آخر الأخبار

مجلة ذا تايم: إسرائيل تواجه عدوًا شرسًا ومراوغًا يتمثل في طائرات حزب الله المسيرة (ترجمة خاصة)

المهرية نت - ترجمة خاصة
الثلاثاء, 15 أكتوبر, 2024 - 10:19 مساءً

نشرت مجلة ذا تايم، والتي تهتم بتقديم معلومات موثوقة حول الأفكار والأشخاص الذي يشكلون العالم ويطورونه، مقالًا للكاتبة تيا غلودن بيرغ، وهي مراسلة ومنتجة لوكالة أسوشيتد برس، تهتم بتغطية أخبار الكيان الصهيوني وفلسطين، تحت عنوان: إسرائيل تواجه عدوًا شرسًا ومراوغًا يتمثل في طائرات حزب الله المسيرة.

 

وقالت الكاتبة: "لم تكن إحدى أسوأ الهجمات التي أوقعت أعدادًا كبيرة من الضحايا في إسرائيل خلال عام من الحرب، ناجمة عن عشرات الصواريخ الباليستية الإيرانية أو عن وابل الصواريخ المتكرر الذي أطلقته حماس وحزب الله. بل كانت طائرة واحدة بدون طيار". 

 

وأضافت: "تمكنت طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات من الإفلات من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات، وسقطت على قاعة طعام في معسكر تدريب عسكري في عمق إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة العشرات".

 

وتابعت: "وقد كان هذا الإنجاز الأحدث لأسطول الطائرات بدون طيار التابع لحزب الله، وقد سلط الضوء على كفاح إسرائيل خلال العام الماضي من الحرب لإسقاط الطائرات بدون طيار القادمة من أماكن بعيدة مثل اليمن والعراق وإيران".

 

وقالت المجلة في المقال إن الاحتلال الصهيوني بنى منظومة دفاعه الجوي عبر السنين، لتوفير حماية واسعة النطاق ضد الصواريخ قصيرة المدى والصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، على الرغم من أن الخبراء يحذرون من أنها ليست محكمة تماماً.

 

وتابعت: "وفي حين أسقطت المنظومة طائرات بدون طيار مرارًا وتكرارًا، فقد اخترقت العديد منها المجال الجوي الإسرائيلي وتجنبت دفاعاتها، وفي بعض حالات الاختراق كانت النتائج مميتة. حلقت الطائرة بدون طيار في الأجواء الإسرائيلية دون عائق".

 

وأشارت الكاتبة: وفي مساء الأحد، وردت أنباء عن وقوع خسائر بشرية كبيرة على بعد نحو 65 كيلومترا (40 ميلا) من الحدود اللبنانية. فقد سقطت طائرة بدون طيار في قاعة طعام مليئة بالجنود الذين كانوا يتناولون العشاء، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 67 شخصا.

 

وأضافت: "قبل دقائق من ذلك، انطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل أثناء تحليق الطائرة فوق القاعدة. لكن لم تنطلق صفارات الإنذار في القاعدة، الأمر الذي لم يعط الجنود أي تحذير مسبق، مما يشير إلى أن الطائرة بدون طيار ربما سقطت من على رادار إسرائيل."

 

وتابعت: "قال مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل لا تزال تحقق في كيفية تمكن الطائرة بدون طيار من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية. دخلت طائرتان بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي في البداية، في حين تم إسقاط إحداهما، واصلت الأخرى طريقها نحو هدفها".

 

وأشارت أن حزب الله، قال إن الهجوم جاء ردا على الضربات الإسرائيلية في لبنان، مضيفاً إن الطائرة بدون طيار "كانت قادرة على اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن يتم اكتشافها" ووصلت إلى هدفها. وزعم أنه تفوق على الدفاعات الجوية الإسرائيلية بإطلاق عشرات الصواريخ و "أسراب" من الطائرات بدون طيار في وقت واحد.

 

ونوّهت أن هذه كانت ثاني غارة قاتلة بطائرة بدون طيار في غضون أسبوعين فقط. في وقت سابق من هذا الشهر، قتلت طائرة بدون طيار أطلقت من العراق جنديين إسرائيليين وأصابت ما يقرب عشرين آخرين، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية. يوم الجمعة، خلال عطلة يهودية كبيرة، ضربت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله دار رعاية في وسط إسرائيل، مما تسبب في أضرار جسيمة.

 

وقال ران كوخاف، رئيس قيادة الدفاع الجوي السابق في الجيش الإسرائيلي: "لقد سقط بالفعل ستة قتلى خلال الأيام العشرة الماضية بسبب طائرات بدون طيار. وهذا كثير للغاية". وأضاف أن الطائرات بدون طيار "أصبحت تهديدا حقيقيا"؛ وفق المجلة.

 

من الصعب اكتشاف وتتبع الطائرات بدون طيار مقارنة بالصواريخ أو المقذوفات

تمضي الكاتبة في مقالها قائلة: "المسيرات هي طائرات بدون طيار يمكن تشغيلها عن بعد. ويمكن للطائرات بدون طيار دخول اراضي العدو ومراقبته ومهاجمته بشكل أكثر سرية من الصواريخ والقذائف. وتمتلك إسرائيل ترسانة هائلة من الطائرات المسيرة، القادرة على تنفيذ مهام التجسس والهجوم. وقد طورت طائرة بدون طيار قادرة على الوصول إلى عدوها اللدود إيران، على بعد حوالي 1500 كيلومتر (1000 ميل)."

 

وقالت: "لكن أعداء إسرائيل فاجأوها في عدد من المناسبات على مدار العام الماضي، وكثيراً ما كانت العواقب وخيمة. ففي شهر يوليو، قطعت طائرة مسيرة أطلقت من اليمن حوالي مسافة 270 كيلومتراً (160 ميلاً) من الطرف الجنوبي لإسرائيل، وصولاً إلى تل أبيب، واصطدمت بمبنى في وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد دون أن يتم اعتراضه".

 

ونقلت الكاتبة عن "المسؤول الأمني الإسرائيلي أن اكتشاف الطائرات بدون طيار أصعب لعدة أسباب: فهي تطير ببطء وغالبًا ما تتضمن مكونات بلاستيكية، ولها بصمة حرارية أضعف مع أنظمة الرادار مقارنة بالصواريخ والقذائف القوية. كما يصعب تتبع مسارها. يمكن أن يكون للطائرات بدون طيار مسارات طيران ملتوية، ويمكن أن تأتي من أي اتجاه، وتطير على ارتفاع أقل من الأرض - ولأنها أصغر بكثير من الصواريخ - لايمكن التفريق بينها وبين الطيور". وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأن التحقيق في قصف قاعة الطعام لا يزال جاريا.

 

وقال كوخاف أن إسرائيل أمضت سنوات في التركيز على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي لديها لتحسين الحماية ضد الصواريخ والقذائف. لكن الطائرات بدون طيار لم تكن تعتبر أولوية قصوى. وقال كوخاف إن هذا يعني أن قدرة إسرائيل على اكتشاف واعتراض الطائرات بدون طيار ليست ناجحة مثل قدراتها في مواجهة الصواريخ والقذائف خلال القتال الحالي.

 

برنامج الطائرات بدون طيار لحزب الله يتلقى دعماً من إيران

قالت الكاتبة إن "حزب الله بدأ في استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 وأرسل أول طائرة استطلاع بدون طيار من طراز مرصاد فوق المجال الجوي الإسرائيلي في عام 2004. ولا يزال برنامج حزب الله للطائرات بدون طيار يتلقى مساعدة كبيرة من إيران، ويُعتقد أن الطائرات بدون طيار يتم تجميعها من قبل خبراء الجماعة المسلحة في لبنان".

 

وقالت: "بحسب تال بيري، مدير الأبحاث في مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو مركز أبحاث يدرس حزب الله وشمال إسرائيل، أصبحت الطائرات بدون طيار "نظامًا استراتيجيًا مستوحى من إيران" بالنسبة لحزب الله. وأطلقت الجماعة المسلحة ما يقرب من 1500 طائرة بدون طيار للمراقبة والهجوم منذ أن بدأت في ضرب إسرائيل في أكتوبر 2023، وفقًا لإحصاءات المجموعة".

 

وأضاف بيري للمجلة "إن الطائرات بدون طيار الهجومية، التي قال إنها غالبًا ما تضرب أهدافًا مدنية، تحمل حمولة 10 كيلوغرامات (22 رطلاً) من المتفجرات ويمكنها الطيران مئات الكيلومترات. وقال إن حزب الله استخدم في شهر مايو للمرة الأولى والوحيدة طائرة بدون طيار قادرة على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات وأنه قد يمتلك المزيد".

 

كما استخدم حزب الله طائرات بدون طيار لإضعاف قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي من خلال ضربها في البطاريات والبنية الأساسية المخصصة لإسقاطها. وفي وقت سابق من هذا العام، قال حزب الله إنه استخدم طائرة بدون طيار متفجرة من طراز أبابيل لإسقاط منطاد المراقبة الإسرائيلي سكاي ديو، وهو أحد مكونات دفاعه الجوي. وتقول إسرائيل إنها تعمل على معالجة التهديد .

 

وتابعت: "في يوم الاثنين، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال زيارته لمعسكر التدريب الذي تعرض للقصف بطائرة بدون طيار، بالتعلم من الضربة، وقال إن إسرائيل تركز جهودا كبيرة في تطوير الحلول لمعالجة تهديد الطائرات بدون طيار، دون الخوض في التفاصيل."

 

وأضافت على لسان كوخاف: "هناك طرقاً لمكافحة الطائرات بدون طيار يمكن النظر فيها. ويمكن توسيع قدرات الكشف لتشمل الرادارات الصوتية لالتقاط صوت محرك الطائرة بدون طيار أو البصريات الكهربائية، مما قد يسمح للمراقبة الإسرائيلية بتحديدها بشكل أفضل. وقال إنه يمكن نشر الصواريخ والطائرات المقاتلة والمروحيات لاعتراضها، ويمكن استخدام الحرب الإلكترونية لتجاوز الطائرات بدون طيار وتحويل مسارها. كما قال ايضاً كنا مشغولين في السنوات الأخيرة، ولم تكن الطائرات بدون طيار ضمن أولوياتنا، لكن النتائج للأسف ليست جيدة".

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات