آخر الأخبار

المخدرات والشبو في اليمن..إحصائيات مخيفة ومخاطر على المجتمع (تقرير خاص)

المهرية نت - خاص
الإثنين, 13 يونيو, 2022 - 05:49 مساءً

نتيجة الفراغ الأمني الذي أنتجته الحرب على مدار السنوات الماضية برزت العديد من الظواهر السلبية في المجتمع بمختلف المحافظات اليمنية، وعلى رأسها انتشار المخدرات، وباتت ظاهرة تشكل خطرا حقيقا على الأفراد والمجتمعات.

 

بعد اندلاع الحرب في اليمن، مطلع العام ألفين خمسة عشر، والانقلاب على مؤسسات الدولة، شهدت البلاد في هذه المرحلة فراغا أمنيا واسعا أدى إلى بروز العديد من الظواهر السلبية في المجتمع، من ذلك: الترويج والانتشار الكبير للمخدرات بمختلف أنواعها.

 

في هذه المادة، نستعرض أبرز الإحصائيات والأرقام التي تظهر حجم المعاناة ومستوى الكارثة، وذلك استناداً لما نشرته الأجهزة الأمنية، وإدارة مكافحة المخدرات، علما بأن ما لم يتم ضبطه قد يكون أكبر.

 

إحصائيات

وبحسب إحصائية إدارة مكافحة المخدرات، فإن الكميات المضبوطة منذ العام ألفين خمسة عشر حتى نهاية مايو من العام الجاري، في اليمن كانت كالتالي:

- في 2015 تم ضبط 996 كجم من الحشيش المخدر، بالإضافة إلى 984 حبة مخدرة.

- في 2016 ضبطت الأجهزة الأمنية 5 أطنان و303 كجم من الحشيش المخدر، بالإضافة إلى أكثر 6700 حبة مخدرة.

- في العام 2017 جرى ضبط 10 أطنان و589 كجم من الحشيش المخدر، إلى جانب أكثر من 85 ألف حبة مخدرة.

- وفي العام 2018 كانت حصيلة الضبط 40 طنا و894 كجم من الحشيش المخدر، كما ضبط أكثر من 46 ألف حبة مخدرة.

- في العام 2019 تم ضبط 41 طن، و133كجم من الحشيش المخدر، وكذا تم ضبط أكثر من 917 جراما من مخدر الشبو، وهي المرة الأولى التي يضبط فيها هذا المخدر في البلاد.

- في العام 2020 ضبطت الأجهزة الأمنية 65 طنا، و369 كجم من الحشيش المخدر، إلى جانب 5كجم من مخدر الشبو.

- وفي العام 2021 حتى نهاية مايو من العام الجاري تمكنت أجهزة الأمن من ضبط 36 طنا، 220 كجم من الحشيش المخدر، بالإضافة إلى أكثر من 15700 كجم من مخدر الشبو.

 

القضايا المتصلة بالمخدرات في اليمن منذ العام 2015 حتى 2022

دفع انتشار المخدرات في اليمن، الجهات الحكومية إلى محاولة التصدي لهذه الظاهرة والحد منها، من خلال شن العديد من الحملات التي نفذتها أجهزة الأمن في عدة محافظات.

 

وتظهر عمليات المداهمات والضبط، ارتفاع عدد قضايا المتاجرة بالممنوعات والمضبوطين في جرائم تهريب المخدرات والسّموم باليمن.

- في العام 2015 بلغ عدد القضايا المتصلة بالمخدرات في اليمن 109 قضايا، ووصل عدد المضبوطين إلى 159 متورطا يمنيا و4 من جنسيات أخرى.

- في العام 2016 بلغ عدد قضايا المخدرات 168 قضية، وجاوز عدد المضبوطين 340 متورطا يمنيا، و5 أشخاص من جنسيات أخرى.

- في العام ألفين 2017 وصل عدد قضايا الممنوعات 513 قضية وفاق عدد المضبوطين 860 متورطا يمنيا و68 من جنسيات أخرى.

- في العام 2018 بلغ عدد القضايا المتصلة بالمخدرات أكثر من ألف  قضية، ووصل عدد المضبوطين 1726 متورطا يمنيا، وأكثر من 230 من جنسيات أخرى.

- في العام 2019، وصل عدد قضايا الممنوعات إلى 1325 قضية، وجاوز عدد المضبوطين 1800 متورط يمني، و823 من جنسيات أخرى.

- في العام 2020 بلغ عدد قضايا المتاجرة بالمخدرات وتهريبها، 1914 قضية، فيما وصل عدد المضبوطين أكثر من 2600 متورط يمني، ونحو 1500 شخص من جنسيات أخرى.

- في العام 2021 حتى نهاية مايو الماضي، بلغ عدد القضايا المتصلة بالمخدرات 1450 قضية، ووصل عدد المضبوطين 1350 متورطا يمنيا، ونحو 1100 شخص من جنسيات أخرى .

 

ويتحدث عن أضرار المخدرات عدد من الأكاديميين والمسؤولين، في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة الأمنية حملاتها في عدة محافظات.

 

يقول عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسي بجامعة عدن أسامة محمد السقاف لـ"المهرية"، إن انتشار المخدرات في أوساط الشباب يمثل ظاهرة خطيرة تدمر مستقبل الأجيال.

 

وحذّر السقاف من الآثار السلبية المترتبة على الأسرة والمجتمع جراء تعاطي مادة الشبو في أوساط الشباب، داعياً لبذل المزيد من الجهود من قبل قيادة الدولة والمجتمع لمحاربة ظاهرة تفشي المخدرات والوقوف أمامها بكل مسؤولية واقتدار.

 

كما أكد مدير دائرة الإعلام بمحافظة أبين ياسر باعزب على أن تعاطي المخدرات في أوساط الشباب أمر يهدد تمسك المجتمع ويضرب أمنه واستقراره.

 

ولفت باعزب إلى أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في توعية المجتمع، والتحذير من مخاطر انتشار الشبو على الفرد والأسرة والمجتمع، داعياً في الوقت نفسه جميع أفراد المجتمع من مثقفين وصحفيين ورجال فكر للقيام بدورهم في محاربة تفشي ظاهرة انتشار المخدرات في أوساط الشباب.

 

وحذّرت رئيسة مركز عدن سعاد باعلوي من أن متعاطي الشبو يلجأ إلى ارتكاب أفعال تضر بنفسه وبالآخرين من حوله.

 

وقالت باعلوي لـ"المهرية" :"نؤكد على خطورة تأثيرات مادة الشبو المدمرة على جسم المتعاطي الذي يشعر بحاله من العزلة والخصومة مع الآخر من حوله، الأمر الذي يسهم في تكوين شخصية عدوانية تدفع المتعاطي لممارسة نفس السلوك مع الآخرين، وقد تصل الأضرار الناتجة عن انتشار مخدرات الشبو  إلى حد ارتكاب جرائم  القتل".

 

وأرجع مدير التثقيف الصحي بوادي حضرموت  أحمد بامدحج انتشار الشبو في المحافظة إلى سهولة وصوله إلى الشباب بشكل غير مباشر من خلال دمجها مع مواد أخرى قد لا يدركها المتعاطي الذي يشعر بالارتياح منذ البدايات الأولى لمضغة.

 

وأبدى بامدحج استعداد مكتب التثقيف الصحي لتنظيم الكثير من الندوات والأعمال التوعوية التي تحد من تفشي الظاهرة وفقا للإمكانيات المتاحة.

 

كما تحدث نائب مدير مستشفى الغيضة بالمهرة سالم عسي القميري عن الشبو قائلاً: "يعود  انتشار الشبو في المهرة، وعدد من المحافظات إلى رخص ثمنه وسهولة الحصول عليه من قبل الشباب، وهذا المخدر يقود متعاطيه إلى الانتحار، واكتساب السلوك العدواني بحق الآخرين نتيجة لشكوك الهلوسة السمعية والبصرية التي يصاب بها المتعاطي".

 

وأكّد القميري على ضرورة وجود مركز متخصصة لمعالجة المدمن والمتعاطي بعيدة عن الأسرة والمجتمع.

 

من ناحيته قال وكيل محافظة شبوة عبد القوي لمروق، إن السلطة المحلية في المحافظة وجّهت الأجهزة الأمنية بمحاربه انتشار ظاهرة الشبو، واتخاذ الإجراءات الأمنية الصارمة بحق مروجي المخدرات ومتعاطيها.

 

وأضاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على عدد من المروجين للمخدرات، والمدمنين عليها، ويجري التحقيق معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء ومحاسبتهم على ما اقترفوه.

 

ودعا لمروق جميع أبناء المجتمع للتعاون مع السلطة المحلية، والأجهزة الأمنية لمحاربة  تفشي ظاهرة انتشار الشبو؛ كونها تمسّ المجتمع بشكل مباشر، وتهدد الأمن والاستقرار في المحافظة.

 

وفي شبوة أيضاً أوضح مساعد مدير إدارة مكافحة المخدرات في المحافظة العقيد أحمد علي، أن الأجهزة الأمنية في شبوة تمكنت بالتنسيق مع بعض الوحدات الأمنية من القبض على أكثر من 113 متهماً ومروجاً ومتعاطياً خلال الثلاث السنوات الماضية.

 

وأضاف: "تبيّن لنا من خلال التحقيقات أن متعاطي الشبو إما قاتل أو مقتول فهو يولد لديه سلوكاً عدوانياً يجعله يشك بكل من حوله".

 

وفي الإطار ذاته أكد القاضي خالد عبد الله البركاني  مدير الأوقاف في محافظة تعز على ضرورة تفعيل دور المنابر في التحذير من خطورة انتشار المخدرات في أوساط الشباب.

 

وشدّد البركاني على ضرورة مساندة الأجهزة الأمنية في محاربه هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع، داعياً كل أب إلى مراقبة أولاده، وتحمل المسؤولية الكاملة فيمن يعول؛ لأن خطر تعاطي الشباب للمخدرات لن يستثنى أحداً.

 

ويدعو رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح بالمهرة محمد سعيد كلشات، المجتمع المهري بكل مكوناته لمكافحة انتشار مادة الشبو، مؤكداً أنها مادة دخيلة على المجتمع المهري.

 

وقال كلشات لـ"المهرية"، إن "انتشار الشبو ظاهرة تهدد المهرة بشكل خاص واليمن بشكل عام، وهناك دول تقف خلف انتشار مخدر الشبو منها إيران.

 

وأشاد بالجهود الأمنية في محافظة المهرة في مكافحة مروجي ومدمني الشبو، وقال: "نشد على أيديهم لمواصلة حملتهم ضد كل من يعبث بعقول الشباب في المحافظة".

 

من جانبها لفتت عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام بجامعة عدن نوال محسن مكيش إلى أن البطالة والتفكك الأسري التي يعيشها الكثير من الشباب سبب رئيسي في اندفاعهم نحو تعاطي المخدرات في الكثير من المحافظات.

 

وأضافت أن إدمان الشباب على تعاطي المواد المخدرة يدمر المجتمع باعتبار الشباب عنصراً فاعلاً في بناء المجتمع والنهوض به.

 

ويوضح عبدالله الجابري مدير إدارة مكافحة المخدرات بساحل حضرموت أنه جرى ضبط ثلاث كميات من مادة الشبو مطار سيئون كانت في طريقها إلى جمهورية مصر، مؤكداً أن الكثير من التجار المرحلين من دول الجوار الغنية وجدوا فرصتهم في العمل على تنمية تجارة المخدرات في  اليمن، وهذا كان أحد أسباب انتشار الشبو محلي بشكل كبير ومخيف.

 

ويقول محمد العطاس رئيس قسم التوجيه المعنوي لإدارة مكافحة المخدرات في ساحل حضرموت، إن للبيئة المجتمعية دور كبير في إرشاد الشباب، وتجنيبهم مخاطر الانزلاق نحو الإدمان في تعاطي المخدرات.

 

وأضاف: "نعمل على توعية الضحايا في من خطورة المخدرات خلال فترة بقائهم في السجون ونأمل أن تنتهي هذه الظاهرة في مجتمعنا".

 

ومن جانبه قال الناشط الاجتماعي الحضرمي حسين بن زيدان، إن هناك مؤشرات كبيرة تؤكد انتشار مادة الشبو في ساحل ووادي حضرموت بشكل كبير في أوساط الشباب.

 

وطالب بن زيدان الجهات المعنية في المحافظة بالقيام بدورها المطلوب للحد من ظاهرة انتشار الشبو، وكذلك الدور يقف على المجتمع والأسرة.

 

من ناحيتها أوضحت مديرة الشرطة النسائية بمحافظة المهرة جميلة أحمد عبدالله أنهم يتلقون بلاغات من عدد كبير من الأسر في المهرة عن وجود تصرفات غريبة لدى الشباب، وكذلك عن عدم علم هذا الأسر بتحركات أولادها خارج المنزل.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية