آخر الأخبار

فورين بوليسي: بايدن تورّط في حرب اليمن والهجمات قد تعزّز شعبية الحوثيين (ترجمة خاصة)

غارات العدوان الأمريكي

غارات العدوان الأمريكي

المهرية نت - ترجمة خاصة
السبت, 13 يناير, 2024 - 05:39 مساءً

قالت صحيفة فورين بوليسي الأميركية إن قرار الرئيس جو بايدن شنّ غارات جوية على اليمن، خطأ غير محسوب لإدارته، وقد تورط بالحرب.

 

وأضافت الصحيفة، المتخصصة في الشؤون السياسية، في مقال للباحث روبي جرامر بالشراكة مع الباحثة كريستينا لو، أن الغارات التي شنّتها الولايات المتحدة على عدد من المحافظات اليمنية، فجر الخميس، "كشفت الغطاء أيضًا عن محدودية الخيارات السيئة التي تمتلكها الولايات المتحدة في تعاملها مع هجمات الحوثيين".

 

وقالت الصحيفة في استعراضها للقرار الأمريكي بقصف اليمن، عقب استهداف الحوثيين سفناً إسرائيلية أو متجهة لإسرائيل: "يقول الخبراء إن حجم هجمات الحوثيين على ممر رئيسي للتجارة العالمية، جعل كلفة عدم اتخاذ أي إجراء أمرًا لا يمكن تحمله."


وأشارت أن الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية جاءت "بعد أشهر من التوتر المتصاعد بما يتعلق بهجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، وهو ممر استراتيجي عالمي للتجارة البحرية".


وأوضحت فورين بوليسي أن الغارات استهدفت المنشآت العسكرية الحوثية وإمدادات الصواريخ، وكان هدفها إضعاف قدرة الجماعة على شن هجمات على خطوط الشحن التجاري، إضافة لاستعادة الردع ضد الحوثيين..؛ حسب تصريحات  لمسؤولين أمريكيين.

وتابعت الصحيفة: "قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان يوم الخميس، إن أكثر من 2000 سفينة قامت بتغير مسارها نتيجة لهجمات الحوثيين، تحويل مسار هذه السفن أدى بطبيعة الحال لتأخير وصول الشحن التجارية، وزيادة تكاليف الشركات.

 

وفي دراسة حديثة أجراها معهد كيل للاقتصاد العالمي خلصت الى أن حجم الحاويات التي تعبر البحر الأحمر انخفض في ديسمبر إلى حوالي 70  في المائة أقل مما هو متوقع عادة؛ وفق الصحيفة.

وترى الصحيفة أن شنّ الغارات يخاطر بإثارة تصعيد أكثر حدة بزيادة تورط واشنطن والقوى الإقليمية الأخرى في صراع تتسع رقعته، وتعهد الحوثيون بالرد على العملية التي قالوا إنها أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين، واعدين بأن الغارات "لن تمر دون رد أو عقاب".

 


وقال توماس جونو، الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا، يوم الخميس قبيل الغارات ان "واشنطن في وضع لا تحسد عليه، وأنها لاتمتلك خيارات جيدة في هذه المرحلة، لذا فإن التحدي يكمن بالعثور على الخيار الأقل سوءًا للمضي قدماً".
 


وتابعت الصحيفة: "تهدف غارات واشنطن ولندن على 16 موقعًا في أنحاء اليمن إلى توجيه تحذير صارم للحوثيين بشأن هجماتهم على الشحن التجاري، بعد يوم واحد فقط من مطالبة مجلس الأمن الدولي للجماعة بوقف اعتداءاتها".


ونقلت فورين بوليسي عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، فضل عدم كشف هويته للصحفيين إن الغارات "ركزت بشكل خاص على قدرات الصواريخ والرادارات والطائرات المسيرة لدى الحوثيين، وهي القدرات الأساسية لهجمات الحوثيين ضد الشحن التجاري في المياه الدولية".

 

وأضاف: "يحذر المسؤولون والخبراء من أنه من المتوقع أن تؤدي هذه العمليات إلى تدهور القوة العسكرية للحوثيين، ولكنها لن تقضي عليها بالكامل، وأن هذه الضربات قد تشجّع الحوثيين وغيرهم من وكلاء إيران في الشرق الأوسط على المدى القصير على تصعيد هجماتهم ضد إسرائيل والغرب".

 

وقال إبراهيم جلال، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، إن الضربات كانت "تكتيكية ورمزية ومحدودة النطاق"، مشيراً إلى أن العملية استمرت بضع ساعات فقط وأن عدد الخسائر البشرية المعلن عنها كان قليلاً، منوهاً إلى أن أحد الأهداف هو "وضع قواعد الاشتباك ومشيراً إلى احتمالية المزيد من الاستهداف الدولي في المستقبل بكثافة أكبر ونطاق أوسع، لايزال أمرا مرجحاً إذا واصل الحوثيون مغامراتهم البحرية"؛ بحسب الصحيفة.

 

ورأت الصحيفة أن الضربات التي أمر بها بايدن ليلة الخميس تمثّل أقلّ الخيارات سواءً بأهدافها المحدودة، ومن غير المرجح أن تزيل تهديد الحوثيين بالكامل على طرق الشحن في البحر الأحمر.

 

ونقلت الصحيفة عن كيرستن فونتينروز، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترامب والخبيرة في أمن الشرق الأوسط: "نعتقد دائمًا أن الضربات الجوية كافية، ولم تكن كذاك البتة".

 

وأضافت: "لكن في هذه الحالة، يقتصر الهدف على تعطيل قوتهم النارية المباشرة، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوقفون تصعيدهم مع هذه الضربات، لكنهم أيضًا لم يرتدعوا بدونها".

 

ورجحت الصحيفة أن تساهم الضربات في تعزيز شعبية الحوثيين، ونقلت عن الباحث إبراهيم جلال: "يأمل الحوثيون أيضًا في الاستفادة من التعاطف مع الفلسطينيين وتأطير هجماتهم البحرية لتعزيز قبولهم ودعمهم الإقليمي".

 

وسلطت الصحيفة الضوء على ما أثارته الضربات من مظاهرات حاشدة في اليمن، أمس الجمعة، حيث خرج عشرات الآلاف محتجين عبر مدن البلاد، وقال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، "لم نهاجم سواحل أمريكا، ولم ندخل الجزر الأمريكية، ولم نعتدي عليها. ضرباتكم على بلدنا هي إرهاب".

 

ولفتت أن العملية أعادت إشعال جدل قانوني طويل الأمد حول سلطات الرئيس الأمريكي بخصوص شنّ أي حرب دون موافقة مسبقة من الكونغرس، خاصة بين مجموعة صغيرة من المشرعين الديمقراطيين التقدميين.

 

 “يحتاج الرئيس إلى الحضور إلى الكونجرس قبل توجيه ضربة ضد الحوثيين في اليمن، وإشراكنا في صراع آخر في الشرق الأوسط. تلك هي المادة الأولى من الدستور، كتب النائب الديمقراطي رو خانا، وهو تقدمي من كاليفورنيا، على منصة (إكس): "سأدافع عن ذلك بغض النظر عما إذا كان الرئيس القابع في البيت الأبيض جمهورياً ام ديمقراطياً ..".

 

ونوّهت الصحيفة إلى تحركات واشنطن قبل الغارات الجوية، وتشكيل التحالف الدولي المعروف بعملية "حارس الازدهار"، وقالت إن "هذا التحالف عانى من الارتباك حيث يتجنب بعض حلفاء الولايات المتحدة الارتباط المباشر مع التحالف - وترفض عدة دول أخرى إطلاقاً ذكر اسمها - مما يسلط الضوء على مدى صعوبة قيام بايدن بتجميع تحالفه، وفق الصحيفة.

 

وتابعت: يحرص الفاعلون الإقليميون، بما في ذلك السعودية والإمارات، على عدم التورّط بشكل علنيً خوفاً من انتقام الحوثيين الذي يمكن أن يجرهم إلى نفس الصراع الذي طال أمده في اليمن..

 

وقال جونو: "إن قدرة الحوثيين على إيذاء الولايات المتحدة محدودة للغاية، وليس هناك الكثير مما يمكن للحوثيين القيام به بشكل مباشر ضد المصالح الأمريكية".

 

"لكن ماذا لو تصاعد هذا الأمر وحاول الحوثيون الرد على السعودية أو الإمارات؟ فلا يمكن أبداً التنبؤ بتصرفات الحوثيين، فهم يلعبون وفق قواعدهم الخاصة، إنهم لايعترفون بأي نوع من قواعد اللعبة الراسخة". تقول الصحيفة.

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات