آخر الأخبار
إذاعة فرنسا: قطر تتمركز في قلب العالم بفضل استراتيجية مدروسة قائمة على كرة القدم
الثلاثاء, 08 نوفمبر, 2022 - 01:37 صباحاً
على بعد نحو من أسبوعين من انطلاق بطولة كأس العالم التي تحتضنها قطر – أول مرة في بلد عربي وإسلامي – تجد الدوحة نفسها في مركز الاهتمام الدولي، وهو ما اعتبرته إذاعة فرنسا في تقرير لها أنه يُعد تتويجاً لما وصفتها بـ“الدبلوماسية الرياضية المنهجية”.
وتقول الإذاعة الفرنسية إن قطر لا تقف عند هذا الحد بل تريد ترسيخ نفسها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية، “رأينا ذلك بالفعل مع دورها الدبلوماسي المحوري خلال عمليات الإجلاء في العاصمة الأفغانية كابول”.
وتضيف أنه “بفضل ثروتها الهائلة من الغاز، تريد قطر أن تفرض نفسها كلاعب رئيسي منفتح على الجميع، غير أن نجاحها هذا بدأ يزعج أطرافا عدة”.
وتشير الإذاعة الفرنسية إلى أنه مع ذلك تظل قطر البلد الذي حقق قفزة نوعية، وقد ساعده موقعه الجغرافي في الشرق الأوسط على لعب دور الوسيط في القضايا الدولية.
وتقول إن قوة المشروع القطري تتمثل أيضا في استراتيجية الدوحة القائمة على جعل الثروة الهائلة المرتبطة بالمواد الخام في خدمة المشروع الجيوسياسي، إذ أضحت قطر اليوم واحدة من أغنى 10 دول في العالم، إذا ما نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد. يمثل الغاز 60 في المئة من صادرات البلاد، كما أن إرادة الغرب في الاستغناء عن الغاز الروسي عززت من ثقل قطر في الساحة الدولية.
وتضيف أنه أيضا كانت للإمارة الحنكة في استثمار تريليونات الدولارات في صندوق سيادي ضخم، وهو أحد أكبر الصناديق في العالم. وقد استحوذت قطر على مجموعة من المتاجر والفنادق وأندية كرة القدم في الخارج كباريس سان جيرمان الفرنسي وجزء من سبورتنغ براغا البرتغالي، ولكن خاصة من خلال إطلاق قناة الجزيرة الناطقة باللغة العربية قبل خمسة وعشرين عاما، والتي أصبحت الأقوى في العالم وتملك 80 مكتبا حول العالم.
قطاع آخر استثمرت فيه قطر هو تطوير شركة طيران الخطوط الجوية القطرية، مع 230 طائرة، وقد شاركت بشكل كبير في عمليات الإجلاء من أفغانستان. بالإضافة إلى شراء الكثير من الأسلحة والطائرات وخاصة من فرنسا.
وتتابع الإذاعة القول إنه، من جهة أخرى، يعتمد اقتصاد قطر على مجتمع قوي من العمال الوافدين، بما في ذلك الهنود والبنغلاديشيون والنيباليون، الذين كانوا يخضعون لنظام الكفالة الذي تم إلغاؤه رسميا. باختصار، تستخدم الإمارة ثروتها المالية الهائلة بهدف محدد، وهو فرض نفسها كلاعب دولي أساسي.
على الصعيد الدولي، تشير الإذاعة الفرنسية إلى الاتفاق الهام الذي يربط بين واشنطن والدوحة والذي بموجبه تملك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية رئيسية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى عشرة آلاف جندي.
وتقول الإذاعة إن والد الأمير الحالي، كان أول من طور نفوذ قطر العالمي، وزاد نجله تميم بن حمد آل ثاني الذي يتولى السلطة الآن من تسريع العملية. وقد تلقى الأمير الشاب المثقف تعليمه في لندن إلى حد كبير، ويتحدث الإنكليزية والفرنسية. لذلك يسعى إلى جعل قطر واجهة للدبلوماسية العالمية، الدولة التي تتحدث إلى الجميع، من طالبان إلى الأمريكيين، بمن فيهم الإيرانيون والأوروبيون والصينيون، وكذلك الروس. ويرى أمير قطر الدوحة على أنها جنيف القرن الحادي والعشرين.
وتشير إلى أنه على مدى خمسة عشر عاما، راهنت قطر عن عمد على الرياضة، كأداة للتأثير، و“القوة الناعمة”. ونظمت البلاد بالفعل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006، والألعاب العربية 2011، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال في عام 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى في عام 2019.
وأضافت أن هذه الدبلوماسية تشمل أيضا القطاع السمعي البصري عبر شبكة “بي ان سبورت” العالمية .
وتمكنت قطر من أن تصبح أول دولة عربية تنظم كأس العالم. وقد أنفقت أموالاً طائلة لهذا الغرض. كما ستستضيف قطر بطولة كأس آسيا لكرة القدم العام المقبل 2023. وهدفها القادم هو تنظيم الألعاب الأولمبية عام 2036.
والخلاصة، تقول إذاعة فرنسا، أن استضافة كأس العالم هي مجرد خطوة لقطر، التي لا تنوي التوقف عند هذا الحد، فهي مدفوعة بطموح قوي. وترى من سمعتها الجديدة ودورها كوسيط في الملفات الدولية، مصدرا للشرعية، وحتى للتأمين على ديمومة حياتها.