آخر الأخبار

مجلة أمريكية: الحرب غير المعلنة على اليمن مصيرها الفشل (ترجمة خاصة)

بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا عدواناً على اليمن في 11 يناير الماضي

بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا عدواناً على اليمن في 11 يناير الماضي

المهرية نت - ترجمة خاصة
الأحد, 11 فبراير, 2024 - 05:49 مساءً

قالت مجلة جاكوبين الأمريكية المتخصصة في الشأن السياسي إن الغارات التي تشنّها واشنطن ضد الحوثيين في اليمن، من غير المرجح أن تردعهم؛ "فحتى اليمنيين الذين حملوا السلاح ضدهم في الماضي، يؤيدون الآن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر".

 

وتطرقت، المجلة، في مقال للكاتب جوناثان إيك، المتخصص في مجال المساعدات الإنسانية، ترجمه "المهرية نت"، إلى هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، في سياق ردهم على عدوان إسرائيل على غزة، بهدف تعطيل تجارة السفن المتجهة إلى إسرائيل أو التابعة لها.

 

وأضاف الكاتب: جاء رد الولايات المتحدة وبريطانيا بشن ضربات جوية واسعة على مواقع الحوثيين وتعهدتا بالاستمرار حتى ينهي الحوثيون حملتهم في البحر الأحمر، متسائلاً: ماهو رأي الشعب اليمني، وردات فعلهم، في بلد دمرته سنوات من الحرب الأهلية والتدخل الأجنبي، في تصرفات الحوثيين وتدخل الولايات المتحدة؟.

 

وقال الكاتب إنه أجرى مقابلات مع يمنيين أشاروا فيها إلى أن تضامنهم مع الفلسطينيين يقود إلى تحول ولاءاتهم السياسية، وهو تحول مركزي ومؤثر للغاية لدرجة أن أي عملٍ عسكري أمريكي ليس بإمكانه زعزعته.

 

ومع ذلك، فإن العديد من اليمنيين الذين يعادون أنصار الله سياسيًا حتى أولئك الذين حملوا السلاح ضدهم في الماضى، باتوا الان يؤيدون موقف الجماعة على مجابهتهم لإسرائيل وحلفائها الغربيين.

 

الإحساس بآلام الآخرين

يقول الكاتب، عملت كموظف إغاثة في عدن، العاصمة المعترف بها دوليًا لليمن، من أبريل إلى ديسمبر 2022م،.. معظم الأشخاص الذين تحدثت معهم هم من الجزء الجنوبي من اليمن.. "يميل اليمنيون إلى التحدث بإيمان راسخ عن قضية فلسطين. وقد لاحظت ميلاً لدى اليمنيين للتعبير عن مشاعر أكثر عاطفية عند مناقشة فلسطين مقارنة بالطريقة التي يتحدثون بها عن بلدهم".

 

يتابع: "قادني ذلك إلى التساؤل عما إذا كانت معالجة مظلومية القضية الفلسطينية بمثابة متنفس ينقل اليمنيون من خلالها تجاربهم، دون الحاجة إلى الخوض في مآسيهم الخاصة ووضعهم السياسي المعقد".

 

وقال: "بناء على هذا، يكتسب الحوثيون الشرعية من خلال مساندتهم الفعالة لمظلومية الشعب الفلسطيني، وهي القضية المركزية عمومًا في جميع أنحاء الدول ذات الأغلبية المسلمة".

 

وأضاف: "إن الإحساس العاطفي العميق لمحنة الفلسطينيين متأصل، وله جذور عميقة في نضالات حركات القومية العربية التحررية والمناهضة للاستعمار، التي رأت في الاحتلال العسكري والاستعماري لفلسطين قضيتها المركزية".

 

أحد الأسباب التي كثيرا ما يتم الاستشهاد بها لأهمية قضية فلسطين بالنسبة لليمنيين هو الادراك الشامل لتاريخ إسلامي مشترك يربط المنطقتين معا.

 

وينقل الكاتب عن طالب صيدلة في أواخر العشرينات من عمره: يتحدث بهدوء عن أمله في انضمام اليمنين للكفاح من أجل فلسطين إذا تم فتح الحدود، يضيف: "أحد الأسباب التي تجعل الأمة العربية بأكملها، وخاصة اليمن، تقف مع فلسطين هو أن جميع الدول العربية تنحدر من اليمن، وخاصة فلسطين، البلد مضطهد".

 

ويضيف الكاتب: "تاريخيًا كان اليمن دورًا بارز في ظهور الهوية العربية وحضارة سبأ مذكورة القرآن الكريم، واحدة من المحطات المحورية في التاريخ الإسلامي حصلت في فلسطين، حيث يقع المسجد الأقصى الذي عرج منه رسولنا الكريم محمد إلى أعلى السماء، كما وصف الشاب.

 

ويتابع: عندما مر اليمن بفترة حرب، وجرّب عواقب الحرب والدمار والوفيات والنزوح والجوع. نحن بشر يقول، ونشعر بمعاناة الآخرين.

 

وجهات نظر حول فلسطين

تعد الاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى مصدر قلق خاص؛ كما أكد يمني أمضى وقتًا طويلاً في أمريكا الشمالية أن رد فعل اليمنيين "يدل على الإيمان بالله والجهاد في سبيله لنصرة إخوانهم في فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، المسجد المبارك، من أيدي المحتل الظالم الغاشم الخاوي من كل إحساس، والذي لا صلة له بالإنسانية على الإطلاق".

 

لقد أكّد لي أن "المسلمين في جميع أنحاء العالم يعتبرون إخوة في الله وفي الدين. وإذا قرأت وتعمّقت في تعاليم ديننا، ستجد الأوامر الالهية لنا أن نكون إخوة، وهذا جزء مهم ".

 

كما تابع موضحاً: يقول ديننا: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو أو جرح، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

 

كما ذكرت بأن هناك نموذجاً تاريخيا ثريا للتضامن العسكري الإسلامي الشامل في العقود الأخيرة: فقد توجه العرب وغير العرب للقتال والجهاد في سبيل الله لنصرة إخوانهم في أفغانستان والشيشان والبوسنة، استُشهد الكثير منهم، لكنهم في النهاية انتصروا، وهذا وعد الله للمجاهدين إما النصر أو الشهادة.

 

ويضيف: توقع أنه إذا ما فتحت الحدود مع فلسطين، ستجد الشعب اليمني والمسلمين من جميع أنحاء العالم يسارعون حفوا على الأقدام إلى فلسطين، ولن تبقى إسرائيل يومًا واحدًا. ستجد نفسها هاربة، بلا مأوى، تهرب، تتجه إلى البيت الأبيض لتبيت هناك.

 

ويتابع الكاتب في مقاله: "عرضت لي طبيبة شابة تتطوع بمعظم وقتها في مستشفى للأطفال، وأوضحت لي أنها لن تتحدث كعربية، بل ستتكلم من منظور إنساني فتقول: أنا لست مع قتل المدنيين أبدًا، ولكن إذا حمل أحدهم السلاح ضد الفلسطينيين، فإن مقاومتهم لن تكون شيئًا غير إنساني".

 

يصف الكاتب تعاطفها مع فلسطين الذي تكوّن بسبب لقاء سابق مع فلسطينية، واحدة من العديد الذين لجأوا إلى اليمن، تقول الطبيبة: لدي صديقة فلسطينية درست في جامعة عدن، وهي طبيبة أيضاً، وبعد تخرجها عادت إلى غزة، لقد أصيبت، واحتجزت في المستشفى، وأصيب العديد من أفراد عائلتها أو استشهدوا، إنني في غاية الحزن عليها، إنها مجرد فتاة عادية، لقد قصف منزلهم، نحن بعيدون حقاً من أي سلام على هذه الأرض.

 

يتابع: "أوقدت خبرتها الأمل لديها في المساهمة بتقديم مساعدة طبية، تقول الطبيبة الشابة: أنا حزينة جدا. المشاهد التي أراها تشعل الرأس شيبا، أقسم أنه إذا فتحوا المعابر، فسوف أذهب إلى هناك. لم أعد أستطيع. هناك الآلاف من الجرحى يحتاجون إلى مسعفين وأطباء وإمدادات طبية.

 

وتضيف: لدي خبرة طويلة في التعامل مع الجروح والرضع المصابين. أستطيع المساعدة. تعاتبني أمي صارخة علي في كل مرة أخبرها عن رغبتي في الذهاب ختمت الطبيبة العدنية حديثها.

 

المعجبون الجدد

يتابع الكاتب: العديد من اليمنيين في الجنوب، الذين شاركوا في حرب الشوارع المكثفة لصد الحوثيين خلال غزوهم لعدن في عام 2015 باتوا يؤيدون الآن الأعمال العسكرية للجماعة في البحر الأحمر.

 

ويقول: يعترف هؤلاء اليمنيون بغياب دولة تمثل مصالحهم على نطاق عالمي، عبّر عامل شاب في قطاع الخدمات في عدن عن إعجابه بزعيم الحوثيين الحالي قائلاً: نبارك هذه العملية البطولية، ونفوض عبد الملك الحوثي بالمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني؛ يقول الشاب.

 

وبينما لم يجرؤ أحد من أصحاب السعادة والسمو أن يقول للعدو الصهيوني "لا" على عدوانهم في غزة أو حتى إدانة جرائم وانتهاكات بني صهيون، انتفض رجل القول والفعل الحوثي بموقفه المشرف والشجاع.

 

وبدافع من إجابته، سألته عما إذا كان يستطيع الوثوق بالحوثيين، بالنظر إلى أن سكان عدن عاشوا الرعب من الجماعة في عام 2015. فأجاب: "أعتقد أن وقفتهم مع فلسطين عمل شجاع، لكنهم في النهاية هم أعداؤنا وجنود إيران في اليمن. لكن ليس علينا أن نثق بهم، وفي النهاية هي حرب يكون لكل طرف فيها مصلحة".

 

"كثير من اليمنين هنا في الجنوب، من الذين شاركوا في حرب الشوارع لصد الحوثيين الآن يدعمون أعمال الجماعة العسكرية في البحر الأحمر؛ ختم الشاب".

 

ويرى الكاتب أن مثل هذه الردود تكشف عن مواقف غامضة تجاه الفاعلين العسكريين ومؤيديهم الإقليميين والعالميين في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، أعرب اليمنيون في الجنوب عن تأييدهم للتحالف في طرد الحوثيين من عدن.

 

ويتابع: "بالمثل، كان العديد من المسيحيين في سوريا يأملون أن تحميهم روسيا من المعارضة، بما في ذلك الجماعات الجهادية. رحب الأكراد بالدعم الجوي الأمريكي في قتالهم ضد داعش، بينما ينظر أهالي جنوب لبنان إلى حزب الله وداعميه الإيرانيين على أنه حماية ضد القصف والتوغلات الإسرائيلية".

 

ومع ذلك، -يقول الكاتب- فإن مثل هذ التأييد لمناورات محددة من قبل قوى إمبريالية أو إقليمية، والتي كانت منذ فترة طويلة محركات حاسمة للتغيير السياسي في المنطقة وقد يُنظر إليها بعقلانية على أنها تحمي فئات معينة من السكان في حالات معينة، غالبًا ما تكون مصحوبة بغموض عميق.

 

تذكيرات منتظمة

يتابع جوناثان إيك: كما تشير وجهات النظر هذه، يفتقر الحوثيون إلى الحوافز لوقف هجماتهم، ومن غير المرجح أن تقلل الولايات المتحدة تقنياتهم منخفضة التكلفة التي توفرها إيران. يكتسب الحوثيون شرعية في جميع أنحاء اليمن، حتى في المناطق التي لا يحكمونها.

 

ويضيف: يمتد هذا التأثير إلى منطقة الشرق الأوسط الكبير، ودول العالم الثالث، ككل. حتى أنه يجد صدى بين شرائح من الجمهور الغربي الذين أصيبوا بصدمة أخلاقية جراء مشاهدتهم صور المعاناة في غزة.

 

أشار أستاذ القانون في شمال اليمن، متأملاً في حالة المجتمع اليمني، إلى أنه "لم يعد لدينا ما نخسره" بعد دور القوى الخارجية في "دعم مشاريع تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة"، وهي حقيقة أكد أنه "تم توضيحها على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية".

 

وأشار جوناثان إيك في مقاله إلى الوضع في اليمن قائلاً: "ساهم الحصار البحري على شمال اليمن، والذي من المتوقع رفعه كجزء من عملية السلام بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، في ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم"، قبل أن تولد الحرب الإسرائيلية على غزة ظروفا أكثر كارثية لشعبها".

 

ويضيف: "يواجه كل من اليمن وفلسطين حصارا تفرضه قوى خارجية، مع تخصيص الحد الأدنى من المساعدات لتخفيف المعاناة وتوفير الخدمات لسد رمق المعيشة".

 

ومن يونيو من 2023، لم تتمكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلا من تأمين 107 مليون دولار من أصل 300 مليون دولار المطلوبة لمواصلة دعمها، ويقوم المانحون الرئيسيون الآن بسحب استثماراتهم من الوكالة.

 

يتابع: "بالمثل، وبحلول أغسطس 2023، تم تمويل أقل من ثلث خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.. إن محاولات الولايات المتحدة لحشد تحالف ضد الحوثيين مليئة بالتعقيدات. حلفاؤها الخليجيون، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ليسوا متحمسين لدعم الحملة الأمريكية علانية".

 

وقال جوناثان: لسبب واحد، خوض حرب نيابة عن إسرائيل ليس خياراً مجدياً. فلقد تعلموا أيضا من ما عاناه العثمانيون والبريطانيون والمصريون من قبل: من الصعب جدًا هزيمة اليمنيين في ساحة المعركة.

 

وأضاف: "يشير التقدم الأخير في محادثات السلام بين المملكة العربية السعودية والحوثيين إلى سيناريو محتمل يمكن فيه للمملكة السعودية استخدام عائدات النفط والغاز من الأراضي التي تسيطر عليها لتمويل رواتب موظفي الخدمة المدنية في دولة الحوثيين التي فرضت سلطة الأمر الواقع في الشمال".

 

وبصفتها قائدة التحالف في اليمن، - يقول جوناثان- لا ترغب السعودية في العودة في الأعمال العدائية ولا في خوض حرب يُنظر إليها على أنها تخدم مصالح إسرائيل.

 

وأضاف: عند تقييم رد فعل الدول ذات الأغلبية المسلمة على الفظائع في غزة، غالبًا ما يركز المعلقون الغربيون حصريًا على مغالطة معاداة السامية؛ في حين أن تصاعد معاداة السامية يمثل مصدر قلق بالغ على الصعيد العالمي، فإن مثل هذه التصريحات تشكل مغالطات كبيرة.

 

ويشير "أنهم يتجاهلون الهوية المشتركة والتجربة التاريخية في تلك المجتمعات من مقارعتهم للاستعمار والتدخل العسكري والاحتلال والدكتاتوريات التي غالبا ما تدعمها قوى أجنبية".

 

وأكّد الكاتب أن اليمنيين في عدن أو صنعاء لايحتاجون إلى النظر أبعد من نوافذهم ليشهدوا أنقاض المباني التي قصفت بأسلحة غربية. وهذا بمثابة تذكير صارخ ودائم بالمرارة التي يقاسيها ويتجرعها الفلسطينيون الآن.

 

للاطلاع على المادة الأصلية من هنا

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات