آخر الأخبار
انتشار الغش بالامتحانات يهدد بالقضاء على ما تبقى من التعليم في اليمن (تقرير خاص)
مدرسة حكومية في صنعاء(المهرية نت)
الإثنين, 23 مايو, 2022 - 09:17 صباحاً
انتشرت ظاهرة الغش بامتحانات الثانوية العامة في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق جراء تدهور الأوضاع العامة إثر تداعيات الحرب، ونقص الكادر التعليمي وعدم صرف رواتب الموظفين منذ سنوات.
وتحدث العديد من المواطنين والمهتمين عن الأسباب والآثار التي أدت إلى انتشار ظاهرة الغش جراء تواطؤ المراقبين والطلاب وأولياء الأمور الذين يرافقون أبنائهم والعمل على تغشيشهم لضمان النجاح .
ويقول الصحفي " أصيل الشرعبي " لموقع " المهرية نت " إن : " انتشار ظاهرة الغش كنتيجة للآثار السلبية التي خلفتها الحرب في بلادنا ومع تدهور العملية التعليمية التي رافقت تدمير المدارس وانقطاع رواتب الموظفين لاسيما في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي حيث ازدادت ظاهرة الغش وأصبح المجتمع يعول عليها في ضمان نجاح الطالب واجتيازه المرحلة الثانوية . "
وأضاف " تكمن خطورة الظاهرة في أن الآباء هم الذين يحاولون بشتى الطرق إيصال الغش إلى أبنائهم ، بل ويرافقونهم في مراكز الامتحانات ، الأمر الذي جعل الطالب هو الآخر يعتمد بشكل كلي على الغش دون الاهتمام بدروسه طيلة أيام العام الدراسي . "
وتابع " لاشك أن أضرار الغش انتشرت بشكل مخيف في أوساط المجتمع و تتمثل بتدمير مستقبل جيل كامل من الأبناء الذين يتخرجون وهم لا يدركون مدى أهمية التعليم بل ويصبحون فريسة سهلة للإنحراف أو لتقبل الأفكار المتطرفة أو يتجهون إلى رصيف البطالة في سن مبكره دون القدرة على الالتحاق بالجامعة ومواصلة تعليمهم . "
وأردف " أفرزت ظاهرة الغش جيلا غير متعلما لا يستطيع الإنتاج وخدمة المجتمع في مختلف المجالات التي من المفترض أن يتواجد فيها الشباب لخدمة البلد . "
* مبالغ مالية
الكثير من الطلاب تركوا حضور المدارس وذهبوا إلى سوق العمل ليوفر مبالغ مالية يقدمونها للمراقبين ، ليسمحوا لهم بالغش وإحضار مدرسين يجيبون على أسئلة الامتحانات .
ويقول المواطن " زكري قائد " إن : " انتشار الغش في الآونة الأخيرة بسبب نقص الكوادر التعليمية في المدارس ، وتكاسل أغلبهم في تأدية واجبهم حيث أنهم يحضرون من أجل توقيع حضورهم ومن ثم الانصراف دون تعليم الطلاب أو الوصول إلى الفصول التعليم ، وأثناء الامتحانات مسئولو المدارس وأولياء الأمور يحضرون معلمين من أجل تغشيش الطلاب مقابل مبالغ مالية . "
وأضاف " كثير من الطلاب تركوا الحضور وذهبوا إلى سوق العمل بحثا عن المال لتقديمه إلى لجنة المراقبة" أيام الامتحانات " ليسمحوا لهم بالغش وإحضار معلمين يجيبون على أسئلة الامتحانات ومن ثم كتابتها على السبورة أو طباعتها في المكتبات وتقديمها للطلاب ليغشوا منه خصوصاً في مناطق الحوثيين . "
وتابع " كما يلعب أولياء الأمور دورا كبيرا أثناء الذهاب مع الطلاب ومرافقتهم إلى المدارس بمساعدتهم على الغش من خلال تقديم أموال باهظة إلى لجنة المراقبة كي يتركوا المجال لأبنائهم بالغش . "
وأردف " أصبحت الامتحانات مجرد مهزلة لا توجد لها مراقبة أو استشعار المسؤولية في التعليم و إنتاج جيل متعلم مثقف متسلح بالعلم المعرفة . "
وأكد بأن " الجيل القادم سيكون جاهلا تماما لا يستطيع القراءة جراء انتشار الغش والحصول على درجات عالية بدون مجهود . "
وأشار إلى أن " الكثير من الطلاب في الأعوام الماضية حصلوا على درجات مرتفعة ولم يقبلوا في أي مجال بسبب الغش . "
* فرصة للمتاجرة
فيما يقول الكثيرون إن انتشار الغش جراء الأوضاع التي تمر بها البلاد ولاسيما الوضع الاقتصادي المتأزم الذي جعل الغش فرصة للمتاجرة والترزق.
ويتحدث الناشط " عمرو عبد النور " إن : " الغش بالامتحانات الثانوية أحد الظواهر التي أفرزتها ظروف الحرب وزادت من انتشارها، بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور الذي جعل من الغش فرصة للإرتزاق والمتاجرة بمستقبل الطلاب من خلال إدخال الغش إلى قاعات الامتحان بواسة أشخاص مقابل مبالغ مالية معينة . "
وأضاف للمهرية نت " الفساد في الجهاز الإداري لمكاتب التربية والتعليم وغياب الرقابة على سير العملية التعليمية ساهم بشكل كبير في حدوث ظاهرة الغش التي لا تضر فقط بمستقبل الطلاب الخريجين من الثانوية، بل يؤثر على التحصيل العلمي للطلاب المجتهدين . "
وتابع " ظاهرة الغش تعمل على رفع مستوى الطلاب الحاصلين على الغش وتجعلهم في مستوى الطلاب المجتهدين من ناحية عدد الدرجات في المعدل العام . "
وأشار إلى أن " الطلاب المجتهدين حينما يشاهدون كمية الغش التي يحصل عليها الطلاب أثناء الامتحان يقل اجتهادهم والاعتماد على أنفسهم ، ويتطلعون إلى ما حدث لمن قبلهم من غش وتلاعب وحصولهم على درجات عالية . "