آخر الأخبار
تعز..حراك داخلي وتفاعل دولي ضد الحصار الحوثي للمدينة على خلفية الهدنة (تقرير خاص)
وقفة احتجاجية سابقة في تعز تنديداً باستمرار الحصار على المدينة
السبت, 21 مايو, 2022 - 05:56 مساءً
مع اقتراب هدنة إنسانية مؤقتة ترعاها الأمم المتحدة في اليمن منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي من نهايتها، تصاعدت الأصوات المطالبة بفتح المعابر التي يغلقها المتمردون الحوثيون في محافظة تعز وسط اليمن منذ أكثر من ست سنوات.
الهدنة التي أعلن عنها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، بعد موافقة كل من الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران كانت قد تضمنت، إلى جانب وقف العمليات العسكرية، ثلاثة إجراءات لبناء الثقة من بينها تشكيل لجنة من الطرفين لإعادة فتح معابر تعز المغلقة.
وجاء في نص الإعلان الأممي عن الهدنة أنه فور دخولها حيز التنفيذ سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرقات تعز، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن بفعل مماطلة الحوثيين، وبفعل غياب الضغط الجدي عليهم من قبل " غروندبرغ"، بحسب اتهامات النشطاء الحقوقيين داخل المدينة .
وعلى الرغم من قيامهم أمس الجمعة بتسمية مندوبيهم إلى المفاوضات المرتقبة في العاصمة الأردنية حول تعز، فقد تابع الحوثيون إنكار حصارهم للمدينة المكتظة بالسكان، وقدموا روايات مخالفة للواقع من بينها أن المناطق الخاضعة لسيطرتهم في المحافظة هي التي تعاني حصاراً من قبل القوات الحكومية، الأمر الذي فاقم من الشكوك في نيتهم الاستجابة لأي توافقات تفضي إلى فتح الطرقات الرئيسية للمدينة.
حراك محلي
وكانت مدينة تعز قد شهدت عدة وقفات احتجاجية نفذها نشطاء حقوقيون وإعلاميون ضد الإخلال ببنود الهدنة أمام المنفذ الشرقي الذي يغلقه الحوثيون عبر الألغام والقناصين، كما احتشد المئات من المواطنين أمس الجمعة في نفس المكان لأداء صلاة الجمعة، والتنديد بالحصار الحوثي، ودعوة الأمم المتحدة للعمل على ضمان فتح المعابر بموجب الهدنة التي ترعاها، وبموجب اتفاقات سابقة رعتها دون أن تثمر بسبب التفاف الحوثيين عليها.
"سنواصل الاحتجاجات من أجل وضع الأمم المتحدة أمام التزاماتها كراعية للهدنة التي تتضمن بنداً برفع الحصار الحوثي عن تعز. لا يمكن أن نظل صامتين ونحن نشاهد المعاناة الإنسانية لتعز تحضر فقط في النصوص من اجل تمرير اتفاقيات تؤتي ثمارها في النهاية للحوثيين حصراً " قال الصحفي " مازن عقلان".
وتابع " عقلان" للمهرية نت أن هذه الاحتجاجات "لا تعني بالضرورة أن آمالنا كبيرة بإمكانية رفع الحوثيين لحصارهم الظالم عن المدينة، ولكنها تعبر عن موقف رافض للانتقائية الأممية في تطبيق الاتفاقات الإنسانية "، مشيراً إلى أهمية التفاعل الدولي مؤخراً مع " جريمة حصار تعز" وإمكانية الاستفادة منه في خلق زخم حقيقي ينهي معاناة الناس داخل المدينة في نهاية المطاف.
كما عرض نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المشاهد المأساوية لحوادث سير تسبب بها لجوء مواطني تعز المحاصرة إلى سلوك طرق فرعية خطرة للتنقل بين مركز المدينة والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون، أو بين مركز المدينة والمحافظات الجنوبية المحررة، وذلك في إطار حملة إعلامية واسعة تهدف لتعريف العالم بمعاناة سكان تعز بفعل الحصار.
السخط في الشارع داخل تعز تجاوز الحوثيين والأمم المتحدة إلى الحكومة اليمنية التي تُتهم من قبل المحتجين بإهمال المأساة التي تسبب بها الحصار من خلال مسارعتها لتنفيذ التزاماتها في الهدنة مع العجز عن إلزام الحوثيين في المقابل بتنفيذ التزاماتهم، وهو ما يفسر بالنسبة لمواطني تعز استفادة الحوثيين من شحنات النفط التي تصل تباعاً إلى موانئ الحديدة وكذلك عودة الملاحة التجارية إلى مطار صنعاء، وهما العنصران الآخران في الهدنة، بينما تبقى طرقات تعز الرئيسية مغلقة.
واعتبر نشطاء إعلاميون على مواقع التواصل أن مسألة حصار تعز مثلت اختباراً جيداً لمجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل في السابع من أبريل /نيسان الماضي خلفاً للرئيس "عبده ربه منصور هادي"، وأن التفاف الحوثيين حتى الآن على فتح المعابر الرئيسية المنصوص عليه في الهدنة قدم إشارة مبكرة على عجز المجلس عن استيفاء الاستحقاقات الدبلوماسية، الأمر الذي يلقي بالشكوك حول قدرة المجلس على التحاور مع الحوثيين مستقبلاً، خصوصاً أن الخيار العسكري لم يعد مرجحاً كما أنبأ بذلك سياق تأسيس المجلس.
وتفاعلاً مع ذلك، طالب مجلس الرئاسة الأمم المتحدة بممارسة كافة الضغوط على المتمردين الحوثيين لاستكمال تنفيذ بقية بنود الهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عن تعز، وذلك في رسالة خطية سلمها الأربعاء وزير الخارجية اليمني للأمين العام للمنظمة الدولية " أنطونيو غوتيريش".
تفاعل دولي
وكانت السفارتان الأميركية والفرنسية في اليمن قد طالبتا بفتح طرقات تعز فور أن عاد النشاط التجاري إلى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون قبل أسبوع، وأشارتا إلى أهمية ذلك في تعزيز جهود التوصل إلى سلام أوسع في البلاد.
كما توصل تقرير حديث لمجموعة الأزمات الدولية إلى أن فتح الطرقات في تعز يمكن أن" يسرع التحول من المواجهة العنيفة إلى المفاوضات السياسية، أو يصبح عائقاً أمام جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن"، منوهاً إلى حالة السخط في تعز مما يُفهم هناك كتحيز أممي لصالح الحوثيين.
وخلال لقاء جمع بين المبعوث الأميركي إلى اليمن ونائب وزير الدفاع السعودي في "واشنطن" اليوم السبت، دعا الأخير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على مليشيا الحوثي لفتح طرقات تعز المحاصرة، وإيداع إيرادات شحنات النفط التي جنتها المليشيا خلال الأسابيع الماضية.