آخر الأخبار
داعية بارز اغتالته أيادي الإمارات وشيّعه الآلاف.. من هو الشيخ عبدالله الباني؟
خلال تشييع جثمان الشيخ عبدالله الباني في شبوة
السبت, 10 يونيو, 2023 - 05:00 مساءً
شيّع حشدٌ كبير من المواطنين في محافظة شبوة شرقي اليمن، أمس الجمعة، جثمان الشيخ عبدالله الباني الذي قُتل على يد مسلحين يتبعون مليشيا مدعومة إماراتياً، صبيحة عيد الفطر المبارك في جريمة هزت الرأي العام في البلاد.
التشييع جاء بعد اتصال من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بعائلة الضحية تعّهد خلاله بمتابعة ملف القضية حتى تحقيق العدالة، وذلك في ظل سخط متصاعد، واتهامات للسلطة المحلية في شبوة بالتواطؤ مع الانفصاليين للالتفاف على القضية، ومساعدة الجناة على النجاة بفعلتهم.
وكان الباني قد تعرض لهجوم مسلح بعد انتهائه من الصلاة والخطبة في حشد من المواطنين داخل إحدى الساحات في مديرية بيحان صباح عيد الفطر، حيث تفاجأ هو وثلاثة من أبنائه بكمين نفّذه عشرات المسلحين الانفصاليين، وانتهى بتصفيته وإصابة بعض أبنائه وآخرين على نحو صادم؛ وثّقه بعض الحاضرين بكاميرات هواتفهم.
وتوّلت النيابة العامة، وقبلها لجنة شكّلها محافظ المحافظة في وقت سابق، التحقيق في القضية، غير أن التباطؤ في إعلان التحقيقات، وإحالة المضبوطين إلى القضاء، وكذلك استمرار غالبية المتهمين بارتكاب الجريمة خارج قبضة السلطات، دفع أنصار الباني والمتضامنين معه في عموم شبوة إلى تنفيذ سلسلة من الأنشطة الاحتجاجية طوال الفترة التي انقضت بعد ارتكاب الجريمة.
وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت في 24 أبريل 2023، بعد الجريمة بثلاثة أيام، القبض على 8 من المتهمين، وجميعهم يتبعون اللواء السادس فيما يُعرف بقوات "دفاع شبوة" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
من هو الشيخ الباني؟
والشيخ عبدالله عبدالله عبده ربه الباني داعية ديني ومصلح اجتماعي من مديرية بيحان في محافظة شبوة، وكان يشغل منصب مدير مكتب الصحة والسكان في المديرية، إضافة إلى عضوية المجلس المحلي هناك.
وسياسياً، كان الباني ينتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومنخرطاً في المقاومة الشعبية المسلحة، وخسر أحد أولاده خلال المعارك ضد جماعة الحوثيين التي يعتبرها العدو الأول لليمنيين، كما تفصح الخطبة المصورة التي تمت تصفيته في إثرها في 21 أبريل الماضي.
وحظي الشيخ الباني بشعبية كبيرة في مديريات بيحان بفعل نشاطه الخيري، وجهوده في فضّ الخصومات داخل المجتمع القبلي، فضلاً عن جهوده لخدمة المواطنين من موقعه الرسمي، وانعكست هذه الجماهيرية من خلال الحضور الكبير في المخيم الذي نُصب في مسقط رأسه للمطالبة بالعدالة، وكذلك جنازته المشهودة أمس الجمعة.
سياق التصفية
جاءت تصفية الشيخ الباني امتداداً لسلسلة من الاغتيالات التي طالت رجال الدين في المحافظات الجنوبية طوال السنوات السابقة، خصوصاً أولئك الذين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وكانت تقارير وتحقيقات دولية قد كشفت وقوف الإمارات خلف مخطط كبير ودامٍ يستهدف قيادات حزب الإصلاح في جنوب البلاد، واستعانت في بعض الحالات بفرق محترفة في التصفية الجسدية من خارج البلاد مقابل مبالغ مالية.
وفي أغسطس من العام الماضي أكملت مليشيات مدعومة من أبوظبي فرض سيطرتها على محافظة شبوة، ودشنت حملة إقصاء ممنهج ضد الأصوات المساندة لاستمرار وحدة اليمن، والمعارضة للتواجد الإماراتي في المواقع الاستراتيجية والمنشآت الحيوية في المحافظة، وفي عموم المحافظات الجنوبية.