طالما كان الاعتقاد السائد هو أن نشاط المخ يتراجع خلال مراحل الوفاة، لكن دراسة جديدة كشفت عكس ذلك، حيث رصدت زيادة لنشاط الوظائف العصبية في مخ الإنسان أثناء الاحتضار.

الافتراض الأول بتراجع نشاط المخ ناجم من فكرة أن السكتة القلبية يصاحبها فقدان للوعي، لكن كثيرا من الأشخاص الذين مروا بتجربة الاقتراب من الموت، أشاروا إلى عكس ذلك، كما أن بعض الدراسات على الحيوانات أظهرت نشاطًا متزايدًا للمخ في لحظة الوفاة.

وأجرى فريق من الباحثين تقودهم جيمو بورجيجين من جامعة ميتشغان، تجربة تم فيها تسجيل زيادة كبيرة في النشاط الكهربي لأدمغة الفئران، مباشرة بعد السكتة القلبية التي تسبق موتهم.

وأجرت مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، دراسة تم التوصل فيها إلى نمط مشابه من النشاط في مخ الإنسان قبل الوفاة.

وبحسب موقع "بيغ ثينك"، فإن الدراسة أجريت على 4 مرضى كانوا في غيبوبة وتوفوا في وحدة العناية المركزة، بمستشفى جامعة ميتشغان، وجميعهم كانوا على أجهزة الإعاشة بعد تعرضهم لتلف دماغي إثر سكتة قلبية عام 2014.

ولتحليل ما يحدث في المخ لحظة الوفاة، قررت بورجيجين وزملاءها تحليل البيانات الصادرة من أجهزة رسم المخ المتصلة بالمرضى، قبل وبعد إيقاف أجهزة الإعاشة.

أظهر اثنان من المرضى نشاطًا زائدًا في الوظائف العصبية للمخ، بمجرد فصل أجهزة الإعاشة.

تكشف الدراسة أن فصل أجهزة الإعاشة يؤدي إلى زيادة النشاط الكهربي في جميع أنحاء المخ، واقترح الباحثون أن هذا النمط من نشاط المخ ربما يكون سبب رؤية الأشخاص الذين مروا بتجارب اقتربوا فيها من الموت، لضوء أبيض ساطع.

ويرى الباحثون أن نتائج دراستهم لا تزال بحاجة إلى المزيد من التحقق حول فقدان الوعي عند الإصابة بسكتة قلبية، وربما تعطي إشارة إلى آليات عمل المخ في مرحلة الوعي البشري بشكل عام.