آخر الأخبار
مجلة أمريكية: الليزر ليس سلاحًا مثاليًا لإسقاط صواريخ الحوثيين (ترجمة خاصة)
السبت, 10 أغسطس, 2024 - 08:53 مساءً
نشرت مجلة "ذا ناشيونال انترست"، مقالًا للكاتب بيتر سوسيو، المهتم بمواضيع المعدات العسكرية، وتاريخ الأسلحة النارية، والأمن السيبراني، والسياسة، والعلاقات الدولية، تحت عنوان "صدمة عسكرية أمريكية: الليزر ليس سلاحًا مثاليًا لإسقاط الصواريخ".
وبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى هجمات الحوثيين على سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، وقال إن "المحاولات المتكررة للحوثيين لاستهداف السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بصواريخ وطائرات مسيرة لم تحقق النجاح".
وقال سوسيو: "أسقطت المدمرات البحرية الأمريكية العشرات من الطائرات المسيرة الانتحارية، والعديد من الصواريخ المتجهة نحوها. وفي حادثة وقعت العام الماضي، كاد صاروخ أن يصيب المدمرة الأمريكية يو إس إس غرافلي مباشرة، حيث لم يفصله عن السفينة سوى ميل واحد وثوانٍ معدودة".
وأضاف: "لحسن الحظ، تمكّن نظام أسلحة القتال القريب (CIWS) المثبّت على متن السفينة الحربية من تدمير الصاروخ في الجو. رغم نجاة المدمّرة بأعجوبة، إلا أن هذا النظام يمثّل وسيلة فعالة من حيث التكلفة لتدمير الصواريخ".
وتابع: "على الرغم من نجاح الولايات المتحدة في اعتراض كل صاروخ وطائرة مسيرة حتى الآن، إلا أن الحوثيين قد يكونون هم الرابح الحقيقي – اقتصاديًا على الأقل. وقد عبر البنتاجون عن مخاوفه، كما ورد في تقرير نشره موقع بوليتيكو في ديسمبر الماضي، بشأن التكلفة الباهظة التي تصل إلى حوالي 2 مليون دولار لإطلاق صاروخ مضاد للطائرات لإسقاط طائرة مسيرة تبلغ قيمتها 2000 دولار. وهذا يعني أن تكلفة صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية تفوق بكثير تكلفة صواريخ الحوثيين التي يتم التصدي لها".
وطرح الكاتب تساؤلاً: ما هي أسباب عدم استخدام الليزر في هذه الحالة؟
وتابع: "منذ عامين، منح الكونغرس لوكالة الدفاع الصاروخي (MDA) صلاحية دراسة وتطوير تقنية الليزر بهدف استخدامها في أنظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، وذلك ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2022 (NDDA). وكانت هذه الخطوة جزءًا من سلسلة الجهود المتواصلة لتطوير تقنية الليزر".
وأضاف: "انطلق مشروع الليزر الباليستي الجوي في سبعينيات القرن الماضي، ليعاد إطلاقه بقوة خلال ولاية الرئيس جورج بوش، وفقًا لمجلة "ديفنس نيوز". إلا أن تجاوز التكاليف والعقبات التقنية أديا في النهاية إلى تخفيض مستوى البرنامج".
تقنية الليزر قيد التطوير
تحت هذا العنوان يقول الكاتب بيتر سوسيو: "تشهد الفترة الحالية جهودًا متعددة لتطوير أسلحةٍ ليزرية مضادة للصواريخ والطائرات المسيرة. ومن بين هذه الجهود نظام الدفاع بالليزر الطبقي (LLD) الذي تطوّره شركة لوكهيد مارتن، وهو نظام سلاح ليزري أرضي قوي جدًا، حيث تدعي الشركة أنه قادر على التصدي لأهداف متنوعة تشمل الطائرات المسيرة والقوارب السريعة الهجومية وصواريخ كروز".
وتابع: "تُعد أنظمة أسلحة الليزر نقلة نوعية في عدة جوانب. أولاً، لا تتطلب كميات كبيرة من الإمدادات المتقدمة، على عكس الأنظمة الحركية التقليدية مثل المدفعية، فأسلحة الليزر لا تنفد ذخيرتها".
ونقل الكاتب عن الشركة قولها إن "نظام الطاقة والحرارة المستمر الذي تزوده به شركة رولز رويس يتيح لنظام الدفاع بالليزر الطبقي (LLD) المشاركة في اشتباكات متعددة خلال هجوم واسع النطاق، وهو ما تعجز عنه الأنظمة الأخرى بسبب نفاد بطارياتها".
وتابع: "ومن المزايا البارزة الأخرى لهذه الأنظمة هي تكلفتها المنخفضة. إذ إن تكلفة كل عملية إطلاق باستخدام أسلحة الليزر قليلة جدًا، حيث يقتصر الاستهلاك على الكهرباء اللازمة لتشغيل النظام فقط".
ويمضي الكاتب في الحديث عن نظام التوجيه بالليزر قائلاً: "أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في العام الماضي ومرة أخرى هذا العام عن نجاح اختبار إطلاق سلاح الطاقة الموجه بالليزر "دراغون فاير"، وهو سلاح قادر على استهداف أي هدف مرئي مهما كان صغيراً".
وفقًا للتقارير، تمكّن السلاح من إصابة قطعة معدنية بقيمة جنيه إسترليني من مسافة كيلومتر واحد. وبالإضافة إلى دقته الفائقة، بإمكانه إصابة الأهداف بسرعة الضوء، حيث يمكن لحزمة الضوء القوية أن تخترق الهدف وتتسبب في انهياره الهيكلي أو نتائج كارثية أخرى، مثل تدمير رأس حربي صاروخي قادم؛ وفق المجلة.
لما لا نستخدم هذه الأنظمة الآن؟
رداً على طرحه لهذا التساؤل يقول الكاتب: "بالنظر إلى المبالغات التي أطلقتها شركة لوكهيد مارتن والاختبارات الأخيرة الناجحة لسلاح "دراغون فاير"، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يتم تزويد السفن الحربية بهذه الأسلحة الليزرية حتى الآن؟".
يجيب: "تكمن المشكلة الأولى في نقص الطاقة"، وكما أشار أليكس هولينجز في مقال له على موقع "ساندبوكس نيوز" الصيف الماضي، فإن تشغيل هذه الأسلحة يتطلب قدراً كبيراً من الكهرباء. حيث أن الأسلحة الليزرية بقوة 100 كيلو واط قادرة على التعامل مع الطائرات المسيرة والقوارب الصغيرة والصواريخ والمدفعية والقذائف، بينما يمكن للأسلحة بقوة 300 كيلو واط استهداف صواريخ كروز لتدميرها أو إخراجها عن مسارها.
وقال: "يتطلب التصدي للصواريخ البالستية أو الفرط صوتية سلاحاً ليزرياً بقوة ميغا واط (1000 كيلو واط)، وقد يقتصر تأثيره على حرق الصاروخ جزئيًا أو إحداث ثقب فيه". وفي اختبارٍ لسلاح ليزر بقدرة 150 كيلو واط، استغرق السلاح 15 ثانية من الإطلاق المستمر لتدمير طائرة مسيرة.
ويواصل الكاتب مقاله: "من التحديات الأخرى التي تواجه أسلحة الليزر حاليًا محدودية مداها الذي لا يتجاوز الميل الواحد. وحتى التنبؤات المستقبلية الأكثر تفاؤلاً تشير إلى أن الليزر لن يكون عمليًا إلا على مسافات أقل من خمسة أميال. ورغم أن هذه المسافة قد تبدو كبيرة، إلا أن الصاروخ الذي تم تدميره بواسطة نظام فالكيرك المقرب للدفاع الجوي على السفينة الحربية يو إس إس غرافيلي كان على بعد ميل واحد فقط قبل لحظات من اصطدامه.
وأضاف: "باختصار، غالبية السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية تعاني من نقص في الطاقة اللازمة لتشغيل ليزرٍ قادر على تدمير صاروخ بشكل فوري. ومن المرجح أن يتطلب الأمر استخدام المفاعلات النووية، كما هو الحال في حاملات الطائرات من فئة نيميتز وجيرالد آر فورد. كما أن الحفاظ على توجيه الليزر نحو الهدف يشكل تحدياً كبيراً للسفن الحربية التي تتحرك بسرعة في البحار العاصفة".
واختتم سوسيو مقاله في "ذا ناشيونال انترست" بالقول: "قد يستغرق إيجاد حلول لجميع هذه التحديات سنوات عديدة، ومن المرجح أن يتم استخدام الليزر كمنصات دفاعية أرضية قبل أن يتم توظيفها على السفن الحربية. وحتى في تلك الحالة، فمن المحتمل أن تكون جزءًا من دفاع متعدد الطبقات - تُستخدم جنبًا إلى جنب مع أنظمة أسلحة القتال القريب الأخرى مثل فالانكس".
*للإطلاع على المادة الأصلية من هنا