظرُ

إن الحياة جمالُ حين نعشقها

ويستطيبُ بعين العاشق السَّهــرُ

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك