آخر الأخبار

مجلة أمريكية: الصين تحقق مكاسب غير متوقعة من أزمة البحر الأحمر(ترجمة خاصة)

الصين تحقق مكاسب غير متوقعة

الصين تحقق مكاسب غير متوقعة

المهرية نت - ترجمة خاصة
الجمعة, 01 مارس, 2024 - 10:01 صباحاً

قالت مجلة أمريكية، إن الصين حققت مكاسب غير متوقعة جراء أزمة البحر الأحمر، بينما الولايات المتحدة تعيش في أزمة لا يمكن الانتصار منها. 

 

جاء ذلك في مقالة للباحث جورجيو كافييرو المتخصص في التغيرات الجيوسياسية والأمنية في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط نشرته مجلة ذا كريدل المتخصصة في الشؤون السياسية.

 

وقالت المجلة "على الرغم من ان الأمن البحري يشكل أولوية قصوى للصين،

 

 

فإن الحظر الذي فرضه اليمن على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر عزز من مكانة الصين الإقليمية بينما أغرق خصمها الأمريكي في أزمة لا يمكنها الانتصار فيها".

 

 

وأضافت المجلة "لقد أدى توسع الحرب من غزة للبحر الأحمر الى خلق أزمة بحرية دولية شملت العديد من البلدان، وعلى الرغم من الغارات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تهدف إلى ردع البحرية اليمنية التابعة لأنصار الله عن شن ضربات صاروخية وطائرات مسيرة في البحر الأحمر، إلا أن القوات المسلحة للحوثيين تواصل تصعيد الهجمات وباتت تستخدم الآن "سلاح الغواصات".

 

وكشفت المجلة عن وصول أسطول صيني مؤخرا إلى خليج عدن، بما في ذلك المدمرة الموجهة بالصواريخ جياوتسو، والفرقاطة الصاروخية شوتشانغ، وسفينة إمداد، وأكثر من 700 جندي بما في ذلك العشرات من أفراد القوات الخاصة - كجزء من مهمة مكافحة القرصنة.

 

 

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الشهر الماضي على تصميم بكين على المساعدة في استعادة الاستقرار في البحر الأحمر. وقال: "يجب أن ندعم بشكل مشترك أمن الممرات الملاحية في البحر الأحمر وفقا للقانون، ونحترم أيضا سيادة وسلامة الأراضي للدول الواقعة على ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك اليمن".

 

وباعتبارها أكبر دولة تجارية في العالم، تعتمد الصين على البحر الأحمر باعتباره "شريانها البحري". وتمر معظم صادرات العملاق الآسيوي إلى أوروبا عبر الممر المائي الاستراتيجي، كما تنتقل كميات كبيرة من النفط والمعادن التي تصل إلى الموانئ الصينية عبر هذا الممر المائي.

 

كما استثمرت الصين في المدن الصناعية على طول سواحل البحر الأحمر لمصر والمملكة العربية السعودية، بما في ذلك المنطقة الصناعية والتجارية المصرية الصينية في العين السخنة والمدينة الصناعية الصينية في مدينة جيزان بالمملكة العربية السعودية للصناعات الأولية والتحويلية.

 

وتشير المجلة إلى أنه قبل إرسال الأسطول السادس والأربعين لبحرية الجيش الصيني، كانت استجابة بكين للهجمات البحرية التي شنها أنصار الله ضعيفة نسبيا، ومنذ ذلك الحين أدانت الصين الضربات الجوية الأمريكية البريطانية ضد القدرات العسكرية لأنصار الله في اليمن، ورفضت الانضمام إلى التحالف البحري الذي يقوده الغرب في العملية المسماة "بحارس الازدهار".

 

ويتوافق رد الصين على تصاعد التوتر وانعدام الأمن في البحر الأحمر مع مجموعة أكبر من استراتيجيات السياسة الخارجية لبكين، والتي تشمل احترام سيادة الدول القومية تحت مبدأ "عدم التدخل، وفي الخليج العربي، اتبعت الصين أجندة متوازنة ومحايدة جيوسياسياً تقوم على نهج ثلاثي المحاور: عدم خلق عداوة مع أحد، وعدم التحالف مع أحد، والصداقة مع الجميع، حسب الكاتب.

 

وأضاف الكاتب" تجسد موقف الصين تجاه جميع دول الخليج العربي على أفضل وجه قبل عام تقريبًا عندما توسطت بكين في اتفاقية مصالحة مفاجئة بين إيران والمملكة العربية السعودية، حيث لعبت دور الضامن".

 

وفي اليمن، وعلى الرغم من الصين تقف بصف المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بالحكومة التي يقودها أنصار الله في صنعاء، إلا أن بكين بدأت مع ذلك حوارات مع هؤلاء المسؤولين وحافظت على موقف غير عدائي بخلاف العديد من الدول العربية والغربية، وفق الكاتب الذي يرى أن الصين تحاول الاستفادة من نفوذها في دول غرب آسيا لتخفيف التوترات الإقليمية والمضي قدما في المبادرات الهادفة لتحقيق الاستقرار وضمان النجاح طويل الأمد لمبادرة الحزام والطريق التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ والحفاظ على طرق التجارة خالية من الصراعات.

 

ويرى الكاتب أنه كان من السهل تفهم دوافع بكين للبقاء خارج عملية "حارس الازدهار" لاسباب عدة: أولاً، ليس لدى الصين أي رغبة في تعزيز الهيمنة الأمريكية ؛ ثانيًا، يمكن أن يؤدي الانضمام إلى التحالف العسكري البحري إلى الإخلال بدبلوماسيتها متعددة الأقطاب تجاه أنصار الله وإيران ؛ ثالثًا، سيفسر العالم العربي والإسلامي الكبير وبقية الجنوب العالمي ذلك على أنه دعم صيني لحرب إسرائيل على غزة.

 

ورداً على ذلك، فقد أدى رفض بكين للمشاركة بعملية "حارس الازدهار" إلى تعزيز الصورة الإقليمية للصين كمدافع عن القضية الفلسطينية.

 

 

وتدرك بكين أن أزمة الأمن في البحر الأحمر هي "امتداد" مباشر من حرب غزة، حيث دعت الصين إلى وقف إطلاق نار فوري، كما قال يون صن، المدير المشارك لبرنامج الصين في مركز ستيمسون بواشنطن، لمجلة "ذا كريدل":

 

وأضاف "صحيح ان الصينيين ينظرون إلى أن الأزمة في البحر الأحمر تشكل تحديًا للسلام والاستقرار الإقليميين، لكنهم يرون أن أزمة غزة هي السبب الأساسي للأزمة. لذلك، يجب أن يعتمد حل الأزمة من وجهة النظر الصينية على وقف إطلاق النار وتخفيف التوتر والعودة إلى حل الدولتين".

 

ويتفق جان لوب سمعان، الباحث الأول في معهد الشرق الأوسط بالجامعة الوطنية في سنغافورة، مع الرأي السابق، حيث صرح ل "ذا كريدل":لقد كان الدبلوماسيون الصينيون يعلقون على الأحداث بعناية، ولكن في رواية بكين، فإن تصاعد الهجمات هو نتيجة لحرب إسرائيل في غزة - وربما الأهم سياسة الولايات المتحدة الداعمة لحكومة نتنياهو .

 

ولكن في يناير، بعد أن بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة قصف على اهداف لجماعة أنصار الله في اليمن، بدأت الصين في إبداء مخاوف جدية بشأن أزمة البحر الأحمر، وأشارت بكين إلى أن كلا من واشنطن لندن لم تحصلا على إذن باستخدام القوة من مجلس الأمن الدولي، وبالتالي، كما أوضح يان صن، فإن الضربات الاميركية والبريطانية "تفتقر إلى الشرعية من وجهة النظر الصين".

كيف استفادت الصين من أزمة البحر الأحمر ؟

لقد استفادت الصين، حسب المجلة، من موجة الغضب المتزايد ضد الولايات المتحدة من جميع اقطار العالم الإسلامي وبلدان لجنوب العالمي. وقد حققت حرب غزة وامتدادها في البحر الأحمر لبكين بعض المكاسب السهلة في مجال القوة الناعمة كما انها عززت للجمهور العربي الأهمية الحيوية لمفهوم عالم متعدد الأقطاب. وأكد على هذه النقطة السيد فيكتور غاو، نائب رئيس مركز الصين والعولمة، في تصريح له لمنتدى الدوحة في العام 2023"يجب ان تقنعنا حقيقة ان هناك دولة واحدة فقط استخدمت حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب اسرائيل وفلسطين في الثامن من ديسمبر من عام 2023 بأننا محظوظون للغاية لكوننا لا نعيش في عالم أحادي القطب" 

 

ومما لاشك فيه، فقد تأثرت الصين بيعض التداعيات الاقتصادية الناجمة عن أزمة البحر الأحمر، على الرغم من صعوبة تحديد مدى حجمها.

 

ومع ذلك، يبدو أن المكاسب السياسية لبكين تفوق أي خسائر مالية مصاحبة. كما أوضح صن للمجلة قائلا" الأزمة تؤثر بالفعل على الصين، لكن الخسارة كانت في الغالب اقتصادية وطفيفة، بينما كانت المكاسب سياسية في المقام الأول حيث تقف الصين إلى جانب الدول العربية بشأن غزة".

 

وعلى نحو ما،حققت الصين بالفعل مكاسب اقتصادية من أزمة البحر الأحمر.مع حرص أنصار الله على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، هناك وجهة نظر سائدة بأن السفن الصينية التي تعمل في المنطقة محصنة ضد الهجمات اليمنية.

 

وبعد أن قررت العديد من شركات الشحن البحري الدولية للحاويات تغيير مساراها حول جنوب إفريقيا لتجنب صواريخ وطائرات أنصار الله المسيرة، استمرت سفينتان تابعتان للصين هما "تشونغ جيلي لين" و "وتشونغ شان دونغ" - في عبور البحر الأحمر.

 

وكما أفاد موقع "بلومبرج" في وقت سابق من هذا الشهر:تحصل السفن التجارية المملوكة للصين على خصومات كبيرة على تأمينها عند الإبحار عبر البحر الأحمر،مما يعد دليلاً اخر على كيفية إلحاق هجمات الحوثيين في المنطقة الضرر بالمصالح التجارية للسفن المرتبطة بالغرب.

 

ومنذ ذلك الحين، ناشد المسؤولون الأمريكيون بكين بالضغط على إيران لإصدار أوامر للحكومة اليمنية الفعلية بوقف الهجمات البحرية. ومع ذلك، فقد فشلت هذه المناشدات إلى حد كبير لأن واشنطن تفترض بشكل خاطئ أن بكين تملك نفوذا على طهران وأن بإمكان إيران توجيه مطالبها للحوثيين.

 

وبغض النظر عن ذلك، فإن حقيقة ان الولايات المتحدة ستتجه للصين للحصول على مثل هذه المساعدة في خضم تصاعد التوترات في البحر الأحمر يعد تعزيزا لمكانة بكين كقوة رئيسية في ظل ازمات الأمن العالمية.

 

وفي نهاية المطاف، تشير أزمة البحر الأحمر وفشل واشنطن في ردع أنصار الله ضربة قاصمة أخرى للهيمنة الأمريكية.

 

ومن وجهة نظر صينية، حسب المجلة، فإن الصراع في البحر الأحمر، يحشر أمريكا في الزواية ويزيد من عزلتها، ويسلط الضوء على دورها كضامن أمني، خاصة في ظل دعمها غير المشروط للعدوان العسكري الإسرائيلي الوحشي على غزة.. ومن المنطقي اذا وصف الصين بأنها الرابح الأكبر من أزمة البحر الأحمر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات