آخر الأخبار

لحج..السمك المجفف مهنة للرزق ووجبة الريف المفضلة (تقرير خاص)

قلّ عدد الصيادين العاملين في هذا المجال لعدم تحقيقه مرودوداً مالياً مجزيا

قلّ عدد الصيادين العاملين في هذا المجال لعدم تحقيقه مرودوداً مالياً مجزيا

المهرية نت - محي الدين السروري
الاربعاء, 01 سبتمبر, 2021 - 04:44 مساءً

يعتاد "علي سلّام" على الصيد المجفف أو مايطلق عليه شعبيا في ساحل لحج بالصيد المالح للعيش من خلال تجفيفه قبل أن يقوم ببيعه داخل قريته، أو الذهاب به إلى الأسواق الشعبية حيث يعد هذا الصيد من المأكولات المفضلة عند الكثير من سكان محافظة لحج ولاسيما القرى الريفية.

 

يقول الحاج علي سلام، 44 عاماً، إنه كسب هذه المهنة من أقارب له كانوا يعملون في تجفيف السمك وبيعه من خلال الترحال على ظهور الجمال في الثمانينات ومطلع التسعينات نحو قرى الجبل، وإنه واصل هذا النهج وهو سعيد به؛ سواء كان ناجعا ومفيدا أو كاسداً في بعض الأحيان خاصة وأن الكثير صاروا يحافظون على السمك في الآونة الأخيرة في ثلاجات حافظة وهو ما يمنع تلفه.

 

وأضاف سلّام أنه يقوم بقطع السمك وإخراج مافي بطنه ووضع كمية من الملح وتركه مجففا ثلاثة أيام قبل أن يقوم بتسويقه سواء من خلال زبائن يتعاملون معه وأخذ الصيد منه من داخل منزله أو إرساله إلى الأسواق الشعبية في لحج وطور الباحة والمضاربة.

 

لكن الأنواع المجففة من السمك تختلف فالرديء لايجد إقبالاً كبيراً بعكس بعض الأنواع يقبل الناس عليها ويستخدمونها كزاد للعيش في البلاد حيث يمكن الاحتفاظ به لعدة أيام من خلال تعليقه بسقف المنزل بخلاف الصيد الطري والجاهز الذي يمكن يتلف بعد ساعات ما لم توجد له ثلاجة حافظة.

 

لكن سعر الصيد المالح يتفاوت بحسب جودته مابين2500-3500 وهذا ارتفاع طبيعي بسبب أن البائع يريد يحقق فائدة بالنظر إلى حالة الجنون في الأسعار سواء من حيث المشتقات النفطية أو المواد الغذائية ناهيك على أن بائع الصيد المجفف يشتري غالبا الصيد من باعة السمك في الشاطئ قبل أن يقوم بتجفيفه وهو ليس بالمتناول دوما كون السمك يباع أحياناً مباشرة خاصة وأن الناس والمطاعم يفضلون الأسماك الطرية فيما لايزال سكان الأرياف يتعاملون معنا في شراء السمك المالح.

ويرى محمد ناصر وهو يعمل في بيع السمك المالح أن العمل متعب ولا يحقق أحيانا الفائدة المرجوة، بالنظر إلى مدة تجهيزه وصولاً إلى تسويقه لبيعه في الأسواق الأسبوعية، إضافة إلى أن من يفضلون هذا النوع من الأسماك هم أبناء الريف لعدم توفر الكهرباء.

 

وتابع ناصر في حديثه أن عدد الباعة في الساحل قلّ، حيث يرغبون في المردود السريع من خلاله بيعه مباشرة دون الانتظار لأيام قبل بيعه ولذا بقى البعض يعتمد على هذه المهنة كمصدر للعيش من خلال البيع الأسبوعي والذي يتفاوت بين10-20 ألف بحسب قدرة إنتاج كل شخص يمتهن تجفيف السمك المالح.

 

ويأمل محمد ناصر أن يتم الاهتمام وتخصيص سوق خاصة للعاملين بهذه المهنة القديمة التي ماتزال حاضرة  ولايزال البعض يراها مصدره الوحيد للعيش كون الاهتمام بهذه الفئة سيحسن من طريقة إنتاجها وتحقيق فائدة أعلى بخلاف اعتماد كل صياد على نفسه في الإنتاج والبيع.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية