آخر الأخبار

صحيفة بريطانية: تنامي شعبية الحوثيين في الوطن العربي..وهجماتهم تزيد المخاطر باليمن (ترجمة خاصة)

مسلحون حوثيون

مسلحون حوثيون

المهرية نت - ترجمة خاصة
الجمعة, 16 فبراير, 2024 - 11:27 صباحاً

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن هناك تناميا لشعبية الحوثيين في جميع أنحاء العالم العربي بسبب هجماتهم المستمرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. 

 

جاء ذلك في تقرير للكاتب اندرو انجلند، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية المتخصصة في الشؤون السياسية.

 

وبدأ التقرير بقصة اليمني طاهر محمد الذي لجأ هو وعائلته بينما كان الحوثيون يطبقون حصاراً خانقا على مدينتهم تعز، أثناء قتالهم مع القوات المتحالفة مع الحكومة المخلوعة في البلاد.

 

واعتبر محمد جماعة الحوثي أنها الطرف المعتدى في الحرب الأهلية، التي فقد خلالها مئات الآلاف من الناس حياتهم، بسبب القتال والمرض، بينما دفع الملايين الى حافة الفقر.

 

والآن يغرق اليمن في اضطرابات جديدة أوقعت الحوثيين بصراع مباشر الولايات المتحدة وحلفائها، الذين ردوا على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر بغارات جوية وحزمة من العقوبات.

 

ومع ذلك، فإن محمد هذه المرة "يؤيد بشدة" تحركات الحوثيين ويشيد بالمقاتلين لاتخاذهم موقفًا ضد حرب إسرائيل في غزة.

 

وقال محمد: "ستكون الأشهر المقبلة صعبة في اليمن لأن الولايات المتحدة وبريطانيا تقفان ضدنا، لكن هذا لن يؤثر علينا. فغايتنا هي أن ندعم إخواننا في غزة".

 

وأفاد التقرير أنه" حتى في الوقت الذي يستمتع فيه الحوثيون بتنامي شعبيتهم التي اكتسبوها موخرا في جميع أنحاء العالم العربي، فإن تدخلهم في الصراع بين إسرائيل وحماس وأثار الرد العسكري يزيد المخاطر في اليمن ويعرض عملية السلام الهشة التي جلبت فترة من الهدوء النسبي للخراب" .

 

وتحدثت الصحيفة بأن هناك مخاوف بشأن مدى متانة الهدنة الهشة التي تم الاتفاق عليها في عام 2022 والتي منحت اليمنيين بعض السكينة من الحرب التي اندلعت منذ زهاء عقد من الزمان عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأطاحوا بالحكومة.

 

وقبيل بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، كان الحوثيون والمملكة العربية السعودية، التي قادت تحالفا ضد المتمردين، على وشك إبرام اتفاق يأمل فيه الوسطاء أن يقرب الأطراف المتنازعة، من أجل وقف إطلاق نار أكثر ديمومة لإنهاء الصراع، وشمل ذلك التزام الرياض بدفع رواتب القطاع العام لمدة تصل إلى 12 شهرًا في شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون،حيث لم يتلق الموظفون الحكوميون رواتبهم منذ سنوات، وفق الصحيفة. 

 

وذكرت الصحيفة أن الدفع للرواتب كان هو الحافز الرئيسي للحوثيين الذي كان بوسعه أن يساهم في التخفيف من وطأة الفقر المدقع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

وتجنبت السعودية التي تحرص على تخليص نفسها من مأزق اليمن، الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين وأكدت التزامها بعملية السلام في اجتماعات مع المبعوثين الأمريكي والأممي الأسبوع الماضي.

 

لكن تعقيدًا إضافيًا يظهر من تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كـ "جماعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص"، وهو ما يقول محللون إنه سيجعل من المستحيل عمليًا على السعودية دفع الرواتب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

ونقلت الصحيفة عن رأفت الأكحلي، المحلل والوزير اليمني السابق، قوله إن السعودية لا تريد تعريض عملية السلام للخطر، لكن "يبدو من المستبعد جدا أن تتمكن الرياض من المضي في دفع أكثر من 100 مليون دولار شهريا للحوثيين إذا ما تم تصنيفهم كمنظمة إرهابية".

 

وأضاف أنه يمكن أن يكون للتحرك الأمريكي تداعيات على الشركات العاملة في اليمن التي تعتمد على الواردات لتلبية 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية.

 

 وما يثير مزيدا من المخاوف هو أن تقوم الولايات المتحدة بترقية تصنيفها للحوثيين إلى "منظمة إرهابية أجنبية"، وهي فئة أكثر خطورة لا تسمح الا بإعفاءات قليلة إن وجدت، وفق الصحيفة.

 

وهناك تهديد آخر لليمن يتمثل في استئناف الصراع داخل البلاد، إما لأن الحوثيين يشعرون بالنشوة لاستئناف هجومهم أو بسبب حشد الفصائل الموالية للحكومة وغيرها ضدهم.

 

وأشار المحللون،حسب الصحيفة، إلى أن الحوثيين كانوا يقومون بتجنيد مقاتلين، وأشاروا إلى نشاط الفصائل اليمنية على الخطوط الأمامية في فترات الهدوء التي تخللت الهدنة.

 

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن الجماعة ستواصل مهاجمة السفن تضامنا مع الفلسطينيين طالما ستستمر إسرائيل بارتكاب"جرائم" ضدهم. وقال في خطاب متلفز: "لعملياتنا تأثير كبير على العدو وهو ما يشكل نجاحا كبيرا".

 

ونقلت الصحيفة عن هشام العميسي، وهو محلل يمني، قوله إنه قبل أن يبدأ الحوثيون حملتهم، "كان شعبيتهم في تدهور وكان كثير من الناس مستائين" من الحكم القمعي في المناطق التي يسيطرون عليها والأوضاع الاقتصادية المزرية.

 

لكن العميسي قال إن موجة الدعم التي تلقوها في اليمن والمنطقة بأكملها بسبب موقفهم مع غزة تعني أن المتمردين "يشعرون بتمكين كبير في الوقت الحالي".

 

وختم بقوله "لقد منحهم هذا فرصة ذهبية لصرف انتباه الناس، سيتجاهل الحوثيون الآن كل المصائب ويلقون باللوم على القوى الخارجية".

 




تعليقات
square-white المزيد في ترجمات