آخر الأخبار

مجلة أمريكية: صنعاء تسعى لتعزيز علاقاتها مع موسكو لتوسيع مكاسبها العسكرية (ترجمة خاصة)

المهرية نت - ترجمة خاصة
الثلاثاء, 16 يوليو, 2024 - 01:11 مساءً

قالت مجلة أمريكية، إن سلطات صنعاء التابعة للحوثيين تسعى لتعزيز علاقاتها مع موسكو لتوسيع مكاسبها العسكرية. 

 

ونشرت مجلة ذا كريدل المتخصصة في الشؤون السياسية مقالًا للكاتب والمحلل الجيوساسي بيب إسكوبار تحت عنوان: المعضلة اليمنية الروسية، وقام بترجمته المهرية نت. 

 

 

وجاء في مقال المجلة "تسعى صنعاء جاهدةً إلى تعزيز علاقاتها مع موسكو بهدف توسيع مكاسبها العسكرية الاستثنائية لتشمل المجالين الاقتصادي والدبلوماسي، وبينما قد تكون التجارة مع روسيا ضرورية لتخفيف وطأة الحصار المفروض على اليمن، ترى صنعاء أيضًا في الإنضمام لمجموعة دول بريكس (BRICS) فرصة ذهبية لإرساء الأمن الدائم في الخليج العربي". 

 

 

وقالت المجلة إن المناورات الاستراتيجية البارعة التي تقوم بها اليمن في سبيل الدفاع عن فلسطين، تأتي انطلاقًا من دورها المتنامي بشكل ملحوظ في محور المقاومة بغرب آسيا، وتحولها إلى ملحمة بطولية يتابعها العالم بأسره باهتمام شديد.

 

 

وأضافت أنه لم يكتفِ أنصار الله بإلحاق الهزيمة غير المسبوقة بالقوات البحرية الأمريكية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، بل استهدفوا سفينة إسرائيلية بصاروخ " حاطم 2 " الفرط صوتي، وتعد هذه الخطوة قفزة نوعية في مجال تطوير التكنولوجيا المحلية. 

 

 

وأثارت هذه الإنجازات الاستراتيجية والعسكرية الكبيرة، التي حققها أنصار الله، نيران الحرب والحصار المستمرة التي فرضتها السعودية والإمارات على اليمن عام 2015 بدعم أمريكي وبريطاني، كما هو الحال دائمًا.. تنفر السعودية من المقاومة اليمنية أيما نفور، وكأنها تفر من الطاعون، فبدلًا من دعم صنعاء، العاصمة الشرعية لليمن، تتبنى حكومة موالية لها ومناهضة لأنصار الله تتخذ من عدن مقرًا لها، وتحظى باعتراف جزئي من قبل "المجتمع الدولي القائم على القواعد". إلا أن الواقع، أن هذه الحكومة تمارس مهامها فعليًا من داخل فندق فخم بالرياض، حسب تعبير الكاتب. 

 

وذكرت المجلة أن أنصار الله بذلوا جهودًا حثيثة للتفاوض على صفقة تبادل أسرى تشمل الإفراج عن طيارين سعوديين مقابل إطلاق سراح أعضاء من حركة حماس معتقلين في السعودية. لكن الرياض لم تكتف بالرفض، بل هددت أيضًا بفرض قيود على التحويلات المالية من وإلى اليمن وإغلاق مطار صنعاء الدولي والموانئ اليمنية.

 

 

وجاء ردّ أنصار الله صارمًا: في حال حظر الخدمات المصرفية اليمنية، فسيتم تدمير النظام المصرفي السعودي. وإن تمّ استهداف مطار صنعاء، فسيكون مصير مطارات السعودية مماثلًا.

 

 

 

وبهذه الحال، تعود الحرب التي لم تنتهِ أبدًا إلى مسارها المرعب بشكل مفاجئ. لن يتورع أنصار الله عن استهداف إنتاج النفط السعودي ردًا على فرض السعودية لحصار كامل على صنعاء، لاسيما مع قدرتهم المؤكدة التي يتمتعون بها بفضل صواريخهم الجديدة كليًا وطائراتهم المسيرة البحرية. ستكون تداعيات ذلك على أسواق النفط العالمية وخيمة، وفق المجلة. 

 

 

زيارة وفدين لموسكو 

 

تواصل المجلة القول إن اليمن تعد مثالًا نموذجيًا لمقاومة باسلة في سياق عالم متعدد الأقطاب والمراكز يتشكل حاليًا. ما يثير تساؤلًا حول موقف روسيا، كداعمة لنظام عالمي متعدد الأقطاب والمراكز، من صراع اليمن.

 

 

"يقودنا ذلك إلى المسألة المثيرة للاهتمام لوفدين يمنيين زارا موسكو مؤخرًا؛ حيث التقى أحد الوفدين مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ( غرب آسيا ) وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف. جرى اللقاء في العاصمة موسكو، بقيادة مسؤول بارز في أنصار الله، ودار النقاش حول الإبادة الجماعية المستمرة للمواطنين في غزة، بالإضافة إلى ما يصفه أنصار الله بـ "العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن"، في إشارة إلى العمليات البحرية الغربية الجارية في البحر الأحمر، والتي تسعى - دون جدوى - منذ أشهر إلى إحباط العمليات اليمنية ضد سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها. بعبارة أخرى، يمكن اعتبار ذلك بمثابة "حصار انتقامي."

 

 

 

وحسب الكاتب" طمأن الوفد اليمني الروس بأن عملياتهم البحرية لا تشكل تهديدًا للملاحة الدولية ولا تستهدف أي طرف، بل تساند الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى كونها رد على الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن، وأشاد أنصار الله بتفهم روسيا وعبّروا عن امتنانهم لموقف روسيا الرافض للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ودعمها للعملية الإنسانية والسياسية في البلاد؛ كما تم بحث مستجدات مساعي خفض التصعيد بين اليمن ودول العدوان، والتشديد على ضرورة التوصل إلى حل شامل يضمن وحدة اليمن وسيادتها". 

 

واعتبرت المجلة أن كل ما سبق يتعلق بوفد العملية السياسية اليمنية.. في سلطنة عمان، وبينما كانوا بانتظار الحصول على تأشيرات دخولهم لروسيا، تقاطع مسارهم مع وفد يمني آخر، يمكننا أن نطلق عليهم " الوفد الجيو اقتصادي. "

 

 

وصرح الدكتور فؤاد الغفاري رئيس الوفد الذي زار موسكو لمجلة "ذا كرايدل" عما تتوقعه اليمن من وزارة الزراعة الروسية قائلًا: " لدينا القدرة على تصدير واستيراد المواد الغذائية من روسيا. لكن نحتاج إلى خط ملاحي مباشر يربط روسيا باليمن عبر ميناء الحديدة".

 

وأضاف "الشهر الماضي، قام وفد يمني آخر بزيارة الصين وأسفرت الزيارة عن محادثات إيجابية يجري بموجبها تطوير اتفاقية حاليًا.. لقد أتيتُ بصفتي مستشارًا لرئيس الوزراء، وبالتزامن مع رئاسة روسيا لمجموعة بريكس، جئت لأؤكد على أهمية بناء الروابط الزراعية وروابط الأمن الغذائي بيننا وبين روسيا".

 

نحن بحاجة إلى الخبرات الروسية في هذا المجال. لدينا منتجات يمنية ممتازة نرغب في تصديرها، ونحن الآن نواجه مقاطعة من قبل الولايات المتحدة والغرب. سنتجه للمنتجات الروسية بدلاً من المنتجات الأوروبية.

 

 

ويضيف الغفاري قائلًا: "تصل بعض المنتجات الروسية إلى اليمن بالفعل، ولكن ليس بشكل مباشر. ترِد إلينا عبر دول الخليج أو الدول الأفريقية. لكنها لا تُسوَّق كمنتجات روسية".

 

"في اليمن، لا توجد منتجات روسية بالأساس. والآن، وبعد 96 عامًا من العلاقات الروسية اليمنية، تفرض اليمن نفسها كجهة إيجابية في المنطقة. لقد حان الوقت لتوحد مجموعة بريكس صفوفها لمواجهة النفوذ الأمريكي."

 

طريق اليمن نحو بريكس

 

وحسب المجلة، يكشف الغفاري عن تفاصيل الاندماج الاقتصادي الجغرافي المحتمل لليمن: تلقت اتصالاتنا الرسمية صدى إيجابي، ويرحب رئيس الوزراء اليمني(التابع للحوثيين) بذلك. نسعى إلى إبرام اتفاقية مع موسكو. لدينا رؤية واضحة تتمثل في توحيد شطري اليمن شماله وجنوبه من خلال شبكة سكك حديدية متكاملة".

 

وأشار إلى أن هذا يذكرنا بمشروع مشابه طرحته شركة السكك الحديدية الروسية قبل 15 عامًا.. نحن نقدم الاستثمارات في النفط والغاز والزراعة إلى الموانئ البحرية. قد تستغرق اليمن 50 عامًا لتحقيق ذلك بمفردها، ولكن بمساعدة قوية، يمكننا إنجازه في غضون عام أو عامين.

 

 

يقول الغفاري: جرى في موسكو نقاش مطول حول رغبة اليمن في التقدم بطلب عضوية مجموعة البريكس، بما في ذلك الصعوبات المحتملة.

 

" نحن في اليمن نعمل بشكل وثيق مع مجموعة بريكس منذ عشر سنوات، إيمانًا منا بهذه الرؤية، وإذا سنحت لنا الفرصة، فنحن نتطلع إلى الإنضمام للمجموعة. بصفتي المستشار الوحيد لرئيس الوزراء المعني بشؤون تعزيز التعاون مع بريكس. فإننا نرغب في العمل مع المجموعة، والآن أمامنا فرصة ذهبية لتحقيق ذلك."

 

 

وأرسل مكتب رئيس الوزراء في صنعاء رسائل إلى وزارة الخارجية الروسية يبدي فيها رغبتهم في الانضمام إلى مجموعة بريكس. وإذا تطورت هذه الاتصالات، فقد تقوم موسكو بدعوة صنعاء للمشاركة كمراقب في قمة بريكس التي ستعقد في كازان في أكتوبر المقبل، حسب المجلة. 

 

 

ولكن هل انضمام السعودية والإمارات إلى مجموعة بريكس يشكل عقبة أمام مسار اليمن للانضمام إلى هذا التكتل متعدد القوى؟

 

لا يعتقد الغفاري أن انضمام السعودية والإمارات إلى مجموعة البريكس يُعيق مساعي اليمن. بل يربط رغبة اليمن في الانضمام إلى المجموعة بتحقيق "الأمن في الخليج". ويؤكد على أن "الإمارات والسعودية الآن عضوين في المجموعة. وبإمكان بريكس أن تضمنا جميعًا."

 

 

وذكرت المجلة أنه كان لزيارة وفد الدكتور فؤاد الغفاري إلى روسيا عدة أهداف لتحقيقها من ضمنها؛ دراسة جدوى إنشاء شركة زراعية مشتركة، مناقشة فرص الاستيراد والتصدير وسبل الشحن، التعاون الزراعي ضمن إطار مجموعة بريكس، معرفة تجربة روسيا في مقاطعة البضائع الغربية، تعريف السوق الروسية بالمنتجات اليمنية المميزة، خاصة القهوة، العسل والقطن. بالإضافة إلى مناقشة بناء أحد السدود اليمنية.

 

 

إلى جانب الأهداف الاقتصادية السابقة، حملت زيارة وفد الدكتور غفاري هدفًا دبلوماسيًا رئيسيًا، وهو مناقشة إمكانية حضور ممثل يمني في قمة البريكس القادمة. 

 

وصرح الدكتور غفاري: "نحن نقف إلى جانب روسيا. يجب أن يكون لدى روسيا صورة كاملة عما يحدث في اليمن. إذا لم يكن اليمن حاضرًا في القمة، فسيغيب عنصر مهم من المنطقة".

 

 

واختتمت المجلة "لا شك أن موسكو وبكين وطهران سترحب برغبة اليمن في الانضمام إلى البريكس. ولكن الواقع الجيوسياسي المعقد يفرض تحديات كبيرة. روسيا، التي تواجه مهمة صعبة في الحفاظ على التوازن الجيوسياسي الدقيق بين إيران والسعودية داخل مجموعة بريكس، قد لا تزال بعيدة عن حل معضلة اليمن".

الرابط الأصلي هنا




تعليقات
square-white المزيد في ترجمات