آخر الأخبار
يجب أن نحول الهزيمة إلى نصر بعيدا عن الخلافات
قتلت إسرائيل شيخ المجاهدين الفلسطينيين إسماعيل هنية واليوم تقتل حسن نصر الله، لم تفكر بمذهب أي منهم، فهي ترى الإسلام بشقيه السني والشيعي عدوها، وتنتظر الفرصة لتشن حرب لا هوادة فيها ، حرب لا تبقي ولا تذر، دمرت غزة واليوم تدبر لبنان وتستعد لتدمير اليمن، ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها، وهو التوسع لاستيطان لأكبر مساحة ممكنة من الأرض العربية.
عرفنا في صغرنا في مدينة التعايش عدن الشيعة والسنة، على أنهم مسلمون يسجدون لإله واحد ويحمدون لنبي واحد، لا تصل خلافاتهم لحد التكفير واللعن والتعزير، كانت المساجد في عدن دون استثناء في يوم مولد النبي تهلل وتكبر بموشحات الدعوة والرحمة والصلاة على النبي، وكنا نوزع الحلوى والشقر، ويرفع البعض رايات ملونه بألوان الصفاء والوفاء والحب، وكانت تقام الزيارات التي يلهو فيها الأطفال ويستمتع فيها الكبار، ولم نر أي اختلاف وخلاف حول ذلك، فكل ذلك كان رمزية تعبر عن معان إنسانية ، ما كنا نحتاج أن نفسرها تفسيرات طائفية جرتنا لخلافات عميقة، وغرقنا بسببها في نزاعات سياسية، وتناقضات سلبية مكنت الأعداء من اختراقنا، وتوظيفها ليشتتونا ويمزقونا إربا إربا، واليوم يستهدفوننا ويصطادونا الواحد تلو الآخر ، حتى صرنا النقطة الأضعف في عالم النفاق والفتن والغياب.
لم تستهدف إسرائيل الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد حسن نصر الله ، وتقتلهما إلا لأنهما يقودان محور المقاومة، وما أطلق عنها من مسرحيات هزلية، تتضح اليوم أنها حقائق ملموسة، ومشكلتنا في المشاهد الذي استمتع بالمشاهدة الهزلية، وينظر وهو في أريحية على الكنبة، ويريد أن يشاهد مشاهد أكثر إثارة ، لا يحسب الظروف والأهداف والنتائج، كما يقال الذي يده في الماء ليس كما الذي يده في النار.
نترك كل الافتراض، ونفكر اليوم بالهزيمة التي يجب أن تتحول لنصر، وهل سينتصر فينا وعي مصالح الأمة ومصيرها، ليصنع لدينا عزيمة لتحويل الهزيمة إلى نصر؟، وهل يمكن أن يتوسع محور المقاومة اليوم ليشمل كل المسلمين سنة وشيعة وكل المذاهب والطوائف، هل نستوعب الدروس والعبر، ونستلهم من تلك الدروس أن قوة الأمة في وحدتها ، وأنه لا مجال اليوم للخلاف السلبي الذي أصبح يغذي دابر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله يهدي علماءنا لما فيه خير الأمة ويسدد طريق أولياء أمورنا للصلاح.. والله يهدي من يشاء وهو على كل شيئ قدير.
*المقال خاص بالمهرية نت *